القبيلة والمال والعسكر

> محمد العزعزي

>
محمد العزعزي
محمد العزعزي
بمناسبة مرور 24 عاما على قيام الوحدة الاندماجية اليمنية التي حملت في مشروعها السلمي الحضاري الكثير من الطموح والآمال للشعب العربي من البحر إلى البحر وبأقل من أربع سنوات انتكست الوحدة بقيام حرب صيف 94م فاختلت المعادلة السياسية وانتصر طرف على شعب الجنوب الذي هلل وفرح كثيرا لقيام الوحدة وقدمها على طبق من ذهب وتنازل علي سالم البيض عن الكرسي والعاصمة لكن القوى المتوحشة تمادت بالظلم والطغيان واكتسحت الآلة العسكرية وجيش الفيد مدن وقرى الجنوب ونهبت أفواج القبائل كل شيء فلم تبقِ ولم تذر، فنهبوا الثروات والبنى التحتية، متناسين أن إرادة الشعب من إرادة الله فلا يمكن أن يستسلم الشعب لقوى الرجعية والتخلف والهيمنة والتخبط.
حمل لنا هذا العام الكثير من الدلالات والعبر فلم يخرج الناس إلى الشوارع للاحتفال بذكرى (توتو مايو) حسب تعبير الكاتب محمد يابلي، بل مرت المناسبة بفتور تام وكأنها ذكرى مؤلمة للشعب، وكان من سابق يتم الحشد للاحتفال بها والتذكير بمناقب الوحدة بين الشطرين لكن هذا العام لم يحتف بالمناسبة وكأن أطراف اللعبة السياسية (سلطة - معارضة) قد وصلوا لقناعة بشقيها اليساري واليميني لفك الارتباط تلبية لمطالب الجنوبيين أو أن المبادرة الخليجية جمدت مشاريع الوحدة والانفصال لإعادة ترتيب الموقع والموضع بشكل جديد يدعى الأقلمة لستة كنتونات متنافرة في المستقبل.
والمراقب للوضع الداخلي يرى أن الأزمات المفتعلة زادت، فالجيش يحارب القاعدة والجنوب يحترق جراء العمليات العسكرية والمواطن بين حجري رحى الغلاء والظلام ومنجزات كلفوت لضرب أبراج الكهرباء واختفاء المشتقات النفطية والحروب البينية بين الحوثي وبيت الأحمر وتهجير السلفيين من دماج وقبولهم بالأمر الواقع تحت ذريعة احترام قرار ولي الأمر، فيما الحوثي يتمدد بكل الجهات ويفرض سلطته على المناطق المحررة وفقا للأحداث الجارية ميدانيا.
يستوقفني مصطلح دافيد كوكبورن في صحيفة الاندبندنت “كليبتوقراطية” وهو يعني استشراء الفساد الحكومي، وهذا ما تؤكده الأرقام الفلكية لنفقات الحكومة غير العاقلة وكأن ما يحدث متفق عليه لتمارس بروبجندا ضد الشعب حتى يصل لقناعة أن شركاء اليوم هم من أفسد بالأمس وتستمر تحالفات القبيلة والمال والعسكر.
لقد تحولت اليمن إلى بلد ينمي الفساد بحكومة حرامية تستخدم السلطة من أجل توزيع المناصب لكبار المفسدين وسرقة موارد البلد بكل أريحية في وضع عام منفلت بكل المعاني والمقاييس.
كل التقارير الدولية تصنف اليمن بالدولة الفاشلة، وهذا مؤشر خطير لتدخل دولي سافر على الأرض وتمزيق الأرض والإنسان وفرض السيطرة عبر وكلاء الشركات العابرة ولن تكون السعودية في مأمن في حال انفرط العقد، لا سمح الله.
ويحدث كل هذا بغياب المواطن الذي لا يدافع عن حقوقه، وهنا يغيب الوطن وسنجد قريبا أكثر من جدار فصل طائفي وعنصري إذا استمرت هذه الحكومة بهذا الأداء المخزي.
نحن اليوم بحاجة ماسة إلى تجربة الحمدي منهاجا لإعادة البناء للوطن والمواطن!!. أشعر بالحزن فالواقع يعري الأسطورة التوافقية منذ ثلاث سنوات على تشكيلها وربع قرن لقيام الوحدة وخمسين عاما للثورتين سبتمبر وأكتوبر شمالا وجنوبا وأن منهج هادي أدى إلى النتيجة المعاشة، وهي حكومة حرامية.
المدن تغرق بالنفايات ومنهج الهادي في الحكم هو نفس حكم سابقه ولا جديد في الإدارة بل المزيد من نهب الميزانية وتردي كل المجالات والنتيجة أن زخة مطر تغرق “عاصمة الثقافة اليمنية”!!.
ثلاث سنوات من الفساد المالي والسياسي الذي يضع البلد اليوم على حافة الانهيار.. وكل ما تملكه حكومة الحرامية هو شعار “التوافق” ما ذنب الشعب أن يتحمل كل هذا الظلم والحكومة حرامية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى