يا قبائل البلاد ردوا على سؤالي: هل تعتبرون خاطفي الطبيبة الطاجيكية رجالاً؟

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
لا أزال مشدوداً إلى حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” أي أن ثمة مكارم أخلاق كانت موجودة في الجاهلية الأولى وجاء الحبيب المصطفى ليكملها، ومنها ألا مساس بالمرأة أو الطفل أو العبد، إلى هنا ينتهي الحديث عن الجاهلية الأولى، فماذا عن الجاهلية الثانية؟.
يخيل لي لو أن مشيئة الله سبحانه وتعالى قضت ببعثه من جديد لقال: إنما بعثت لأؤسس لمكارم الأخلاق.. ولم تعد هناك مكارم أخلاق لأن وجود الكتابي في بلد الإسلام يحظى بالرعاية والحماية وهذا مبدأ شرعي غير قابل للطعن ومن انتهكه فهو خارج عن ملة الإسلام، وتضاعف الإثم عندما انتهك أفراد قبليون أعراف القبيلة واستباحوا حرمات أجنبيات باختطافهن وإطلاق سراحهن بعد دفع المعلوم بمبالغ ضخمة وبالعملة الصعبة، وعندما انكشف المستور تبين أن نافذين من العسكر والمسئولين (وهم عسكر) داخلون في التورتة وبنسبة لا يستهان بها، والراسخون في العلم يفيدون بأن العمليات تتم بإيعاز من أولئك المتنفذين والأجير حصته أقل بكثير من حصة النافذ.
أفادتني مصادر من شبوة عن عملية اختطاف أجانب بينهم نساء مطلع هذا العام (إن لم تخني الذاكرة) بأن نافذاً سنحانيا شابا رفع مبلغ الابتزاز إلى بضعة ملايين من الدولارات، ولأن الحكومات في تلك البلدان تدفع فقد تدخلت السلطات العمانية عندما بادر الشيخ الجليل أحمد فريد الصريمة عبر أشاوس من قبائل شبوة ترى أن هذا العمل لا يقوم به إلا جبان وتدخلوا من أجل إطلاق الرهائن بمبلغ قدره خُمس المبلغ المبالغ فيه ودخل ذلك في ميزان حسنات سلطنة عمان والشيخ الصريمة وقبائل شبوة.
في التاسعة من صباح الأربعاء 29 أكتوبر 2014 وفي وسط مدينة مأرب كانت الدكتورة جوليا روف، الطبيبة في المستشفى العسكري العام تسير أمام بيت من بيوت الله وهو مسجد عذبان، الخاطفون يزعمون أنهم مسلمون والله يعلم أنهم كاذبون والمختطفة مسلمة وفي دار الإسلام (؟؟؟).
عملية الاختطاف شاهدها خلق الله من المسلمين وعلى مرأى ومسمع من نقطة أمنية مشتركة بين الأمن وفرع المؤسسة الاقتصادية بمأرب والضباط والجنود هناك في النقطة مسلمون وشاهدوا كل شيء بأم أعينهم ومرت السيارة الهيلوكس الحمراء وفي داخلها الخاطفون المسلمون والمختطفة المسلمة الطاجيكية وكانت تشكو لربها ظلم العباد، ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون.
الطبيبة الطاجيكية المسلمة تعمل في خدمة المرضى المسلمين والمسئول عنها وعن حمايتها وزارة الدفاع وكل امرئ مسلم رأى ذلك المنكر لأن الإسلام يقوم على ركيزتين لا ثالث لهما وهما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما عملتان نادرتان في بلاد المسلمين، ودليلي على ذلك أن رسولنا الأكرم عرف عند نزول الرسالة بالصادق الأمين وشهد له بذلك الكفار وقالوا إنه صادق وأمين ولا شيء فيه يعيب سوى أنه يكفر أحلامنا (أي أصنامنا) وفي هذه الأيام لا تجد من يشهد لك بالحق وإنما تجد من يلبسك كوفية وسط صمت مطبق لأن محيطك مسكون بالصمت والخوف.
بعد كل هذه المنكرات من أعمال الاختطافات والاغتيالات، أترجون رحمة الله؟! وأنا أعلم بأنها الجاهلية الثانية، ولو كانت الجاهلية الأولى لعشنا في سلام ووئام، وسيسترد الإسلام عافيته بالحكمة والكلمة الحسنة وستسود العبادات طالما حسنت المعاملات، لأن الدين “عبادة” و“معاملة” و“الدين المعاملة”.
ارفعوا أصواتكم في وجه المنكر وإلا بؤتم بغضب من الله، لأن الغضب في الأصل قائم، وإنما ستتسع دائرته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى