د. ناصر الخبجي نائب رئيس المجلس الأعلى للثورة الجنوبية في لحج لـ “الأيام”: 30 نوفمبر انتقال إلى مرحلة تصعيدية وحازمة للثورة الجنوبية

> حاوره / قائد نصر

> أكد الدكتور ناصر الخبجي نائب رئيس المجلس الأعلى للثورة الجنوبية بمحافظة لحج بأن يوم الحسم 30 من نوفمبر لا يعني بأنها ستحقق هدف الاستقلال واستعادة الدولة، بل يعني الانتقال إلى مرحلة تصعيدية نوعية وحازمة من حيث الإجراءات الثورية التي سيتم تنفيذها على الواقع العملي الميداني بعد 30 نوفمبر.
وقال الخبجي في حواره مع «الأيام» إن “هناك قوى تعمل جاهدة على بث روح الإحباط في أوساط الشباب والشارع الجنوبي بغرض تمرير مشاريعها المنقوصة”، مطالباً الجميع بالتنبه لها وفضحها للرأي العام الجنوبي.
**حدد البعض الـ 30 نوفمبر يوم الحسم وتحقيق الحلم الجنوبي في استعادة دولة الجنوب.. هل ترون أن الأوضاع الداخلية والمحيطة أصبحت مؤاتية لذلك؟
-يوم الحسم في 30 نوفمبر لا يعني أن الثورة أنجزت هدف الاستقلال واستعادة الدولة المستقلة، بل الانتقال إلى محطة تصعيدية نوعية حازمة من حيث الإجراءات الثورية التى سيتم تنفيذها على الواقع العملي الميداني بعد 30 نوفمبر، وهذه المرحلة تضع جميع أبناء الجنوب في محك حقيقي ليكونوا في مستوى التحدي والفعل الثوري من خلال المواقف السياسية الواضحة والمشاركة الفعلية في إجراءات الفعل الثوري الجماهيري، بدون تحفظ أو تردد ومهما كانت المبررات.. وما يتعلق بالظروف الداخلية والمحيطة ونضوجها هذا يعتمد على القوى الثورية والسياسية المؤمنة بالثورة وهدف التحرير واستعادة الدولة المستقلة، وكذا مدى قدرة هذه القوى على توحيد جهودها وتوافقها على قيادة سياسية إدارة الفعل الثوري، من خلال حامل سياسي تنسيقي أو جبهوي، فذلك يقطع الطريق على القوى الانتهازية المرتبطة بأجندة إقليمية ودولية وعلى القوى الموالية لنظام صنعاء أو المتعاطفة معه، وبالتالي تصبح إجراءات الثورة أكثر جرأة ومهابة ويخاف منها ومن المنتمين إليها ومنهم خارج إطارها وهذا يجعل القوى الإقليمية والدولية تراجع مواقفها المتذبذبة وتقف إلى جانب قضية شعب الجنوب.

**يراقب كثير من الجنوبيين هذا اليوم.. ألا تخشون أن يحبط شعبكم في حال لم يحدث ما جرى تسويقه لهم؟
- كل الجنوبيين منتظرون يوماً للخلاص من نظام صنعاء، والإرادة الشعبية الحرة والمكافحة لا تحدد تاريخ ذلك اليوم ولا تنتظر من أحد أن يمنحها الحق في ذلك، بل هي العنصر المهم في إحداث الفعل وانتزاع الحق، والشعوب الحرة لا تعرف الإحباط ولا اليأس و الانكسار والمناضل الثوري الحقيقي هو من لم يكن في قاموسه شيء اسمه إحباط أو انكسار، وشعب الجنوب وشبابه ونساؤه هم من هذا النوع الذي لا يعرف الإحباط ولا الانكسار، وطالما هم أصحاب قضية وحق سيكون النصر حليفهم، وقادرين على تجاوز كل الصعوبات التي تقف في طريقهم، ونحن على ثقة أن شباب الثورة على إدراك كامل بما يجري من سلوكيات وممارسات وأفعال تستهدف الحركة الثورية وتكبح نشاطها وتقدمها وتشتت جهودها والغرض من ذلك إضعاف معنويات الناس وإحباطهم حتى تتاح الفرصة لتمرير المشاريع المنقوصة، وهذا يستدعي من الجميع التصدي لمثل تلك التصرفات والشعارات والسلوكيات التى تحدث بين الحين والآخر وفضحها للرأي العام الجنوبي.
**فيما يتعلق بالدعوات لإيجاد قيادة عليا موحدة للثورة.. إلى أين وصلتم في هذا المجال ؟
-الدعوة إلى قيادة موحدة للثورة مطلب جماهيري وشعبي وضرورة سياسية لانتصار الثورة، ولكن في بعض الأوقات هي دعوات حق يراد بها باطل، لأن الثورة لم يكن عمرها أشهر حتى نطالب وندعو إلى إيجاد قيادة لها، بل ثورتنا عمرها تجاوز السبع سنوات ولها قيادة قد لا تكون على اتفاق كامل في الهدف والآليات، فإذا لم تكن لها قيادة منذ انطلاقتها فكيف استطاعت الاستمرار خلال السنوات الماضية؟ وبالتالي مثل هذه الدعوات تأتي من بعض القوى التى تبحث عن دور في المستقبل بعد الاستقلال، ونلاحظ أن هذه القوى تنشط وتتحرك بشكل طردي مع الفعل الثوري والزخم الشعبي وتختفي وتتوارى عن الأنظار عندما يحدث تهديد أو قمع لنشاط الثورة، وهذه القوى تعتقد أنها على وشك قطف ثمار الانتصار، وما يتعلق بالقيادة الموحدة هناك مساع مستمرة في تقريب وجهات النظر المختلفة بين المكونات الثورية والسياسية من حيث الصياغات النظرية لرؤية السياسية وآليات الوصول إلى الهدف والحوارات مستمرة و إيجابية، ونأمل أن تفضي إلى تقارب واتفاق حول الإدارة السياسية للفعل الثوري والسياسي للمرحلة القادمة تحت قيادة موحدة، قد تكون تنسيقية أو ائتلافية أو أي شكل يتم التوافق عليه خلال الأيام القادمة.

**سمعنا عن مساع لإعلان حكومة جنوبية، ما مدى صحة ذلك؟ وهل تتوقع أن تتجه بعض القيادات لإعلانها؟
- حسب فهمنا فإن الصعوبة لا تكمن في الإعلان، ولكن في توفير شروط ومقومات البقاء والاستمرارية للحكومة المعلنة والإجراءات اللاحقة المطلوب تنفيذها والإقدام على خطوة بهذا الاتجاه دون أخذ الاعتبار لهذه العوامل والمقومات والشروط المطلوب توفيرها يعد ذلك مغامرة خطيرة قد لا تنجح، ومن هذه الناحية لا علم لنا بذلك، وقد يكون هناك حديث حول ذلك لكن ليس على المدى القريب، وليس قبل أن يتم التهيئة واستكمال الظروف والمقومات المطلوب أن تتوفر ولا نستبعد أن هناك قيادات لديها هذا الهم، وكل ما نرجوه هو ألا يتم الاستعجال في مثل هكذا أمر قبل إنجاز الشروط المطلوبة، وجميع القيادات تسعى إلى إنجاز هذه الشروط وتهيئة الظروف، والدور الأكبر يقع على الإرادة الشعبية ومدى استيعابها الواعي للتعاطي مع مثل هذه الأمور وممارسة الضغط على القوى الدولية حتى تستجيب لإرادتها، ويأتي ذلك من خلال سلوكها وتصرفاتها ومدى نضجها واستعدادها لبناء الدولة المدنية الحديثة.
** ما تعليقك على مطالب الجماهير المحتشدة في ساحات الاعتصام بإيجاد قيادة موحدة في حين تعالت أصوات من الساحة تهاجم القيادة الأولى للحراك وتحملها مسئولية تأخير الحسم أو الفشل في تحقيق ذلك؟
** مطالب الجماهير في وحدة القيادة حق مشروع وعنصر مهم لانتصار الثورة لكي تحافظ على تضحياتها ودماء الشهداء والجرحى، ومهاجمة القيادات الأولى يعود إلى انتهازية بعض الطامحين إلى القيادة واعتقادهم الخاطئ بأن وصولهم إلى المقدمة لا يمكن أن يتم إلا إذا تم إقصاء وإبعاد من سبقوهم في النضال وتصدروا المشهد السياسي خلال السنوات الماضية، ولكي يتم إبعادهم استخدموا أساليب غير أخلاقية منها التشويه والتجريح والانتقاص من تلك القيادات والتشكيك فيها وتخوينها ووصل الأمر إلى الاعتداء على بعض القيادات ومنعها من المشاركة في الميدان إضافة إلى عزلها المتعمد من المشهد السياسي والإعلامي والترويج لقيادات جديدة لم تكن موجودة من قبل، ومن يقف خلف ذلك هي قوى سياسية واستخباراتية تابعة لنظام صنعاء، وقوى إقليمية، والغرض من ذلك هو إضعاف نشاط الثورة وإظهارها بدون قيادة وكذا إرباك القاعدة الشعبية للثورة وللمراقب السياسي، وهناك من يسعى إلى عقد المؤتمرات واللقاءات الموسعة لكسب شرعية قيادة الثورة، ويعتمد معيار الوجاهة وامتلاك المال والاستحقاق كتعويض عن الماضي وترك معيار ثبات الموقف السياسي، ولهذا فموضوع تأخير الحسم أو الفشل هذا يخضع إلى التقييم وفق أسس علمية وتدارس الظروف والعوامل التى انطلقت فيها الثورة والامكانيات التى كانت متاحة لدى تلك القيادات ومقارنتها بما كان يملكه العدو من قوة وعتاد ومثل هذا التقييم يجب أن يكون الغرض منه الدفع بالعملية الثورية إلى الارتقاء بفعلها ومعرفة مكامن القوة والضعف وليس لغرض التشويه والانتقاص من جهود وتضحيات الآخرين، وبالتالي المسؤولية مشتركة من الجميع، كل يتحمل جزءا منها، بمن فيهم القوى الصامتة والمتأخرة في الانضمام إلى الثورة، إضافة إلى القوى التى مازالت في صف نظام صنعاء، أما الذين تحملوا المسؤولية في أصعب الظروف فقد اجتهدوا واستطاعوا الحفاظ على استمرار الثورة إلى هذا الوقت، ولهذا يجب الحذر وعدم الانسياق خلف شعارات وإشاعات مجهولة، وهذا لا يعني أن الحق في قيادة الثورة للأشخاص الذين كانوا من بداياتها الأولى ولكن المجال مفتوح لكل جنوبي تتوفر القناعة لديه بحيث يأتي كمناضل وليس كقائد من أول يوم.

** ما مدى التواصل بينكم وبين باقي المكونات خارج مكونات الثورة والحراك وبالذات مجلس الإنقاذ؟
- هناك تواصل مع كافة القوى السياسية والثورية الجنوبية، والهدف من ذلك هو تقريب وجهات النظر وتوحيد الجهود نحو الهدف ومواجهة نظام صنعاء، وإن شاء الله تفضي تلك اللقاءات والتواصلات إلى شكل تنسيقي لادارة الفعل السياسي لثورة شعب الجنوب.
** هل ترون أن تأخر مكونات الحراك في التوصل إلى صيغة توافقية لإيجاد قيادة موحدة ناتج عن أجندة تفرضها أطراف داخلية وخارجية لعرقلة هذا التوجه؟
- إيجاد القيادة الواحدة يتم عندما يكون الهدف واحدا، وكذلك آليات الوصول إليه وفي هذه الحالة قد يصعب على الجميع أن يتفقوا على أهداف وآليات واحدة لكن ممكن تكون قيادة موحدة تحت إطار تنسيقي بهدف واحد وآليات مختلفة أو ممكن توحيد المواقف السياسية، وتمثيل القضية بشكل موحد أمام الآخرين، ولهذا عملية التواصل والحوار بين المكونات يجب أن لا تنقطع حتى وإن اختلفت بعض الأهداف والآليات لابد من البحث عن قواسم مشتركة، وذلك أن الانقطاع وعدم التواصل يؤدي إلى خصومة وممكن يتحول إلى عداوة وفي هذه الحالة يؤثر سلبا على الفعل الثوري وتأخير تحقيق الهدف، ويضعف المؤازرة الإقليمية والدولية بسبب حجة عدم توافق المكونات الثورية، وفي بعض الوقت تتسلل الأجندة الإقليمية لتوسعة مساحة التباين وتحدث عملية الاستقطابات ويسهل على هذه القوى إدارة القضية واستخدامها كورقة ضغط على قوى إقليمية ودولية منافسة لها في المنطقة والارتهان المبكر للقوى الإقليمية عمل سلبي وممكن يكون ضرره أكثر من فائدته، ولهذا علينا أن نراهن على الإرادة الشعبية وما تمتلكه من قوة وإمكانية في فرض الأمر الواقع على الأرض.
** نجح الحراك السلمي في إيجاد حاضنة شعبية داعمة له على امتداد الساحة الجنوبية فهل استطاع الحراك أن يحظى بتأييد ودعم دولي للقضية الجنوبية أم فشل في تحقيق ذلك وما السبب؟
- بالفعل الحاضنة الشعبية تعد عنصر رئيسي لنجاح الثورة واستمرار الثورة السلمية بهذا الزخم يعود الفضل للحاضنة الشعبية التى كل يوم تقدم لثورة مفاجئة جديدة بانضمام فئات شعبية إلى صف الثورة، وعملية الدعم الدولي لا نتعامل مع ذلك على أساس نجاح أوفشل الحراك بقدر ما يحدث من تطورات ومستجدات ومؤشرات تضاف إلى رصيد قضية شعب الجنوب، ولكن ذلك الدعم لم يكن في مستوى الفعل الثوري وعدالة القضية والحق القانوني والأخلاقي الذي يجب على القوى الإقليمية والدولية أن تستجيب لمطالب الإرادة الشعبية الجنوبية قبل أن يتطور الأمر والانتقال إلى أساليب نضالية جديدة تؤثر على المصالح الإقليمية والدولية وتكون تكلفة الحل مرتفعة، ولهذا فالعامل الدولي يأتي عندما تستشعر القوى الدولية أن مصالحها في حالة تهديد وخطر من الفعل الثوري النوعي، وهذا سيتم خلال المرحلة التصعيدية القادمة.
** في حالة إعادة صنعاء والدول العشر صيغة شكل الدولة من إقليمين أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب كيف ستتعاملون مع تلك الصيغة؟
- موضوع الوحدة وإعادة صياغتها على شكل اتحادي أو فيدرالي أو أقاليم سبق وقد تم حسمه من قبل قوى الثورة الجنوبية وعبرت عنه بالرفض من خلال المليونيات التى تجاوزت أكثر من ثلاث عشرة مليونية وبالتالي نؤكد أن الوحدة انتهت، وإعادة صياغتها بشكل فيدرالي كان إقليما أو أقاليم مرفوض وغير مقبول، وسوف يتم مقاومته بكل الوسائل الممكنة والمتاحة لدينا ولن تستطيع أي قوة في الأرض أن تفرض هذا الحل وحتى وإن فرض كأمر واقع فهو مؤقت وسيظل فاقد الشرعية الشعبية ويزيد من عزيمة المقاومة الشعبية نظام صنعاء.
** ما مدى العلاقة الحالية بين الحراك وأنصار الله في الشمال؟ وهل هناك تنسيق بين الطرفين حسب ما يشاع ؟
- لا توجد أي علاقة أو تنسيق مع أنصار الله بشكل رسمي وإن وجدت بعض التواصلات مع أشخاص فهي لا تعبر عن مكونات الثورة الجنوبية، وأنصار الله يعتبرون القوة الأكبر وأحد أطراف نظام صنعاء في وراثة نظام عفاش ولهذا ستكون العلاقة مع أنصار الله ومنطلقة من موقفهم الصريح وإقرارهم بقضية شعب الجنوب، وحقه في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة على تراب أرضه بحدود ماقبل 90م.
** كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا الحوار؟
- نؤكد على النضال السلمي، وعدم الانجرار إلى العنف مهما كانت المبررات، واستمرار التصعيد الثوري النوعي، كما نعبر عن شكرنا وتقديرنا لكافة نقابات العمال والمعلمين والمؤسسات المدنية والاجتماعية التي أعلنت انضمامها إلى الاعتصام المفتوح في ساحة العروض والمكلا والولاء إلى ثورة شعب الجنوب، كما نحيي جماهير شعب الجنوب العظيم والمرابطين في ساحات الشرف والنضال في عدن والمكلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى