لا تـعـبـثـوا بـنضالـنـا فـقـد مـلـلـنـاكـم

> وضاح محمد الحالمي

> لم يعد الوطن يحتمل خلافكم المستمر وصراعكم السياسي، ولم يبقَ للشعب أي أمل فيكم يا من تزعمون أنكم قيادة له، لقد أثبتم فشلكم الذريع مرات ومرات وسقطتم سقوطا مدويا، بل إنكم أظهرتم عدم ولائكم للوطن والقضية، وذهبتم تلهثون وراء المصالح الضيقة وحب الذات، حتى أنكم أصبحتم تتحدثون إلى الناس والأصوات التي تعالت، والتي تدعوكم إلى توحيد صفوفكم المبعثرة ومكوناتكم المتعددة المشتتة بأن أطرافا أخرى تدفعهم، ويسعون إلى الالتفاف على الثورة وحرف مسارها، وبالتالي لا تسمحون أنتم بذلك.
نعم أنتم لا تسمحون بحرف مسار الثورة، ليس حباً للثورة، ولكن لأنكم أصلاً لا تريدون أن تحقق الثورة أهدافها، وتنتصر القضية بقدر ما أنتم تريدون استمرارها لتحقيق مكاسب أكثر من وراء ذلك، والحرص منكم على إلقاء الكلمات والخطابات.
ياهؤلاء القادة إننا سئمنا من سماع الخطاب المتكرر الذي يبشرنا بالنصر في القريب والعاجل، مللنا من الكلمات التي تدغدغ العواطف وتبعث الحماس في النفوس وتهيج المشاعر.
إن من يقف في هذه اللحظة الحساسة من عمر الثورة المباركة في وجه أي تحرك فاعل وعمل يهدف إلى توحد المكونات المتعددة ورص الصفوف، ومن ثم يصدر بيان نفي عن عدم علاقته بهذا العمل، ويتبرأ من ذلك هو الخطر المحدق بالثورة والعائق الأكبر أمام انتصار القضية.
يا هؤلاء القادة إذا لم يوحدكم الدم الجنوبي الغالي الذي يسال، والحشود المليونية والصمود في مخيمات الاعتصام فما هو الذي يوحدكم يا ترى؟.. وما هو الذي يمنعكم من التوحد إذاً؟ فهمونا .. كلمونا.
تظاهرنا.. احتشدنا.. نصبنا المخيمات.. افترشنا الأرض وتلحفنا السماء.. استقبلنا الرصاص بصدورنا.. دمرت منازلنا.. تلونت شوارع أرضنا بالدماء.. ازهقت الأرواح وأنتم تلهثون وراء مصالح ضيقة بدون حياء وتتبرؤون من أي عمل يخدم القضية.. ما هذا؟.
ياهؤلاء القادة ألا تدركون أننا لم نعد نطيقكم بسبب عجزكم.. ألا تدركون أنكم أصبحتم عبئاً على الوطن وثورته وقضيته بسبب خلافكم.. إذاً ارحلوا عنا يا من تعبثون بنضالنا الطويل، يامن تبددون أحلامنا الكبيرة، يا من تسعون إلى إنهاء آمالنا العريضة.. ارحلوا يا من تزيدون من أوجاعنا وآلامنا ومعاناتنا.. ارحلوا يا من جعلتم التضحيات الجسام لشهدائنا الأبطال غطاء سياسيا من أجل الاسترزاق.
إن إصراركم الغريب والعجيب على البقاء في أماكنكم في قيادة الثورة وتجاهلكم دور الشباب المخلص للقضية، والذي يعتبر صمام أمان الثورة وعماد المستقبل ربما هذا خوف يدب في دواخلكم من أن تتجلى مخططاتكم، وتتكشف أقنعتكم، والتي سوف تتساقط حتماً وعما قريب.
إننا لا نتمنى لكم الويل والثبور، ولكن ندعوكم إذا كنتم فعلاً حريصين على القضية إلى العمل الجاد والتوحد الحقيقي ونبذ الخلاف، وليس الإعلان في المنصة حتى يسمح لكم بإلقاء خطاب ومن ثم ترحلون.
لوجه الله يا هؤلاء القادة اتركونا ننتشل الوطن من بين تلابيب وحدة 22 مايو العمياء والمزيفة اتركونا نستعيد الوطن لنعيش فيه، اتركونا نرى وطنا يسود فيه الأمن والأمان والحب والوئام والعدل والمساواة.
**وضاح محمد الحالمي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى