عـذرا لـقـد فـهـمـنا كـل شـيء

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل محمد القميشي
مقبل محمد القميشي
فهمنا الظلم الواقع على أبناء الجنوب، وفهمنا المراوغة، وفهمنا الكذب، وفهمنا التمييز بين المواطنة (المتساوية)، والكلام المعسول حولها، وفهمنا التمييز أيضاً في الوظيفة والمنصب والصفة، وفهمنا الفرق بين شيخ الشمال وشيخ الجنوب، وفهمنا المعنى الحقيقي لتدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية، وكذا المؤسسات المدنية، وفهمنا تدمير كل ما هو جميل في الجنوب، وقد وصلت الرسالة بكل ما تعنيه الكلمة.
أمور كثيرة فهمناها من خلال تجربتنا في وحدة (كلين وحدة) وحدة مزيفة تعرَّض فيها شعب الجنوب بكل شرائحه إلى ظلم وسلبيات مثيرة وكبيرة لن تحدث ﻷي شعب في جميع أنحاء العالم.
شكلوا حكومة أو حكومات كفاءة أو كفاءات ارفضوها أو وافقوا عليها هذا شأنكم، نحن خرجنا منكم وأنتم كذلك، ولم تعد وحدة بيننا ﻻ على الأرض ولا في القلوب اليوم شعب الجنوب كله في الميدان، وعلى ما أعتقد أنكم تشاهدونه وتشاهدون الصوت الواحد عن طريق تلك الجماهير الجنوبية المنادية بالحرية والاستقلال.
نوفمبر آتٍ ومحمَّل بالمفاجآت وبالخيرات للجنوب والجنوبيين، هذا هو موعدنا وموعد النصر بإذن الله إن حققنا الاستقلال بالسلم، فذلك ما نصبو إليه، وإن لم يكن كذلك فالجنوبيون قد خرجوا للمطالبة بالحرية والاستقلال، وسيستمرون حتى تحقيق الأهداف، ومستحيل أن يقبلوا بغير ذلك، وإذا حصل احتلال جديد للجنوب - وهذا ربما يكون هدفا من أهداف الثورة الجديدة، وتجديد قديم 94 من علي عبدالله صالح - فتلك مسألة تعني نهاية الشمال والجنوب على حد سواء عن طريق الفوضى إن تم التفكير أو التهور نحو ذلك.
اليوم التوقعات كملناها، والخيانة لم نعرف لها طريقا، ونحن بعيدون عنها كل البعد، لكننا عرفنا من هو صاحبها ومن هو فيها ومن هو معاها، ولذلك من الطبيعي أن نرفضها، ونمنعها من دخول أرضنا، فلا مجال عندنا لها.
القاعدة التي تم زرعها في الجنوب لم نفهم مغزاها، ولم نفهم معنى عملها وﻻ من أتى بها ولا من هو وراءها، وﻻ حتى من يحميها ولا من يأويها، وﻻ ندري هل هي تحت الأرض أو فوقها، هذه هي المشكلة الوحيدة، والتي لم نفهمها حتى اللحظة، وضاعت كل الحسابات حولها، لكن إن تم استغلال الجنوب سيظهر المخبأ، وسينكشف كل ما هو مغطى، وبالتالي سيصبح ﻻ مكان للإرهاب في الجنوب بكل أشكاله.
والحوثي جاء وثورته فجأة، وقال “أنا حامي حماها باصلح الوضع في الجنوب وفي الشمال وباعطي كلا حقه”، لكن الذي ظهر لنا في ما بعد من خلال خطابات الحوثي حول قضية الجنوب إنما هو في الحقيقة (ذر للرماد على العيون)، وكلام غير مفهوم، وتشكيل اللجان قد سئمنا منها، وسئمنا من شغل (العجين) حق اللجان، وعمرها لم تنجح لجنة في اليمن على مدار تاريخه.
ياسيد عبدالملك كان المفروض عليك - إن كنت تريد أن تدخل التاريخ من أوسع أبوابه - أن تشكل مثل هذه اللجان لترتيب وضع فك الارتباط بصورة سلسة وآمنة بين الشمال والجنوب، وأن تشكل لجنة وتعطيها الإشارة على أن يبقى مسمار جحا، الخلاصة (ﻻ تكحلها وتعميها).
الجماهير في الساحات تصرخ ولن يحصل إلا كل ما تريده هذه الجماهير، فلماذا المرواغة وأنتم تعلمون أن الجنوب قد عزم على تقرير المصير، وﻻ عودة إلى الوراء مهما كانت العوائق أو العراقيل، وقد قدم كثيرا من التضحيات، وﻻ أعتقد أنكم لم تفهموا ذلك.
يبدو أن العالم الخارجي بما في ذلك مجلس التعاون الخليجي قد بدأ يتفهم قضية هذا الشعب، وعلى كل حال حتى وإن كان هذا التفهم متأخرا نوعا ما نقول لهم أهلا بكم أهلا بمن وقف معنا في قضيتنا إن كان سابقا أو ﻻحقا، وخاصة أشقاؤنا في مجلس التعاون الخليجي، فوقوفكم مع شعب الجنوب ليس من اليوم بل من قديم الزمان، ولن ينسى شعب الجنوب تلك المواقف المشرفة لكم.
دخول أرض الجنوب من عدمه من قبل الحوثيين ربما مع وجود الإمكانيات الهائلة لديكم أن تدخلوا الجنوب بأي طريقة كانت تعجبكم، وفي ظل وجود شعب حضاري (مسالم) في الجنوب، وفي نفس الوقت أعزل من السلاح، وفي ظل تمسكه (بثورته السلمية) أيضاً، لكن عليكم أن تفهموا بأنه غير مرحب بكم وأن وجودكم ما هو إﻻ ضياع.
علي عبدالله صالح صحيح عمد الوحدة بالدم وبالفتاوى التي تبيح دماء الجنوبيين، وقد علم وفهم العالم كله بهذا الحدث، ولكن لا شك أنكم ترون وتسمعون ما يكنه شعب الجنوب من كراهية وحقد ضد هذا الرجل وأعمالة السيئة، وما خلفته تلك الحرب من مأسٍ ضد الجنوب وناسه.
ليس عيبا من قبل هذه الثورة وقادتها وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي أن يعملوا على (تعميد) وتوثيق السلام بين الشعبين الشقيقين بالسلم وبالمحبة، وبحسن الجوار بين الجنوب والشمال بدﻻ عن الحروب التي جربناها، ولن نكسب منها سوى دمار بلدنا، فلا تفوتكم هذه الفرصة، شعب الجنوب مصمم على مطالبه المتمثلة بالحرية والاستقلال، ويرحب بأي موقف شريف معه من أي كان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى