واحة اللغة العربية

> د. محمد الصماتي

>
د. محمد الصماتي
د. محمد الصماتي
دلالة
في تقسيم أجناس الخمر:
وصفت العرب نوعاً من الخمر بالصهباء، قيل: للونها وهي التي عُصِرَتْ من العنب، فَضُرِبتْ إلى البياض، فقالوا: صَهْبَاء، والصُهْبَة أشهر الألوان وأحسنُها، حيث تنظِر إليها، وهذا اللون تتميَّز به بعض الإبل فيقال بعير أصْهَبُ، وناقة صَهْبَاء.
والأصهبُ من الرجال الذي يعلو شعره حمرة، وقيل: الذي يخالط بياضَ شعرِه حمرة، وفي حديث اللَّعانة إن جاءت به أصَهْبَ فهو لِفُلان، قيل: هو الذي يعلو لونَه صُهْبَةُ، وهي كالشُقْرةِ.
ووصفت الخمرة بالسَّكَر، ولاسيما إذا كانت من التمر، قال تعالى ((ومن ثمراتِ النخيل والأعناب تتخذون منه سكَرَاً ورزقاً حسناً)) [النحل 67].
والخمر ذكرت بهذا الاسم في مواضِعَ عدة إلا في هذا الموضع قال: (سكَرَاً) لذلك ذهب ابن عباس رضي الله عنه إلى أنَّ (السكَر) بلغة الحبشة تعني الخل، وبذلك جزم ابن العربي.
ووصفت الخمر بالنبيذ إذا كانت من الزبيب، يقال: نَبَذْتُ العِنب إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذاً، والنبْذُ الطرحُ لأنَّ الذي يتخَّذه يأخذُ زبيباً فينبذه في وعاء أو سِقاء عليه الماء، ويَتْرُكُهُ حتى يفورَ فيصير مُسْكِرَاً، فقيل: نَبِيذ على وزن فعيل فصرف من مفعول إلى فعيل.
ووصفت الخمر أيضاً بالبِتْعُ إذا كانت من العسل، والسُّكرْكَة أو السكُرجة والمزْرُ إذا كانت من الذّرَة، والفَضيِحُ إذا كانت من البُسْرِ ولا تمسّهُ النار.
الرقيب اللغوي:
حديث ذو شجون
يستعمل المتحدثون (حديث ذو شجون) أي ذو أحزان، يظنون أنها من (الشَّجَن) وتجمع على (أشْجَان)، أما (شُجون) فمفرده (شجْنُ)، والشجونُ طرقُ الأودية أي حديث متشعَّبٌ ذو طرق متعدَّدَة بحيث يدخل بعضُه في بعض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى