للشباب.. قودوا ثورتكم بأنفسكم

> محمد فضل محمد

>
محمد فضل
محمد فضل
«لسنا مستعدين».. بهاتين الكلمتين أجابني من يسمون أنفسهم قادة الثورة الجنوبية، ردا على سؤالي لهم ليلة الرابع عشر من أكتوبر الماضي عن تأييدهم لمطلب شعب الجنوب بتحويل المليونية إلى اعتصام مفتوح حتى استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة!!.
القادة أضافوا في ردودهم - على سؤالي الذي طرحته عليهم في اتصالات هاتفية أجريتها معهم عشية مليونية أكتوبر - سرد مبررات (مضحكة مبكية) عن رفضهم لتحويل المليونية إلى اعتصام، ومنها أن “قيادات المكونات الحراكية لازالت متفرقة ولم تتوحد بعد”، و«الشارع الجنوبي غير مهيئا بعد لاعتصام مفتوح” و«من سيدعم احتياجات المعتصمين؟” و... و... إلخ، وفي كل اتصال كنت أضطر لإغلاق سماعة الهاتف قبل أن ينهي الطرف الآخر (القيادي الجنوبي) حديثه، فالرسالة وصلت والمرسل حكم على نفسه بعدم استحقاق احترام الجنوبيين.
وللحظة تملكني الإحباط من هكذا قيادات لا تجيد سوى المتاجرة بالقضية الجنوبية على حساب وطن وشعب وقوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين الجنوبيين الذين لايزال منهم من يقبع في غياهب السجون.. إحباط سرعان ما تحول إلى أمل باتصالات عدد من أخواني الشباب الجنوبيين وهم يزفون خبر إعلانهم بدء اعتصام شعب الجنوب في ساحة الحرية بخورمكسر عدن.
شباب الجنوب كانوا على علم بمخاطر جمة محتملة لإقدامهم على هكذا تصعيد ثوري، وقد تصل إلى فقدانهم أرواحهم أو الزج بهم في الزنازين، لكنهم كعادتهم في التضحية منذ سبع سنوات تقدموا الصف الجنوبي، وقادوا تنفيذ الاعتصام، وها هو اليوم اعتصامنا الجنوبي يشمخ أمام العالم بما حققه خلال أكثر من شهر بانضمام مئات الآلاف إليه بما فيها مؤسسات الدولة ومرافقها في الجنوب.
وعلم الجنوب الذي كان بالأمس القريب جريمة تطال كل من يرفعه أصبح اليوم يرفرف خفاقا على كافة مباني المرافق الحكومية، وأطفالنا يستقبلون صباحهم برفع علم دولة الجنوب وترديد النشيد الثوري الجنوبي، والعالم أجمع بات على قناعة بأننا جنوبيو الهوية، وأن وحدة الضم والإلحاق تلك قد ولت إلى غير رجعة، وما تبقى هو إعلان قيادة جنوبية حقيقية تنقل مشروع دولة الجنوب القادمة إلى المجتمع الدولي، وطي صفحة القيادات الوهمية ومشاريعها الاستثمارية التي استجدت بها كثيرا من العواصم وباتت ومشاريعها مكشوفة وملفوظة محليا ودوليا.
اليوم.. وبعد كل التضحيات الجسام نقولها لشباب الجنوب امضوا في دربكم.. شكلوا القيادة.. قودوا ثورتكم، والنصر بإذن الله حليفكم، وأبدا لا تركنوا إلى سماسرة القضية، فشعب الجنوب قال كلمته وأكد بنسائه ورجاله وأطفاله أنه معكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى