قبل فوات الأوان

> مها صبري عبدالباري

> لم أفهم ما الذي يعجبك فيّ، أهو شكلي، كلامي، شخصيتي، لم أفهم نفسي بعد.. قد أكتب أحزاني وهمومي وسعدي وفرحتي في مذكرة قد تزول مع الأيام، لكن ما بداخلي لن يزول وسيظل يرافقني مثل الأوهام، لم أضع عنوانا لما أمر به، وحتى لو وضعته لم أكن لأفهم معناه، فالحياة وما نمر به خلالها مجرد فلم سينمائي، أنت من تصنع الشخصيات فيه، وأنت من تكتب السيناريو، وأنت من تخرج هذا الفلم، أحيانا نريد أن نضع كلمة (The End) لتنتهي الهموم والأحزان والمشاكل، وأحيانا نريد أن يطول هذا الفلم، ولا نريد أن نضع كلمة (The End) لما فيه من فرح ومسرة في تلك اللحظة، ولكن تلك اللحظة السعيدة تزول بسرعة ولا تدوم.
أحيانا عندما تشتد الهموم وتشعر بأنك وحيد وأن كل البشر مختلفون عنك ويقصرون عن فهم ما تمر به وتشعر بأنك نقطة بيضاء في دوامة سوداء، ضم يديك حول قدميك وأغمض عينيك واذكر في قلبك عشر مرات اسم شخص تحبه، ولكن عندما تذكر اسم هذا الشخص تساءل هل هو يستحق أن يذكر في ذلك الموقف، هل هو يستحق أنه يذكر لأنه يفهمك حتى لو لم تتكلم معه، أم أنه ليس هناك من يستحق أن يذكر في ذلك الموقف، أم أنك تظل تفكر في اسم ذلك الشخص إلى أن تهدأ ولكن لا تجد من يهدئك.
بطريقة أخرى قد تجد نفسك تتحسن إذا وقفت أمام نافذة يدخل منها الضوء، اشعر بالضوء اجعله يدخل إلى عينيك، إلى قلبك، اجعل الضوء يتغلغل فيك لكي تشعر به، اغمض عينيك وافتح يديك للأعلى مثل الساعة العاشرة وعشر دقائق، ثم تنفس بعمق واصرخ بكل ما لديك من قوة، اجعل صوتك يخرج من صميم قلبك ليعبر عن كل ما تشعر به، ثم عاود الصراخ ثانية، سوف تزول عنك كل الهموم.
كل ما مر به الإنسان في الماضي هو الذي بناه، وهو الذي كون شخصيته، هو الذي جعله قويا ليتحمل ما يمر به وما سوف يأتي، هو الماضي وهو الحاضر، ولكنه ليس المستقبل، لأنك تستطيع أن تغير الواقع الذي بدوره يحدد المستقبل، الواقع الذي يستطيع أن يفرض عليك كل شيء، ولكي تكون أكثر سعادة في حياتك عش اللحظة قبل أن يفوت الأوان، عشها وكأنها آخر لحظة في حياتك.
**مها صبري عبدالباري /عدن**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى