المعاقون في ساحة الحرية بعدن.. وطنية متَّقدة تتجاوز الإعاقة الجسدية

> استطلاع / عبدالله مجيد

> لم تمنعهم إعاقاتهم الجسدية من المشاركة في الاعتصام المفتوح بساحة الحرية (العروض) بخور مكسر - عدن، والمطالب باستعادة الدولة الجنوبية، كما لم تعقهم الأمراض والعاهات التي تعرضوا لها وشلت حركة أجزاء من أجسامهم من تلبية نداء الوطن الثاثر، إنهم فئة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة.
معاقون فقد بعضهم بصره ولكن لم يفقد بصيرته الوطنية، وآخرون أعاق الشلل النصفي حركتهم ولكنه لم يعق إرادتهم من التحرك بالكراسي المتحركة صوب ساحة الحرية بعدن، إنها الوطنية والوطنية وحدها هي من دفعتهم للمشاركة في هذه المرحلة التاريخية والمفصلية في حياة شعب الجنوب الثائر والمطالب باستعادة دولته لينعم بالعزة وبالعيش الكريم.
عبده علي عبدالله الهيج (71 عاما) سندباد الثورة الجنوبية، أو بهذا يعرف، ورغم كبر سنه وإعاقته التي أعاقت حركة سيره إلا بواسطة عصى حديدية يتكئ عليها، نتيجة لتعرضه لطلقات نارية في رجليه أثناء مشاركته في إحدى المسيرات التي ينفذها الحراك الجنوبي في ثورته المطالبة باستعادة دولة الجنوبية.
الهيج عبر عن مشاركته في هذا الاعتصام بالقول: “أنا هنا منذ عشية الفعالية الأكتوبرية، وشاركت في نصب أول خيمة في ساحة الاعتصام ولن أغادرها حتى أحقق الهدف الذي جئت من أجله أو أموت دونه، فهذا هو العهد الذي قد قطعته لزوجتي وأهل بيتي عند مغادرتي لهم للمشاركة في 14 أكتوبر، والذي قطعت فيه عهداً بأن لا يروا وجهي مجدداً في البيت إلا في حالتين اثنتين فقط إما عائداً منتصراً للقضية التي خرجت لأجلها ثلاث مرات وأصبت برصاص حي وسجنت أضعافها أو شهيداً مدثرا بعلم الدولة الجنوبية.
عبده علي عبدالله الهيج
عبده علي عبدالله الهيج

كما أوصيت زوجتي بأن لا تقبلني أعود إلى البيت تحت أي ظرف من الظروف غير النصر أو الشهادة، وفي حالة عدت لغير ذلك فيحق لها أن تُلبسني لبس النساء”.
الهيج واصل حديثه متحمساً بالقول: “لقد بعت جميع ممتلكاتي التي جمعتها منذ شبابي حتى اليوم ولم يتبق منها شيء في سبيل هذه القضية التي سقط من أجلها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، لقد وهبتُ نفسي لهذا الوطن ولن أتراجع عن ما وهبت قيد أنملة”.
وأضاف: “لقد تعرضت لعدد من الإصبابات بالرصاص في سبيل هذا الوطن السليب كان أولها في معسكر ذمار بتاريخ 4/5/94م والتي أصبت فيها بعدد من الجروح في الفخذ واليد والفم، وما تزال بعض من تلك الشظايا إلى اليوم في جسمي، في حين كانت الثانية في ذكرى فك الارتباط الثالثة والتي أصبت فيها بعدد من الشظايا الدوشكا، أما الثالثة فكانت في حوطة لحج أثناء مشاركتي في مسيرة ثورية، تعرضت جرائها للإعاقة وعجزي عن السير إلا بواسطة عصا حديدية أتكئ عليها، ومع هذا لن تعيقني هذه الإعاقة عن المشاركة في فعاليات الثورة الجنوبية التي تقام في ساحة العروض أو أداء صلاة الجُمع في شارع مدرم أو المسيرات التي تقام في العند وكرش ولحج وعدن وغيرها من الفعاليات.
خاتماً حديثه بقطعه عهداً لمواصلة نضاله الذي بدأه في حرب صيف حرب 94م حتى ينال الهدف الذي جرح وسجن من أجله والمتمثل في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
**مستمرون حتى استعادة الدولة**
ياسر عبدالله أحمد لم تمنعه إعاقته الخلقية في القدمين من مشاركة إخوانه الثائرين في ساحة الاعتصام منذ بدء نصب خيامه.
أحمد معاق ولم يستطع التحرك والتنقل إلا بواسطة كرسي متحرك قال لـ «الأيام» عن سبب مشاركته في الاعتصام المفتوح بساحة الحرية بخور مكسر عدن والمطالب باستعادة الدولة الجنوبية: “لقد عانينا كثيراً في المرحلة الماضية وحرمنا من أبسط حقوقنا ولم نتحصل حتى على كراسي متحركة من قبل الجهات المختصة والتي كانت تجبر من يريد الحصول على أبسط حقه للذهاب إلى صنعاء، وهناك لا يجد سوى المماطلة والتسويف وغيرها، ولهذا نحن متواجدون اليوم هنا للمطالبة باستعادة الدولة التي ستضمن لنا حياة كريمة بعيدة عن الإقصاء والتهميش المتعمدين اللذين عانيناهما لأكثر من عقدين من الزمن”.
وأضاف: “لقد عانى أبناء شعب الجنوب كثيراً بعد الوحدة عام 90م وفي مقدمتهم فئة المعاقين والتي كانت تقاسي التهميش دائماً من صندوق المعاقين بصنعاء، ولهذا نحن مستمرون في هذا الاعتصام حتى تحقيق الهدف المنشدود باستعادة الدولة الجنوبية التي ستضمن العيش الكريم لجميع أبنائها”.
**أتيت حباً للوطن**
محمد علي محمد عبدالله
محمد علي محمد عبدالله

محمد علي محمد عبدالله من أبناء محافظة أبين معاق (مصاب بشلل نصفي) عبر عن الأسباب التي دعته للمشاركة في الاعتصام بالقول: “صحيح أعاني من شلل نصفي أعاق حركتي ولكن لم أعان من إعاقة في حب هذا الوطن، ولهذا أنا اليوم هنا كغيري من المعاقين المشاركين في هذه الثورة الجنوبية، وسأستمر في الاعتصام حتى النهاية لننتصر لكرامتنا وحقوقنا التي سلبت منها دون أي وجه حق سوى إننا من الجنوب”.
**لن أبرح الاعتصام حتى تحقيق الهدف**
حافظ صالح ناجي زايد، معاق حضر إلى الساحة بكرسيه المتحرك بمعية أخيه لمساعدته، بدوره تحدث لـ«الأيام» وبروح وطنية يملؤها التفاؤل والتطلع لمستقبل أفضل بالقول: “أنا واحد من أبناء محافظة أبين والجنوب عامة المشاركين في هذا الاعتصام المفتوح الذي لن يرفع إلا باستعادة الدولة الجنوبية التي يناضل من أجلها أبناء هذا الشعب وقدم في سبيلها آلاف الشهداء والجرحى وأضعافهم من المعتلقين”.
وأضاف: “أنا مشارك في هذا الاعتصام منذ بدئه في فعالية 14 أكتوبر منتصف الشهر الماضي ولن أبرح خيمتي حتى يتحقق الهدف الذي جئت وغيري من أجله وهو استعادة دولة الجنوب”.
**سأحتفل بالنصر وعيد ميلادي في 30 نوفمبر**
مكسيم صالح شايع
مكسيم صالح شايع

المعاق مكسيم صالح شائع، من أبناء الضالع، مصاب بشلل نصفي، عبر عن مشاركته في الاعتصام والهدف الذي جاء من أجله بالقول: “بدأت الاعتصام في هذه الساحة منذ تاريخ 22 من الشهر الماضي (أكتوبر)، وسأظل فيها مرابطاً مع إخواني المعتصمين حتى يتحقق النصر لنا”.
وتابع بالقول: “ومن المصادفة أيضاً في هذا الاعتصام بأن عيد ميلادي هو 30 نوفمبر وهو اليوم نفسه الذي أتمنى أن يكون فيه الفرح فرحين احتفالاً بعيد ميلادي واستعادة الدولة الجنوبية التي طالما ناضل أبناء هذا الشعب من أجلها”.. مطالباً في ختام حديثه المجتمعين الإقليمي والدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالوقوف الجاد إلى جانب أبناء شعب الجنوب الثائر والمطالب باستعادة دولته الجنوبية وعاصمتها عدن.
فئة المعاقين وذوو الاحتياجات الخاصة كغيرهم من فئات أبناء شعب الجنوب الثائر لهم إسهامهم وتواجدهم المشرف في ساحة الاعتصام بخور مكسر - عدن منذ عشية الفعالية الأكتوبرية.
معاقون أثبتوا للجميع أن الإعاقة لم تكن يوماً عقبة أو مشكلة أمام قوة الإرادة والعزيمة الصادقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى