غـيـاب الـنـظـافـة وإهـمـال الـجـهـات الـمـسـؤولـة زادت مـعـانـاة أهـالـي دار سـعـد بـعـدن

> تقرير/ محمد الصبيحي

> مديرية دار سعد إحدى مديريات محافظة عدن، غير أن ما يميزها عن المديريات الأخرى هو تكدس القمامة فيها بشكل كبير، حيث إن المار والمتجول في أي من أزقتها وحاراتها لا يجد فيها ما يسره، نتيجة تراكم جميع أمكنتها بالقمامة التي باتت روائحها الكريهة تزكم الأنوف، فضلا عن قيام البعض بالتخلص منها عن طريق إحراقها وبات التصاعد المستمر لأدخنتها ينذر بكارثة بيئية وصحية قد تطال الأهالي نتيجة استنشاقهم الهواء الملوث بتلك السموم ما قد يتسبب في إصابتهم بالعديد من الأمراض.
ويأتي هذا التلوث والتراكم للقمامة في هذا المديرية في الوقت الذي يعمل فيه كثير من أبنائها في معظم مرافق البلدية والنظافة في عموم مديريات المحافظة، ولم يتم توظيف بعض منهم في المديرية التي يسكنون فيها لافتقارها التام لموظفين في هذا المجال.
مع كل صباح يذهب الكثير من أبناء مديرية دار سعد لتأدية أعمالهم في مجال النظافة (البلدية) في المديريات الأخرى، تاركين خلفهم مديريتهم غارقة في الأوساخ والقمامة لعدم اعتماد الجهات المختصة موظفين لها في هذا المجال أو تحويل عدد منهم للقيام بها لا سيما وهم من أبنائها.. تجاهل وإهمال وتهميش من الجهات ذات العلاقة زاد هذه المديرية التي تعاني الفقر والتجاهل مزيداً من المعاناة بشكل بات سكانها لا يطيقون تحملها.
ووفقاً لروايات الأهالي القاطنين فيها فإن السلطة المحلية غائبة بشكل تام ولم تقم بدورها المناط بها في خدمة أبناء المديرية بالتخلص من القمامة التي باتت متراكمة بشكل كبير في جميع أزقة وشوارع المديرية، وما تسببه من أمراض على المواطنين وتلوث البيئة، والتي تجبرهم في كثير من الأحيان على التخلص منها عن طريق إحراقها مما قد تسبب لهم أدخنتها أضراراً صحية.. كما أكد الأهالي عدم تجاوب الجهات المعنية لمناشداتهم المستمرة في هذا المجال.
**لأنهم من المهمشين**
تكدس القمامة المستمر في عموم شوارع وأزقة وأمكنة المديرية
تكدس القمامة المستمر في عموم شوارع وأزقة وأمكنة المديرية

نتيجة لتكدس القمامة المستمر في عموم شوارع وأزقة وأمكنة المديرية، وما لذلك من أضرار على الصحة توجه السكان بعدد من الشكاوى إلى الجهات المعنية مطالبين فيها تلك الجهات بالقيام بواجبها في انتشال القمامة من المدينة من خلال تكثيف الجهود للمحافظة على نظافة المديرية وجمالية منظرها.. وأرجع قاطنو الأحياء السكنية في مديرية دار سعد تكدس القمامة باستمرار إلى الإهمال والتهميش المتعمد من قبل الجهات ذات العلاقة، نتيجة لنظرتهم الدونية لسكان المدينة الذين معظمهم من المهمشين.. متسائلين عن ذلك التهميش غير المبرر، والذي حول حياتهم إلى حياة لا تطاق، بعد أن حاصرتهم تلك القمامة من كل مكان، الأمر الذي جعل طريقتهم الوحيدة في التخلص منها هو الإحراق بعد عدم قيام الجهات المعنية بواجبها في التخلص منها عن طريق انتشالها ووضعها في أماكنها المناسبة.
**لا وجود لبراميل القمامة**
تفتقر كثير من الأحياء السكنية في مديرية دار سعد إلى البراميل الخاصة بوضع القمامة، الأمر الذي جعل انتشارها يتكدس بشكل عشوائي في أمكنة كثيرة، وهو ما يكشف مدى تجاهل وتهميش المسؤولين في المديرية والمحافظة لهذه المدينة وأهلها.. إهمال زاد من معاناة المواطنين بشكل مستمر، وكأن مديرية دار سعد لا تندرج في إطار محافظة عدن، الأمر الذي جعل الأهالي يتساءلون عن مصير الأموال الطائلة التي تنفق في هذا المجال.
** مزيج من المعاناة**
كثير هم المسؤولون الذين تعاقبوا على قيادة هذه المديرية في مختلف مجالاتها، ولكن رغم ذلك لم يقدموا أية خدمة تذكر لأبنائها، بل قدموا التجاهل والتهميش السائدين فيها.. كل شيء معدوم في هذه المدينة، وصولاً إلى حرمانها من خدمتي الكهرباء والماء، وبات الأهالي يتجرعون المرارة وأضحت حياتهم مزيجا من المعاناة.
** بلا عمال نظافة**

خصص لكل مديرية من مديريات محافظة عدن صندوق خاص بالنظافة وكذا عمال للبلدية، ولهذا تسخر إيراداتها لخدمة هذا المجال.. غير أن مديرية دار سعد استثنت من ذلك، إذ لا وجود لصندوق النظافة ولا عمال يقومون بمهمة تنظيف المديرية من الأوساخ وتراكم القمامة، وهو ما يكشف عن الغياب التام لدور المجلس المحلي والجهات ذات العلاقة فيها.
** رسالة إلى المسؤولين**
عدد من المواطنين توجهوا برسالة إلى المسؤولين بدءاً بمدير المديرية والأمين العام للمجلس المحلي وغيرهما، تساءلوا فيها عن ماهية المسؤوليات الموكلة إليهم تجاه المديرية وأبنائها، وعن أسباب سكوتهم عما تتعرض له المديرية من تهميش متعمد طال جميع خدماتها بدءاً بالنظافة التي أضحت منعدمة بعد أن غرقت المديرية في أكوام القمامة والأوساخ، وكذا الحرمان من خدمتي المياه والكهرباء، اللتين ـ حسب رسالتهم ـ لم تصلاهم إلا فيما ندر.. مطالبين ـ في ختام رسالتهم ـ بتوظيف عمال مختصين بالنظافة والاهتمام بهم ليقوموا بدورهم في المحافظة على نظافة المديرية وشوارعها لإعادتها إلى منظرها الحضاري باعتبارها الواجهة الشمالية لمحافظة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى