دعـوة تـقـريـب لا تـفـريـق

> محمد بالفخر

> منذ بداية انطلاق الحراك عام 2007م ومع التحاق عامة الناس أفواجا إلى ركبه كانت النخبة ومن يسمون الزعماء وعلية القوم في الخارج يرقبون المشهد ما بين صامت ينتظر النتائج ويستعد لأن تستوي الطبخة فيأتي مقاسما إن لم يكن راغبا في الاستحواذ عليها كاملة، وما بين محارب للحراك ومن انضم إليه ويتغنى بالوحدة معتقدا أنها موجة غضب وستهدأ، وبالتالي فهو غير مستعد لأن يصطدم مع أحد لأجل شيء اسمه الجنوب.
انضم الناس للحراك غير مبالين بالقمع والقتل والسجن والحرب عليهم في أرزاقهم وأعمالهم، فلما اشتد عود الحراك وأثبت أنه واقع وليس مجرد ظاهرة صوتية سرعان ما ستنتهي بدأت بعض الرؤوس في الظهور وبدأت تعلو أصواتهم بالحرية والاستقلال بخطابات تشنجية وفعلا اعتلوا سفينة الحراك وصاروا هم أهله وسدنته بل وينصبون أنفسهم الممثل الوحيد والمدافع الفريد عن القضية.
وبقوا هم خارج الوطن محافظين على حياتهم وأموالهم التي تكاثرت بعد الحراك أكثر من ذي قبل وكل ما يفعلونه أمسيات مخملية واجتماعات تصرف فيها بعض الإيرادات فقط.
في حين أن الشعب في الداخل منهم الجريح الذي لا يملك ثمن الدواء ومنهم أٍسرة الشهيد التي لا عائل لها يعانون الفقر والجوع.
أما أولئك المتفرجون وما أكثرهم فقد بقوا في صمتهم وحافظوا على مجرد المشاهدة إلى اليوم وبعد أن صار الجنوب قاب قوسين أو أدنى من الاستقلال وآمن العالم بعدالة قضيته بدأنا نسمع لهم صوتا مناديا بالحرية.
مع كل ما سبق والذي لا يخفى على كل ذي عقل من أبناء الجنوب نقول للجميع مازال في الوقت متسع والجنوب يسع الجميع وكلنا أخوة و أرضنا هي الأم التي تغفر زلات أبنائها، أدعو كل القيادات في الداخل و الخارج لأن توحد كلمتها، إن كان الجنوب حقا هو الهدف، دعونا من تخوين الناس، اتركوا القدح في من يخالف فكركم وحدوا صفوف الشعب على قلب رجل واحد، ولنلق خلافات الماضي التي لم تأت للجنوب بخير، وقد ذاق الناس مرها عقودا طويلة.
أقول لكم إن كانت عودتكم للجنوب للم الشمل ونواياكم مبيتة على العمل جميعا مع اختلاف أيدلوجياتنا وأفكارنا فمرحبا، وإن كانت عودتكم فقط لتكريس مزيد من الاختلاف ومحاولات الاستفراد بالأمر وإشعال حرائق الفرقة والتشظي فالوطن في غنى عن عودتكم، فالشعب الجنوبي قد اكتفى وارتوى فرقة واقتتالا لحساب أشخاص ومناطق.
الشعب الجنوبي في 2014 لم يعد هو الشعب في الستينات والسبعينات الخاضع المغمض العينين الذي لا يمضي إلا حيثما يمضى به. شعب الجنوب لن يقبل إلا من يأتي بمشروع فيه إنقاذه، لن يقبل بمن يأتي لينفذ أجندات الخارج لصالحه الشخصي، فاعقلوها ودعونا نتعايش في جنوب الخير والعطاء، ولتكن الديمقراطية والشفافية هي منهجنا في الحكم.
مشاهدة:
من ساحة الاعتصام في العاصمة عدن تحية وشكر لأولئك الذي يقدمون جهدهم ووقتهم في العطاء للمعتصمين، وأخص بالذكر الشيخ حسين بن شعيب الذي أدعو الجميع للعمل معه يدا بيد في عمله الجبار هناك. وأناشد أولئك الذين يحاولون الإساءة إلى عمله والتشويش عليه ضعوا أيديكم في يديه مع بقية الشرفاء هناك، فليس وقت المناكفات والتشكيك في مصداقية الآخر، ارتقوا فوق التصرفات التي لا تليق بشعب مناضل ولا يجب أن تصدر عن رجال أكارم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى