مرحبا بالشيخ عبدالرب النقيب وعقبال قدوم الآخرين

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
السبت الموافق 15 نوفمبر 2014 كان يوما بهيجاً في مطار عدن ذلك أن الشيخ الجليل الفاضل عبدالرب النقيب وصل إلى مطار عدن الدولي، وسط حشد شعبي هائل كان في استقباله وسار موكب طويل من السيارات إلى ساحة الحرية بخور مكسر وكان في استقباله حشد هائل، وصعد الشيخ الجليل الفاضل المنصة واعتلى منبر الخطابة وقال كلاماً ساخناً يتناسب مع طبيعة الأوضاع، وأعلن على رؤوس الأشهاد أنه جاء لإنجاز المطلب الشعبي بالتحرير والاستقلال.
ذكرني ذلك الموقف المسؤول والوطني للشيخ عبدالرب النقيب بموقف والده الشهيد الشيخ أحمد أبوبكر النقيب (1905 - 1963) الذي عزز مواقفه بعلم وفير حيث تلقى تعليمه ـ رحمه الله ـ في حضرموت، ثم انتقل إلى الجامع الأزهر.. وكان الشيخ أحمد أبوبكر النقيب شاعراً مجيداً وله عشرات القصائد منها (ملعون أبوه من باع أرضه بالذهب) وهي ولاشك كانت نبراسا لولده الشيخ عبدالرب الذي سار على خطى والده شيخ مشايخ الموسطة في أرض سرو حمير (يافع).
يأتي وصول الشيخ عبدالرب النقيب مع وصول كوكبة من شخصيات جنوبية بارزة في ظرف عصيب وحرج على المستوى الداخلي وعلى المستويين القومي والإسلامي، حيث تتعرض تلك البلدان لهجمة شرسة تستهدف الأرض والإنسان والثروة والقوة، حيث الموساد هو سيد الموقف في ليبيا ومصر وسوريا والعراق واليمن وأجزاء أخرى من الجزيرة، وأصبحت مشاهد الذبح تتكرر يومياً، والفصل القادم سيكون في جنوب الجزيرة وستحصد الولايات المتحدة تريليونا ومائة مليار دولار دفعها وسيدفعها العرب النفطيون على النحو الآتي: 400 مليار دفعها العرب في حرب الخليج الثانية التي أطاحت بنظام صدام عام 2003 وسيدفعون الآن 500 مليار دولار لتغطية نفقات النكتة الأمريكية “الحرب على داعش”، وسيدفعون 200 مليار دولار عندما يقومون بنقل داعش الأمريكية إلى جنوب الجزيرة.
المخطط قائم وهو قيد التنفيذ والمسألة مسألة وقت، وكل الترتيبات لأوضاع المنطقة بما فيها هذه البلاد جاهزة وسيعلن عنها في حينه، على الرغم من التسليم بأن القضية الجنوبية قضية عادلة الغائب فيها الحامل السياسي أو الوطني الذي سيتعامل مع العالم والذي سيسير بالقضية إلى بر الأمان وإعلان الجنوب الفيدرالي الجديد الذي سيرد الاعتبار لعدن باعتبارها شريكاً فاعلاً تم إقصاؤه في 30 نوفمبر 1967 ولم يذق الجنوب طعم العافية حتى يومنا هذا.
المهمة صعبة ومعقدة والطريق كله محفوف بالألغام، ونسأل الله أن يعين الشيخ النقيب مع حكماء آخرين من أرض يافع وأرض العبدلي وأرض العوذلي وأرض العلوي وأرض الصبيحي وأرض العقربي وأرض الضالع وأرض ردفان وأرض الفضلي وأرض دثينة وأرض الحوشبي وأرض العولقي وأرض الواحدي وأرض حضرموت وأرض المهرة وعدن.
علينا أن نقدم قراءة تاريخية موضوعية لتاريخ المنطقة من عام 1839 حتى عام 1967 ثم المرحلة الممتدة من 1967 حتى عام 1990 ثم المرحلة الثالثة الممتدة من عام 1990 حتى 1994 ثم المرحلة الرابعة من 1994 حتى يومنا هذا.
كانت هناك مستعمرة عدن وتحيط بها محميات عدن الغربية ومحميات عدن الشرقية، وفي عام 1959 نشأ اتحاد الإمارات الجنوبية واتسع بعد ذلك ليصبح اتحاد الجنوب العربي حتى عام 1967 واستثنى ذلك الاتحاد سلطنتي حضرموت القعيطية والكثيرية وسلطنة المهرة، وعاش ذلك الاتحاد (8) سنوات ثم تأسست جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومن بعدها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1967 حتى عام 1990، أي عاشت الجمهورية (23) عاماً ثم دخل الجنوب نفق الوحدة المظلم من عام 1990 حتى يومنا هذا، أي لنا حتى الآن 24 عاماً، وفي المحصلة الأخيرة إننا عشنا (47) عاما من الضياع تخللها نزيف دموي ونهب ثروات وإقصاء بشر وإشاعة ثقافة الكراهية الفاتورة الفادحة التي أضيفت إلى فواتير أخرى فادحة أهلكت عدن وأرض تبن وأرض الفضلي وأرض حضرموت وأرض المهرة.
واسمحوا لي أيها السادة أن لحج العبدلية عرفت معنى الوطن وذاقت طعم الزراعة وتمتعت بمناخ الثقافة والأدب، ومن ذلك أن عدن أهدت عام 1927م قلما ذهبيا لأمير الشعراء أحمد شوقي بمناسبة تتويجه أميرا للشعراء، فيما أهدت لحج العبدلية (مجمرة) ذهبية لأمير الشعراء، وشاركت لحج العبدلية في مباريات كرة قدم على المستويين الداخلي والعربي، وانظروا إلى لحج وعدن اليوم أوضاعهما لا تسر كافراً.. خالص التمنيات للشيخ عبدالرب النقيب وصحبه الكرام من عموم مناطق الجنوب وعدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى