هيئة مشفى ذمار العام يفتقر لأبسط خدمات الإسعافات الأولية

> تقرير/إياد الوسماني

> تبلغ ميزانية هيئة مستشفى ذمار العام مليار وأربعمائة مليون ريال سنوياً، مبالغ من شأنها أن تمكن المشفى من تقديم خدمات طبية عالية المستوى، غير أن الواقع عكس ذلك تماماً حيث بات مؤخراً يفتقر لأبسط المستلزمات الطبية.
أموال هائلة تصرف باسم هذا المستشفى دون أن يتم معرفة أماكن مصارفها من قبل هيئة الرقابة والتفتيش وبعض الموظفين فيه.
المستشفى بات يعاني كثيراً من المشكلات كتلف المواد الخاصة بالمستشفى كالسرر التي أصبحت مكسرة وشبه تالفة كغيرها من المعدات الإدارية والطبية في المستشفى.

الإهمال هذا طال عددا من أقسامه أيضاً كقسم النساء والولادة، والذي يفتقر لأطباء متخصصين، والاكتفاء بالكادر الطبي الهندي، والذي يقول الأهالي: “إنهم يعانون منهم كثير في التعامل معهم لعدم تحدثهم باللغة العربية، وكذا عدم اهتمامهم بالحالات المرضية التي تصل إليهم”، هذه المعاناة طالت أيضاً قسم الرقود في المشفى، والذي يرقد في غرفته الواحدة ما يقارب العشرين مريضاً، وهو ما يتسسب في خلق مزيداً من المشكلات لدى المرضى.
**تحويل المشفى إلى (لوكندة)**

مشكلات المشفى لم تقتصر على الإهمال من قبل الجهات المختصة، بل إن مرافقي المرضى هم الآخرون اتخذوا من هذا المستشفى مكانا للمقيل وتعاطي القات والتدخين.
**مشكلات أخرى**
حمامات هذا المشفى هي الأخرى تمثل عنواناً للإهمال في المشفى أيضاً، فأربعة حمامات فقط هي الخاصة بالمشفى وقد أصبحت جميعها غير صالحة للاستخدام نتيجة لتحويلها لمكان خاص لمرمي القاذورات في ظل غياب النظافة.
أبواب ونوافذ المستشفى مكسرة، وهو ما زاد من معاناة المرضى، لاسيما في هذه الأيام حيث تشهد المحافظة أجواء شديدة البرودة، والتي ستتحول إلى سقيع في المرحلة القادمة بفصل الشتاء.
هذا الإهمال الذي طال جميع أقسام المستشفى تسبب في إلغاء عدد من المناقصات التابعة بذريعة ما يشهده من فساد مستشرٍ.

**الاهتمام بالصفقات الخارجية**
رئيس اللجنة التحضيرية لمجلس شباب ذمار للرقابة ومتابعة هيئة مستشفى ذمار العام مراد السلاب أوضح جانبا مما يعانيه هذا المستشفى بالقول: “على الرغم من الزيارات المتعددة للمستشفى بغرض العمل للحد من كارثة الفساد التي عمت المستشفى من جميع النواحي، والتي تؤكدها الأخطاء والإهمال التي ترتكبها إدارة المستشفى بحق المرضى إلا أن الإهمال مازال مستمراً”.
وأضاف أن “هيئة مستشفى ذمار العام ممثلة برئيسها مع الأسف لايهتمون بحياة المريض بقدر اهتمامهم بصفقات الخارجية، والتي تعود بالنفع لهم، ولبعض النافذين في وزارة الصحة، فضلاًَ عن تجاهلهم لأبسط الاحتياجات الخاصة بالهيئة كتصليح دورات المياه، والتي أضحت غير صالحة للاستخدام، وعددها ثمانية حمامات في قسم الرجال، بالإضافة إلى بعض الغرف الخاصة، كما أن هناك بعض الأقسام لا يوجد بها مغالق (أقفال) وإنارة ضوئية”.
وأضاف “هناك إهمال تام ومتعمد في قسم الطوارئ من قبل الجهات المختصة، برغم أن الهيئة تقع على شارع رئيسي ومرتبط بالعاصمة صنعاء ومدينة تعز، فضلاً عن كونها تقع وسط المدينة، والتي يكثر حوادث السير فيها، وهو مازاد من معاناة المرضى الذين يأتون إلى هذا القسم من جميع مديريات المحافظة”.

وواصل بالقول: “لا يوجد في هذا القسم إلا طبيب واحد فقط و4 ممرضين هنود في الوردية الواحدة، وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة يعاني منها الجرحى والمرضى، وهنا نقول ومن باب الإنصاف إنه في الفترة الأخيرة توفر في المستشفى أشياء لم تكن موجودة من قبل في الهيئة كمحطة توليد الأكسجين، الأشعة المقطعية الرنين المغناطيس، وكذا استحداث قسم خاص بالخدج الأطفال، وصيدليه داخل الهيئة، مع توفير بعض الأطباء الأجانب، وتثبيت بعض الموظفين، ومع هذا نقول إن ما قدم لا يكفي”.
وأوضح السلاب في سياق حديثه لـ«الأيام» أن “ميزانية الهيئة تزيد عن مليار وأربعمائة مليون ريال يمني”، معبراً بأنها “ميزانية كبيرة من شأنها أن تحول الهيئة إلى مدينة طبية في حال وجد الضمير في القائمين على هيئة هذا المستشفى”.

وأشار السلاب في ختام حديثه بالقول: “إن الأيام القليلة القادمة ستشهد انطلاقة قوية لمجلس شباب ذمار لمراقبة هيئة مستشفى ذمار العام من خلال اللجان القانونية، والنزول المباشر من قبل اللجان الميدانية التابعة للمجلس، والتي قد تم اختيار أعضائها من الشباب الأكفاء من أبناء المحافظة ممن يحملون فكرا نضيفا”، مشيرا إلى أن “هناك العديد من الأمور والقضايا الخاصة بالمستشفى سيتم طرحها للمجلس المحلي بالمحافظة، كما تمنى من العاملين في الهيئة التعاون مع هذا المجلس لكشف الفساد داخل الهيئة، والتعامل بروح المسؤلية والرحمة مع مرضاهم”.
المواطنون بدورهم عبروا عن استيائهم مما يلاقونه ومرضاهم من إهمال في هذا المستشفى، لاسيما في غرفة الطوارئ، والتي تخلو من الكوادر المتخصصة سوى من الممرضات الهنديات، والتي يصعب التعامل معهن لعدم تحدثهن اللغة العربية، كما شكوا من خلوا المستشفى من مواد التعقيم والشاش وأبسط المستلزمات الطبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى