جردان بشبوة.. ثروات متعددة حرم منها أبناء المديرية

> استطلاع / صالح مساوى

> جردان شبوة.. منطقة النحل والعسل، هكذا عرفتها قريحة الشعراء وصدحت بها حناجر الفنانين على مدى سنين طويلة، تحقق فيها العديد من المشاريع التنموية في الفترات السابقة، لكن الكثيرين من أبنائها يرى أن ما تحقق لا يتناسب مع حجم الثروات والمقومات الاقتصادية التي تمتلكها المديرية، والتي لو استغلت الاستغلال الأمثل لغدت جردان غير التي نعرفها اليوم.
تقع مديرية جردان ضمن ما يعرف بالمديريات الشرقية في محافظة شبوة وإلى الشمال الشرقي من عاصمة محافظة شبوة عتق، وتبعد عنها بحوالي 70 كيلومترا، وبمساحة تقدر بـ3750 كم مربع وعدد سكان يفوق 50 ألف نسمة.
التقينا في بدء جولتنا الاستطلاعية هذه في جردان برئيس المجلس المحلي في المديرية الأخ أحمد خميس بن ضباب للاطلاع على الخدمات التي قدمتها الجهات المسؤولة لأبناء المديرية من مشاريع خدمية في الفترة الماضية، وكذا التعرف على الأسباب التي أدت إلى تعثر بعضها.
وقد أوضح بدروه لـ«الأيام» بالقول: “لقد تم في المرحلة الماضية إنجاز عدد من المشايع الخدمية في المديرية، ففي مجال الطرق تم سفلتة خط بطول 21 كيلومترا، كما تم مؤخرا رصف شوارع السوق التجاري العام، ويوجد لدينا مشروع كهرباء عام يغطي المديرية كاملة بنسبة 98 %، أما بالنسبة لمشاريع المياه فقد تم بناء عدد من السدود في عدد من القرى كقرية حلي في صعيد جردان، فراثا في يثوف، الشرفاء، الغرق وسد الظاهرة، وغيرها من القرى التي وصل إليها هذا المشروع، وعلى مستوى التعليم تم بناء أكثر من 46 مدرسة موزعة على مختلف مناطق المديرية، وفي مجال مشاريع الصحة تم بناء وحدات صحية في عدة قرى كالمثناة ويثوف وعياذ وصعيد جردان وغيرها الكثير”.
وعن المعاناة التي تواجه هذه المديرية من الناحية الخدمية قال ضباب: “هناك معاناة حقيقية تعاني منها إدارة الصحة والمستشفى في المديرية وهي عدم الوفاء بالالتزامات التي التزمت بها السلطة المحلية وإدارة الصحة بالمحافظة بشأن توفير بعثة صحية متكاملة وأدوية”.
وأضاف “لقد أطلعنا وكيل المحافظة الأخ ناصر القميشي على تلك المعاناة، لا سيما أن هذه المستشفى تخدم - بالإضافة إلى مديرية جردان - مديرية الطلح المجاورة، وهذا أقل ما يمكن أن تقدمة السلطة المحلية لأبناء جردان لكونهم معرضين للأمراض بسبب مخلفات الشركات التي تحيط بهم من كل الجوانب”.
بن ضباب توجه في ختام حديثه لـ«الأيام» بمناشدة إلى محافظ المحافظة بأن يقوم بالاطلاع على هذه المعاناة التي تشهدها المديرية، وإصدار الأوامر للقطاعات المعنية بالإسراع في تنفيذ المشاريع المتعثرة، واعتماد المشاريع التي تم إعداد الدراسات لها في خطط 2015م.
**ثلاث ثروات مهمة**

المواطن مبارك صالح تحدث لـ«الأيام» عما تزخر به هذه المديرية من ثروات، والتي لم تستفد منها بالقول: “مديرية جردان تتمتع بوجود ثلاث ثروات مهمة هي: النفط الذي لم يستخرج منه إلا الشيء القليل، بالإضافة إلى ثروة العسل، وهي أشهر منطقة في اليمن في هذا المجال، كما يوجد بها جبال الملح الصخري في منطقة عياذ، فضلاً عن مرور خط أنبوب الغاز فيها، ولهذا أعتقد أن هذه الثروات كفيلة بإنعاش الحالة الاقتصادية للمديرية إذا أحسن استغلالها”.
**ليس لدينا إمكانيات كافية**
مستشفى جردان
مستشفى جردان

يقدم مستشفى جردان عددا من الخدمات الطبية للمواطنين المترددين عليه، وأهم تلك الخدمات: عيادة الباطنية والأطفال، عيادة النساء والولادة، قسم المختبر، قسم الطوارئ، خدمات تنظيم الأسرة، قسم التغذية، قسم الصيدلة، قسم الرعاية، ولكنه أيضاً ما يزال يعاني من الكثير من المعاناة والمشكلات.
الدكتور سالم يسلم سريع مدير الصحة والسكان ومدير المستشفى بمديرية جردان أوضح جانبا من معاناة هذا المستشفى بالقول: “لدى مستشفى جردان العديد من الاحتياجات لعل أهمها: بعثة طبية، وتجهيز المستشفى بالأثاث والمعدات الطبية، وكذا تأهيل الكادر الطبي الموجود فيه”.
د. سالم يسلم
د. سالم يسلم

وعن أهم المعوقات التي يواجهها المستشفى وتمنعه من تقديم الخدمات البصحية بالشكل المطلوب أجاب بالقول: “مما لاشك فيه أن أي عمل يواجه معوقات في طريقه، ونحن في إدارة المستشفى نواجه عدة معوقات أثرت سلباً على تقديم الخدمات للمواطن، ومن أهم تلك المعوقات: عدم اهتمام السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة وبالمستشفى منذ أن تم بناؤه، بالإضافة إلى ضعف النفقة التشغيلية للمستشفى، وكذا عدم الاهتمام من قبل الجهات المعنية بتأهيل الكادر الطبي الموجود، وعدم وجود الكادر الطبي المتخصص، وأيضاً عدم الاهتمام بتأهيل أبناء المديرية للدراسات العليا، حيث استقدمنا أطباء من خارج المحافظة، وكذلك عدم تأثيث وتجهيز المستشفى بالأثاث والمعدات الطبية، وبسبب ذلك يذهب بعض المواطنين إلى عاصمة المحافظة لتلقي العلاج اللازم وبسبب عدم وجود الإمكانيات الكافية في المستشفى”.
وأضاف: “لقد التزمت شركة الغاز بتأثيث المستشفى وتوفير المعدات الطبية اللازمة، كما أننا على تواصل بخصوص هذا الموضوع أيضاً مع الجهات المعنية سواء كانت السلطة المحلية بالمحافظة أو شركة الغاز، وذلك لتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير النفط بخصوص تأثيث وتجهيز المستشفى، مع العلم أن شركة الغاز ملتزمة حسب خطة التنمية المستدامة للمحافظة بأن تقوم بتأثيث وتجهيز المستشفى خلال العام الحالي ولا زلنا ننتظر منها أن تفي بوعدها”.
وطالب سريع في ختام حديثه الجهات المعنية بـ“ضرورة توفير جميع احتياجات المستشفى حتى يتمكن من تقديم خدماته الطبية بالشكل المطلوب للمرضى”.
**شركة الغاز لم تفِ بوعودها**
من جانبه تحدث مدير جمعية الخير التنموية الخيرية عبدالله صالح أحمد عن وضع مستشفى جردان بالقول: “حصلنا على توجيهات وتكيلف من قبل شركة الغاز بإعداد الكلفة التقديرية للأجهزة والمعدات الطبية المطلوبة للمستشفى، غير أنها تنصلت عن وعودها ولم تففِ بما تم الاتفاق عليه”.
المواطن أحمد
المواطن أحمد
وأضاف أحمد “من المفروض أن شركة الغاز هي من تقوم بإعداد الكلفة وذلك لأن لديها قسما من الموظفين يزيد عددهم على عشرين موظفا، ولكن مع ذلك قمنا وبجهودنا الشخصية، وبدون أي مساعدة من أحد بالذهاب إلى صنعاء وعدن للبحث عن الأجهزة وتسعيرها ورفعنا للشركة قائمة بالأجهزة المطلوبة، وأسعارها، وقد بلغت 500 ألف دولار، وإلى الآن لم يفوا بالتزاماتهم”.
**ضعف التعليم وقلة المدرسين**
الوضع التعليمي في هذه المديرية هو الآخر يعاني من الإهمال وقلة الاهتمام من قبل الجهات المعنية.
المواطن سالم المعلم بارضوان تحدث عن جانب من الوضع التعليمي في المديرية بالقول: “مع الأسف الشديد تعاني مديرية النفط من ضعف وتدهور في مجال التعليم، حيث بات الجانب التعليمي فيها متدهورا جدا”.
وأضاف “لدينا ثانوية في المديرية لا تخدم جميع عزلها حيث لا تستفيد منها سوى المناطق القريبة منها، نظراً لتباعد مناطق المديرية المترامية الأطراف، ولهذا فالتعليم في هذه المديرية ينحدر من سيئ إلى أسوأ سنة بعد أخرى، الأمر الذي جعل الكثير من أبناء المديرية يهاجرون إلى المدن بغرض تعليم أبنائهم”.
المواطن سالم المعلم
المواطن سالم المعلم

وأشار بارضوان إلى أن “هناك العديد من الصعوبات تواجة عملية التعليم في المديرية، أبرزها قلة الكادر التربوي في المديرية نتيجة لعدم التوزيع العادل في التوظيف، حيث حصلت مديرية جردان على أقل الدرجات الوظيفية خلال السنوات الماضية مقارنة بمديريات المحافظة الأخرى، رغم وجود الأعداد الكبيرة من خريجي أبناء المديرية وبتخصصات مختلفة مقيدين في سجل الخدمة المدنية ولم يتم توظيفهم”.
وأضاف “التعليم في المديرية أيضاً يعاني من عدم توفر بعض الصفوف الدراسية في بعض المدارس، حيث تعاني أغلب المدارس من نقص في الفصول، وهو ما يجعل طلاب تلك المدارس يقطعون مسافات طويلة من أجل الوصول إلى أقرب مدرسة لإكمال ما تبقى من الدراسة، وهذا من شأنه أن يخلق أثراً سلبياً على نفسية الطالب وقلة فهمه و الإدراك لديه”.
ووجه بارضوان في ختام حديثه لـ«الأيام» رسالة إلى التربويين وإدارة التربية في المديرية بضرورة الاهتمام بالجانب التعليمي وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذا المجال، كما طالب السلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية وأولياء الأمور بأن “يبذلوا قصارى جهودهم تجاه التعليم من موقع مسئوليتهم، وذلك بتوفير البديل لتغطية العجز الموجود في المدارس من خلال إلزام الشركات النفطية بتوفير تعاقدات للخريجين الذين سيغطون العجز الموجود في المدارس باعتبار أن ذلك أقل ما يستحقه أبناء مديرية جردان من تلك الشركات”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى