خطيب جمعة ساحة الاعتصام الجنوبي وضاح الصبيحي: بشائر النصر كثيرة فعجلوا تحقيقها بتوحدكم ويقظتكم

> تقرير / عبدالله مجيد

> (نصرٌ من الله وفتحٌ قريب) هذا الاسم الذي أطلقه ثوار الجنوب لجمعة أمس التي أدوها في ساحة الحرية (العروض) بخورمكسر عدن، وشارك فيها مئات الآلاف من أبناء شعب الجنوب والذين بدأت الساحة تستقبلهم منذ ساعات الصباح الأولى إلى جانب المرابطين فيها منذ بدء الاعتصام منتصف الشهر الماضي، بُعيد إحياء الذكرى الـ51 لقيام ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني عا م 63م.
(نصرٌ من الله وفتح قريب) تسمية أطلقها أحرار الجنوب لجمعتهم أمس، والتي تُعد الرابعة التي يؤدونها في ساحة الاعتصام، في إشارة إلى قرب النصر الذي بدأ يلوح في الأفق لنصرة قضيتهم التي يناضلون من أجلها والمتمثلة باستعادة الدولة الجنوبية، والتي تجلت في التغيرات والمواقف السياسية الجديدية على المستويين الإقليمي والدولي تجاه القضية الجنوبية، وتزايد قوتها على المستويين الداخلي والخارجي بانضمامات مستمرة لجهات ومرافق حكومية إلى ركب الاعتصام المفتوح في الساحة والمطالب باستعادة الدولة، وعودة قيادات جنوبية بارزة من الخارج ولحاقها بركب الثورة ميدانياً، والتي كان آخرها عودة رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر السيد عبدالرحمن الجفري، وعدد من القيادات التابعة لحزبه.

خطيب جمعة (نصرٌ من الله وفتح قريب) الشيخ وضاح عمر الصبيحي عضو الهيئة الشرعية الجنوبية للإفتاء والإرشاد بشر الثائرين المعتصمين في الساحة في بدء خطبته بقرب الانفراج للقضية التي يناضلون من أجلها لسنوت، مستدلاً في ذلك بعدد من الشواهد والتغيرات على كافة الأصعدة في الداخل والخارج تجاه قضية شعب الجنوب المطالب باستعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة، وبحدودها المتعارف عليها قبل وحدة مايو 90م.
قال فيها مبشراً: “يا أحرار الجنوب نبشركم بأن بشائر النصر الذي أنتم هنا معتصمون من أجله والرامي لاستعادة الدولة قد بدت معالمه واضحة وجلية، فلا تشغلوا أنفسكم بتعاظم الأزمات والنكبات، فهي دليل ومؤشر على قرب الانتصار، ولهذا علينا أن نستبشر خيراً بما سيحمله المستقبل لنا، فالمتغيرات كثيرة والبشائر أكثر، فما نعيشه اليوم كان مستحيلاً بالأمس، فاليوم ها هو الاعتصام قائم وأعلام الدولة ترفرف في كل مكان بعد أن كانت من المستحيلات في الماضي القريب، وهذا لم يكن ليتحقق لولا إرادتكم أنتم معشر الثوار، وهو ما يؤكد بأن إرادة الشعوب لا تقهر”.
وأضاف الصبيحي مخاطباً المعتصمين من على منصة الخطابة بساحة الحرية في خورمكسر “أيها الثوار اعلموا أن دوام الحال من المحال، وهي سنة إلهية في خلقه، وما تناضلون من أجله اليوم أضحى قاب قوسين أو أدنى من التحقق، ولهذا ما عليكم إلا التحلي بالصبر، والثبات، والعزيمة، واعلموا أن للنصر ضريبة، وقد قدمنا الكثير منها.. شهداء وجرحى وأسرى، ومازلنا”.

كما استعرض الصبيحي في خطبته عددا من الأساليب التي اتصف بها النبي الأكرم محمد - صلى الله عليه وسلم - من الصبر والثبات والتطلع إلى النصر في أحلك المواقف التي كانت تواجهه، مطالباً الثوار بـ“أخذ دروس منها والتحلي بها”.
كما طالب الجميع بـ“التنبه واستشعار خطورة المرحلة وحجم المؤامرة التي تحاك ضد القضية الجنوبية في المرحلة الحالية، والتي لن يتم تجاوزها والقضاء عليها إلا بالتنظيم والتوحد وعدم الانجرار وراء الشائعات التي يروج لها من بعض الأطراف التي لا تريد للجنوب وأبنائه خيراً”.
وأضاف “عليكم أن تعوا بأن مطلبكم باستعادة الدولة لن يأتي على طبق من ذهب، بل لا بد لنا من دفع ضريبة ثمينة”.
كما توجه الصبيحي بخطابه إلى نظام صنعاء بالقول: “نقول لهم لن ترهب شعب الجنوب آلة القتل والقمع والاعتقال، وأن الاعتصام والساحة ستستمر حتى تحقيق الهدف المنشود”.

ووجه الخطيب الصبيحي في ختام خطبته نداءات عدة خص ببعضها الثوار المعتصمين في الساحة بالقول: “أيها الثوار المعتصمون إن التراجع عن هدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة كاملة السيادة يعني المذلة والعمالة والخيانة لمن قدموا أرواحهم في سبيل هذا الوطن رخيصة وإخوانهم من الجرحى والأسرى، ولهذا فالرضى بأي حلول منقوصة تعني نقض العهد لمن ضحوا بأرواحهم”.
كما طالبهم بـ“الثبات، والصبر، وترك قضايا الاختلاف التي لا تخدم القضية مع المحافظة على سلمية الاعتصام حتى لا يتخذها الآخرون ذريعة لرفع الاعتصام وإنهائه”، وشدد الصبيحي على “المحافظة على أمن عدن”، موضحاً أن “أمن عدن أمن للجنوب كله”، محذراً في الوقت ذاته من “جر عدن إلى أتون الفوضى والخراب”.
كما طالب المجتمعين الإقليمي والدولي بأن “يعيا بأن الشعوب هي الوحيدة من تقرر مصيرها، وأن شعب الجنوب قد قرر مصيره في استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة، وعليهم إعانته في تحقيق مطلبه باستعادة دولته”.
وقد شهدت الساحة عقب خطبتي وصلاة الجمعة مسيرات ثورية جابت الساحة مراراً وسط ترديد الشعارات الثورية المؤكدة على استمرار الاعتصام المفتوح حتى استعادة الدولة الجنوبة كاملة السيادة.

وقد شهدت الساحة أمس وأمس الأول انضمامات لعدد من المرافق الحكومية، وإعلان تأييدها لمطلب الثوار فيها باستعادة الدولة، مع استمرار تدفق القوافل الغذائية لساحة الاعتصام من عموم مديريات وبلدات الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى