من (27 ديسمبر 2013م) وحتى (31 أغسطس 2014م) .. (3) تنشر وقائع الاعتداءات والانتهاكات العسكرية على مدن ومناطق (الضالع) والخسائر البشرية الناجمة عنها

> تقريـر/ جهاد محسن

> **بلاغات أمن المحافظة**

من الأهمية الإشارة إلى ما ورد في حيثيات ما تضمنته بعض البلاغات الصادرة عن قسم العمليات بإدارة أمن محافظة الضالع، باعتبارها جهة رسمية تؤدي وظيفتها القانونية، وما ذكرته في برقياتها المزمنة لـ(وزارة الداخلية) تعتبر مستندات رسمية صادرة من جهة أمنية حكومية تولت مسألة رصد الأفعال والممارسات الاستفزازية التي قامت بها وحدات الجيش.
الطفلتان الضحيتان يسرى وياسمين ياسين علي حسن
الطفلتان الضحيتان يسرى وياسمين ياسين علي حسن

وتفضح البرقيات جانب من الاستفزازات التي مارستها الوحدات العسكرية حيال المواطنين منذ مطلع شهر يناير 2014م، والتي كانت مقدمة لشن عمليات عسكرية واسعة بحق مناطق سكنية مختلفة، نفذتها فعلياً يوم الــ17 من يناير الدامي، كما أن هذه البرقيات كانت واحدة من الأسباب التي دفعت بفرقة عسكرية مدرعة إلى تنفيذ جريمة “التصفية الجسدية” لمدير عمليات إدارة أمن الضالع، الرائد علي قاسم محسن رضا، صباح يوم الــ16 من يناير، باعتباره ـ كما وصف- المسؤول الأول عن تحرير البلاغات الرسمية المتعلقة بممارسات عناصر الجيش وسير العمليات العسكرية بمحافظة الضالع.
أحد المبان المضررة بمنطقة الجليلة الضالع
أحد المبان المضررة بمنطقة الجليلة الضالع

ونورد في السياق عدد من البرقيات والبلاغات الصادرة عن دائرة العمليات في إدارة أمن المحافظة، منذ مطلع (يناير) والتي تشير فيها إلى نوع الاعتداءات والاستفزازات التي طالت المواطنين المدنيين من قبل وحدات اللواء 33 مدرع، وذلك بحسب أرشفتها وتواريخها الزمنية التي سبقت يوم اغتيال مدير عمليات أمن المحافظة.
**عملية اغتيال مدير العمليات**
أحد المباني التي تعرضت للقصف
أحد المباني التي تعرضت للقصف

تفيد المعلومات الميدانية المتعلقة بواقعة اغتيال مدير عمليات إدارة أمن محافظة الضالع الرائد علي قاسم محسن رضا، يوم الــ16 من يناير 2014م، عن قيام أفراد الفرقة العسكرية وبإسناد 4 مصفحات باستحداث حاجز عسكري بالقرب من مدخل مدينة الضالع، وتحديداً أمام مبنى (البنك المركزي).
وطبقاً لمواطنين شهود أن أفراد الفرقة العسكرية عمدوا على إيقاف حافلة أجرة (ميكرو باص) كان يستقلها الرائد علي قاسم رضا قادماً من منطقة سناح شمالاً، في طريقه عند الساعة الــ8 صباحاً إلى مقر عمله بإدارة الأمن، وعملوا على توجيه سيلاً من الألفاظ النابية والشتائم المستفزة بحق سائق وركاب الحافلة.
الأضرار التي لحقت بسوبر ماركت الجزيرة إثر استهدافه بقذائف الدبابات
الأضرار التي لحقت بسوبر ماركت الجزيرة إثر استهدافه بقذائف الدبابات

وبحسب إفادة سائق (حافلة الأجرة) فإن مدير عمليات أمن المحافظة طلب منه التحرك سريعاً والابتعاد عن النقطة المستحدثة عقب شعوره بأنه هو المستهدف، غير أن الجنود ـ وبحسب إفادة السائق- لم يسمحوا له وباشروه بإطلاق رصاصة من سلاح (الدوشكا) اخترقت الجهة اليسرى من الحافلة حيث كان يقعد (مدير عمليات الأمن)، وأودت الرصاصة إلى مقتله في الحال، أعقبها انسحاب سريع لأفراد الفرقة العسكرية من الموقع المستحدث.
وكشفت يومها مصادر أمنية عن أن الظروف التي قتل فيها مدير عمليات أمن المحافظة، كانت خطة مدبرة ومتعمدة رتب لها على خلفية انتقامية، باعتبار مدير قسم العمليات المسئول المباشر عن البلاغات والبرقيات المرسلة لقيادة (وزارة الداخلية) والمتضمنة لسير العمليات العسكرية واستهدافها للمناطق السكانية.
أحد المباني السكنية المتضررة بمنطقة الكبار الضالع
أحد المباني السكنية المتضررة بمنطقة الكبار الضالع

ويؤكد خطاب رسمي صادر عن مدير أمن محافظة الضالع، مرفقاً إلى “وزير الداخلية” بتاريخ 16/1/2014م، واقعة قيام أفراد الفرقة بإطلاق الرصاص على (حافلة ركاب) ومقتل مدير عمليات أمن المحافظة، إلى جانب مقتل شاب آخر يدعى ردفان محمد علي مسعد (26 عاماً) في ذات اليوم.
**إحصائية ضحايا “يناير”**

بلغت الحصيلة الثابتة لضحايا (شهر يناير) من القتلى المدنيين، 10 أشخاص بينهم نساء وأطفال، سقطوا خلال الفترة من 16 وحتى 22 يناير 2014م، فيما بلغت حصيلة الجرحى الذين ثبت حصرهم في سجلات قسم الطوارئ بالمستشفيات العامة والخاصة بمحافظتي الضالع وعـدن، نحو 26 مصاباً، سقطوا خلال الفترة من 6 وحتى 31 يناير 2014م.
وشهدت أكثر أيام الشهر من حيث حجم الاعتداءات العسكرية وأعمال القصف ما بين العنيفة والخاطفة، والتي استمرت تدوي خلال فترات وأوقات مختلفة ومتفرقة من تواريخ (6/7/17/18/19/20/21/22/26/27/28/29/30/31)، وكان الأكثر دموية منها يوم 17 يناير للعام الجاري.
أحد المنازل المتضررة جراء القصف عليها
أحد المنازل المتضررة جراء القصف عليها

**حصيلة هجمات “فبراير”**
شهد شهر فبراير 2014م سلسلة عمليات كانت الأعنف خاضتها القوات العسكرية في مناطق مختلفة في محافظة الضالع، واستمرت أصوات ذوي الانفجارات وأزيز الدبابات تسمع آناء الليل والنهار في معظم أيام الشهر، استخدمت فيها القوات العسكرية أنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة، من نوع: (مدفعية عيار 160 - مدفعية عيار 120 - ودبابات T62 ـ وأسلحة مضادة للطيران عيار 23 - وعيار 37) معظم قذائفها صوبت باتجاه قرى ومناطق مكتظة بالسكان.
**1 فبراير 2014م**
أحد المنازل التي قصفت بقذيفة دبابة
أحد المنازل التي قصفت بقذيفة دبابة

كانت فاتحة الأول من “فبراير” البداية الحقيقية لتوسيع مربع العنف والعمليات العسكرية، والتي لجأ خلالها أفراد الجيش إلى استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين في كافة مداخل الأحياء السكانية المجاورة للمواقع العسكرية، ما خلف المزيد من القتلى والضحايا.
بدأت الوحدات العسكرية هجومها من موقع (القشاع العسكري) حين فتح الجنود نيرانهم من أسلحة (الدوشكا والكلاشينكوف) باتجاه مركز المدينة ومنطقة (الكبار) المحاذية للموقع العسكري من الجهة الشمالية، واستغرقت عملية إطلاق العسكر للأعيرة النارية ولدقائق متقطعة على مدى “ساعتين” مستهدفين فيها مداخل المنطقة ومحيطها.
كما تعرضت بعض القرى لعمليات مداهمة واقتحام من قبل أفراد اللواء 33 مدرع، وأفراد قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي- سابقاً)، نفذوا في إطارها حملة اعتقالات واسعة لاسيما في قرية (حصن جرع) طالت عدد من المواطنين والناشطين السياسيين.
جنود اللواء 33 مدرع فوق مرتفع يطل على منطقة لكمة الحجفر
جنود اللواء 33 مدرع فوق مرتفع يطل على منطقة لكمة الحجفر

ورافقت الحملة التي دامت لأسبوع، أعمال نهب وسلب مارسها الجنود على بعض المحال التجارية، لاسيما للمحلات الواقعة ضمن نطاق منطقة (مفرق الشعيب) التجارية.
تقريـر/ جهاد محسن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى