من د. عبدالكريم جدبان إلى د. أحمد شرف الدين وأخيرا د. محمد عبدالملك المتوكل .. بالأمس قتلوا الصائم شرف الدين واليوم قتلوا الطاهر المتوكل

> نجيب محمد يابلي:

> الأمر الذي لا يختلف فيه اثنان أن هذه الأوضاع التي عشناها ونعيشها قد أخرجت هذا المجتمع من أسوار الإسلام، لأن الله كرم الإنسان، إلا أن عصابات حاشد وسنحان وما استجد من تحالفات مشبوهة لهم تحت مظلة مخابرات إسرائيل وتركيا وإيران هي في سياق سيناريو رهيب (؟؟؟) بوصف السفير الأمريكي السابق سيش، حيث أصبح الناس في هذه البلاد يقتلون زرافات ووحدانا، كأنهم فئران.
أصبح الإنسان في وضع مزدوج، لا كرامة له ولا قيمة، والمسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه، وهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من قتل نفس بريئة، ولذلك فقد هدمت الكعبة حجرا حجرا آلاف المرات في هذه البلاد، وباء العباد بغضب من الرحمن لأنهم لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر.
قتل مسلمون بالجملة على مر السنوات المنصرمة، في كل الأيام، بما فيها الجمعة، وكل الشهور، بما فيها رمضان، وتوقعنا أن ترتفع أصوات الاستنكار من منابر بيوت الله في مناطق المنكرات أو المجاورة لها، وتوقعنا أن يرتفع صوت الاستهجان من مسجد الحرم المكي، وخابت ظنوننا في خطباء بيوت الله في مختلف مدننا وفي مكة المكرمة، ولم أجد تفسيرا لذلك الصمت المطبق.
في صباح 21 يناير 2014 انطلقت رصاصات غادرة أطلقها مرتزقة ـ عليهم لعنة الله ـ على صائم الدهر الدكتور أحمد شرف الدين، الفقيه الدستوري، وكان الشهيد في طريقه إلى مقر مؤتمر الحوار الوطني، واستنكرت الدولة والحكومة والمعارضة حتى علي عبدالله صالح كان من ضمن المستنكرين.
وفي ظهر 2 نوفمبر 2014 انطلقت رصاصات قذرة أطلقها قذرون مدفوعون ومأجورون من قوى متنفذة محمية من قوى إقليمية ودولية ومنظمات دولية تؤثر في السياسات والقرارات الدولية الهامة، وكان ضحية ذلك العمل العدواني القذر طاهر الدهر والمفكر العربي الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، وكان وقع الخبر زلزاليا على نفوسنا جميعا، والرجل الكبير محل إجماع في الاحترام والاعتبار شمالا وجنوبا وعربيا ودوليا، وهو الأستاذ الزائر في عدد من الجامعات العربية والأمريكية.
ارتفعت برقيات التعازي وبيانات الاستنكار للحادث المروع الذي استهدف طاهر الدهر الدكتور محمد عبد الملك المتوكل في مسلسل اغتيالات العقول والقيم السامية، وسيظل القوم يستنكرون كلما حدث إزهاق لروح مكرمة عند الله وعباده، ومحتقرة عند العرابدة الذين يعيثون فسادا في الأرض، وأثبت أفراد المجتمع بأنه لا حول ولا قوة لهم، ليفصحوا عن واقع هش باء بغضب من الواحد القهار.
لا رعى الله شهر يناير، في هذا الشهر من عام 2003م قتلوا مناضلا وطنيا كبيرا، الدمث الأخلاق اللواء يحيى محمد المتوكل، وفي هذا الشهر من عام 2014م قتلوا صائم الدهر الدكتور أحمد شرف الدين.
لا رعى الله شهر نوفمبر، ففي هذا الشهر من عام 2013 قتلوا الدكتور عبدالكريم جدبان الشخصية المعتبرة التي كانت محل إجماع الشخصيات السياسية والأكاديمية والاجتماعية، شمالا وجنوبا، وصاحب ملف الفساد في قطاع الكهرباء، وهو ـ أي الملف ـ يمس حيتان (قرش) هنا وهناك، وفي نوفمبر من عام 2014م قتلوا طاهر الدهر الدكتور محمد عبدالملك المتوكل.. فماذا بعد أيها الصامتون؟!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى