النـفـط

> محمد نجيب

>
محمد نجيب
محمد نجيب
“تخمة المعروض نجمت عن طفرة إنتاج النفط غير التقليدي (الصخري)” وزير النفط الإماراتي.
أول بئر نفط في العالم وفي عصرنا الحديث تم حفرها عام 1860م في بولندا. أما في وقتنا الحاضر يبلغ إنتاج العالم من النفط الخام حوالي 90 مليون برميل يوميا، ومن قارات الكون الخمس، ويُنْتَج نحو 35 % منه من قبل منظمة (أوبك) التي تضم 12 دولة. ويتم التنقيب واستخراج هذه الكمية الهائلة من آبار نفطية يتم حفرها عموديا من فوق منصات في الصحاري والسهول والوديان. هناك أيضا آبار نفط في أعماق البحار والمحيطات.
والنفط من هذه المصادر يعرف بالنفط “التقليدي”. والنفط “سبحان الله” متواجد في كل دول العالم إما على اليابسة أو في البحار. ولكن جدوى استخراج النفط يعتمد أساسا على حجم الاحتياطات المؤكدة في باطن الحقول، وكلفة الاستخراج، وحجم الطلب وسعر النفط السائدين والمستقبلية، ذلك لأن السوق النفطية تقوم على التقديرات والتوقعات. وساهم تطور صناعة النفط التقليدي خلال القرن الفائت على خفض كلفة الاستخراج كثيرا.
وتلعب جغرافيا وبيئة مصادر النفط دورا جوهريا في تحديد الكلفة النهائية لبرميل النفط. وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وخاصة الجزيرة العربية والخليج أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم وتحوي نحو 40 % من الاحتياطي العالمي المؤكد للنفط التقليدي. كما أن كلفة إنتاج برميل نفط فيها الأقل مقارنة بباقي مناطق العالم المنتجة وتتراوح 5 - 10 دولارات للبرميل مقابل 40 - 50 دولارا في بحر الشمال وروسيا.
ويعتبر النفط سلعة استراتيجية واقتصادية وأهم عامل محرك لعجلة الاقتصاد الأممي الذي إذا بدأ بالنمو زاد الطلب، وإذا تباطأ قلّ الطلب ويتحدد سعر النفط في كل الأحوال من خلال قاعدة “العرض والطلب”. ومع بداية الألفية الثالثة (2001 - 2008) دشنت وفرة وطفرة اقتصادية عالمية زادت من الطلب على النفط بمستويات غير مسبوقة مما دفع سعر البرميل إلى الارتفاع بمعدلات غير معهودة قاربت الـ150 دولارا للبرميل في صيف 2008م. وقد أوجد هذا السعر (150 دولارا للبرميل) أرضية منطقية وقوية لإعادة الحياة وبقوة لتكنولوجيا تُمَكّن من استخراج النفط المحاصر في طبقات وتكوينات الصخور باستخدام تقنية “الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي”. ويطلق على النفط المستخرج عبر هذه التقنية بـ“النفط الصخري” أو “النفط غير التقليدي”. ورغم تراجع كلفة إنتاج برميل نفط بهذه التقنية خلال العقدين الماضيين إلى أنها مازالت عالية وتتراوح مابين 70 - 90 دولارا. وعليه أي سعر للنفط أقل من هذه الكلفة يعني خسارة لمنتجيه. إذن النفط الصخري يتواجد في صخور الجبال وأي بيئة جغرافية (مدن، قرى، تجمعات) مقامة على أساسات صخرية.
تبلغ مساحة اليمن شمالا وجنوبا، نحو 560 ألف كم2. وتضم أكبر سلسلات جبال في الجزيرة العربية، وهي ميزة تؤسس لاحتمالات عالية بوجود احتياطات للنفط الصخري محصورة بين صخور جبالها الشامخة. أليس هذا احتمالا واردا يا وزارة النفط؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى