من «الأيام» خبر عظيم

> صائب حريري

> طالعتنا «الأيام» يوم الثلاثاء الموافق 8 نوفمبر 2014م في يمين منتصف صفحتها الأولى خبرًا بسيطًا عنوانه (حكم قضائي بتغريم نقيب المحامين اليمنيين لانتهاء ولايته) على الرغم من بساطة الخبر إلا أن دلالته عميقة لا يمكن أن تحصر منها أن «الأيام» تمارس رسالتها الصحفية بإتقان وأمانة في رصد الخبر، فالخبر المنشور يهم كثيرا منظمات المجتمع المدني المتواجدة في الساحة، لتقرأ الرسالة وتتحرك لتقوم بتفعيل أدوارها، والعمل بحسب لوائحها التنفيذية، فمعظم الهيئات التنفيذية والإدارية لهذه المنظمات منتهية ولايتها ومازالت مستمرة في مناصبها شكلا بلا مضمون لأسباب وأعذار واهية.
ومن دلالات الخبر أن القضاء أعطى كلمة حق وإن كانت القضية التي مثلها نقيب المحاميين أمام القضاء منصفة ولا يمكن الطعن فيها، فعدم احترام لوائح النظام الداخلي للنقابة له عواقب تبدأ بالإنذار والتجميد ومن ثم الفصل، فلا يعقل بمن لا يحترم نظامه الداخلي أن يقوم بعمل يخدم مصلحة نقابته وإن قام بشيء نافع إنما يكون لمصلحته الشخصية لا غير.
ما أحوجنا في هذا الظرف العصيب أن تتحمل منظمات المجتمع المدني مسؤولياتها من خلال القيام بدورها بعيدا عن القضايا السياسية، لأن بدخولها المعترك السياسي تفقد الخصائص التي وجدت من أجلها حيث العمل النقابي يهتم بالقضايا التي تكون في مصلحة أعضائه ومنتسبيه بعيدا عن التكتيكات السياسية التي لا تساعد هذه المنظمات لا من قريب ولا من بعيد وإنما تعمل هذه التكتيكات على انفلات المنظمة وبالتالي إهمال الدور الذي أنشئت من أجله، فتغدو قياداتها - النقابات المهنية وغيرها - أدوات بيد السلطة تستخدمها كديكور كلما دعت الحاجة إليهم كما هو حاصل الآن.
ومن دلالات الخبر أيضا يمكن أن نقرأ رسالة من القضاء إلى كافة شرائح المجتمع وكل الجماهير بأن تعمل على تركيز أعمالها وضبط خطواتها حتى يصبح ما تزرعه السلطة أو المعارضة من بذور الاحتواء ذا مناعة لدرء خطر استلال الانتهازيين الذين يمكنهم وضعهم الطبقي أو التقليدي من تعيين هذه المنظمات المدينة وشبابها للاستمرار في طرحها ومتابعة السير تحت لوائحها.
فالمشهد العام يلمح عن عجز واضح وصف ببراعة رسام الكاريكاتير حيث نقرأ من رسمته في الصفحة الأخيرة لصحيفة «الأيام» المذكورة أعلاه أن سؤال الصحفي في الكاريكاتير وليد استشعاره أن هناك من يضمر الرغبة في الانتقام متى تسنح لهم الفرصة، وأن هناك خروج سلمي اضطراري غير منظم الذي عادة ما يبدو من ضعاف عاجزين بدلا عن الخروج السلمي الاختياري المنظم الذي عادة ما يبدر في منظمات المجتمع المدني فمن قراءة سؤال الصحفي والإجابة عليها تدرك أن هناك فوضىمنظمة يراد بها الفوضى الخلاقة التي تنذربالأضرار لمصالح الآخرين دون تحمل المسؤوليات.
معلومة: إن كانت الأديان والمذاهب ما وضعت لفناء العالم وبث الهمجية والتوحش بين أبناء الإنسان، فأي دين ذلك الذي آمنا له يفرق الجماعات التي تعيش مشتركة على الأرض؟
اللهم إن كان ثمة دين كهذا فعلى الأوطان السلام.
**صائب حريري**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى