> أكد وزير النقل المهندس بدر باسلمه أن انتشال مطار عدن الدولي وميناء عدن من الأوضاع المتردية التي بلغاها لم يعد مجرد خيار مطروح أمام إدارتيهما والوزارة بل أمر ملزم وواجب التنفيذ عاجلا بعد أن بات العجز يتهدد المطار والميناء.
المهندس بدر باسلمه يرافقه فريق فني من وزارة النقل تفقد أمس عدد من المرافق التابعة للوزارة بعدن، التي وصلها في مهمة عمل لانتشال مرافق النقل الجوي والبحري والبري في المحافظة من حالة التردي التي باتت عليها وأدت إلى شل خدمات البعض منها.
وخلال تفقده أوضاع مطار عدن الدولي اجتمع وزير النقل بإدارة وموظفي المطار، وتحدث إليهم مؤكدا أن مطار عدن يحتل الأولوية في أجندة الوزارة لأهميته الاقتصادية والتاريخية، موضحا أن الوزارة تتجه بخطى حثيثة إلى استقلالية الموانئ الجوية والبحرية في المحافظات عن المركز في صنعاء، منوها بأن منح مطار عدن الدولي الاستقلالية المطلوبة لإدارة شؤونه من قبل إدارته وموظفيه بما يحقق ازدهار حركة النقل الجوي فيه لا يتحقق باستصدار قرار بذلك فقط بل يتوجب أن يسبقه إعادة تأهيل البنية للمطار والمرافق التابعة له بما يمكن المطار فعليا من الاعتماد على إيراداته وعدم الحاجة إلى دعم وتدخل المركز.
وقال المهندس باسلمه: “حين تم تطبيق (الأجواء المفتوحة) لم يستطع مطار عدن الدولي مواكبة هذا القرار فعليا، واستمرت حركة النقل الجوي في التراجع إلى ما باتت عليه اليوم، وذلك لأن البنية التحتية للمطار والخدمات الواجب عليه تقديمها لخطوط الطيران ظلت متهالكة ولم تخضع للتأهيل والتحديث، وهو ما ينطبق الآن على توجهنا الأكيد لمنح الموانئ الجوية والبحرية والبرية الاستقلال الإداري والمالي عن المركز لإنهاء كثير من المعوقات والروتين، حيث يجب علينا أولا أن نتكاثف جميعا قيادة وزارة النقل ومديري وإدارات وموظفي وعمال المطارات والموانئ لتنفيذ مشاريع التأهيل حسب الأولويات الملحة والتي تمكن من رفع الإيرادات وصولا إلى تأهيل كافة مرافق المطار وحينها فإن قرار الاستقلالية عن المركز يصبح في متناول اليد خاصة وأن دولة رئيس الوزراء المهندس خالد محفوظ بحاح يعنى بهذا الأمر انطلاقا من إدراكه لأهمية المطارات والموانئ في تحقيق الانتعاش الاقتصادي متى ما تم تأهيلها وفق خطة اقتصادية سليمة ومنحها الاستقلالية المطلوبة”.
عقب ذلك استمع وزير النقل إلى شرح مفصل من قبل مدير مطار عدن الدولي المهندس طارق عبده علي ومديري الإدارات لأوضاع المطار، والذي يعاني من تهالك المعدات والأجهزة في مختلف مرافقه وشح الكادر الفني المؤهل وغياب دورات التأهيل والتدريب للعمال والموظفين منذ سنوات طويلة.
وطالب وزير النقل مدير وإدارات مطار عدن بتقديم تقرير عاجل عن أوجه القصور والاحتياجات في الأجهزة والمعدات، وكذا رؤية توضح أولويات أعمال التأهيل بحسب أهمية المرفق ومايحققه من عائد يسهم في رفع إيرادات المطار.
وانتقل وزير النقل بعد ذلك إلى ميناء عدن (رصيف المعلا) حيث اطلع على أوضاع الميناء عن كثب وقام بجولة ميدانية في مرافق الميناء برفقة المسؤولين فيه.

وترأس أمس المهندس بدر باسلمه اجتماعا مهما في مؤسسة موانئ خليج عدن استمر لنحو ثلاث ساعات بحضور رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية القبطان عبدالله إبراهيم أبكر النجري والمسؤولين في المؤسسة، وأكد فيه بذل وزارة النقل للجهود المتواصلة لتنفيذ مشاريع تأهيل موانئ خليج عدن ينهي حالة التراجع في مستوى الخدمات البحرية المقدمة من قبل موانئ عدن للخطوط الملاحية، داعيا قيادة ومسؤولي المؤسسة إلى إعداد تقرير مفصل خلال أيام عن أوضاع الميناء ومرافقه وجوانب القصور والمعالجات المطلوبة، مشددا على البدء فورا بجهود التأهيل، خاصة للمرافق ذات المردود المالي بما يمكن المؤسسة من تحقيق وفر يمكنها من تحديث خدماتها، ومؤكدا بأن وزارة النقل ستتقدم إلى صناديق الإنماء العربية بطلبات تمويل مشاريع تأهيل مهمة في موانئ خليج عدن بما يعيد لهذا الصرح الاقتصادي مكانته في المنطقة والسمعة العالمية التي حققها فيما مضى بفضل تميز الخدمات المقدمة فيه للبواخر.
وعقب الاجتماع التقى وزير النقل بأعضاء نقابة عمال رصيف المعلا واستمع منهم إلى جملة من القضايا، والتي أكد اهتمامه بتقديم المعالجات لها، مشددا في ذات الوقت على أهمية الحفاظ على استمرارية أعمال الموانئ في عدن وعدم الإضرار بها بالإضرابات، لافتا إلى أن أي إضرار بسمعة الميناء لدى الخطوط الملاحية سينعكس على كافة العاملين والموظفين بميناء عدن جراء تراجع حركة الملاحة، وما يترتب عليه من تراجع الإيرادات، مؤكدا أن وزارة النقل تولي ميناء عدن والعاملين فيه جل اهتمامها.
حضر الاجتماعات وكيل وزارة النقل علي المتعافي، ومدير عام مكتب وزارة النقل بعدن ماهر الشعيبي، والنائب الأول للرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ خليج عدن عامر الزعوري، ومدير عام شركة عدن لتطوير الموانئ المهندس محمد عبدالواسع، نايف الزغلي نائب مدير مطار عدن الدولي، وعدد من قيادات المؤسسة والميناء.