معتصمو ساحة الحرية بعدن..البرد والجوع أقل ضريبة ندفعها من أجل الجنوب

> رصد/ رعد حيدر الريمي

> يعتقد المتابعون للأوضاع في عدن أن الاعتصام الواقع في قلب ساحة الحرية (العروض) بخورمكسر عدن بات ميدانا للحرب وساحة للتوتر، لكن قضاء ليلة وسط المعتصمين في هذا الميدان الضخم يجعلك ترى ما لم تتخيله، حتى لو كنت عدنياً أباً عن جد.
فإذا كان الشباب الذين قادوا الاحتجاجات المتواصلة في عدن منذ أكثر من شهر، قد أبهروا المتابعين بجرأتهم وإصرارهم على تحقيق مطالبهم باستعادة الدولة، فضلاً عن ما تحلوا به من حسن التنظيم، فإن الاقتراب منهم يجعلك ترى فيهم الكثير والكثير من مظاهر الإبهار والإعجاب منقطع النظير.
من يكتفون بالمتابعة عبر شاشات التلفاز أشفقوا على هؤلاء الشباب من برودة طقس عدن هذه الأيام خاصة أثناء الليل، وشظف عيشهم، وقلة حيلتهم، ومع هذه المعاناة التي يتعرض لها المعتصمون في الساحة لن تسمع أية شكوى من الشعور بالبرد، أو الجوع من أحد منهم، بل ستجد من المعتصمين من يستنكر مجرد التساؤل عمّا إذا كان يشعر بالبرد خلال اعتصامه في الساحة الثورية الواسع.
بداية جولتنا في ساحة الحرية بخور مكسر عدن كانت مع الثائر محمد قائد من أبناء الضالع، الذي عبر عن انطباعه وشعوره في ساحة الاعتصام بالقول: “ببساطة أشعر وأنا معتصم في هذه الساحة كأنني في بيتي وبين أفراد عائلتي، ففي هذه الساحة تجد كثيرا من المعتصمين مصطحبين معهم أبناءهم وأفراد عوائلهم، وهو مايعطي الشعور بالطابع الأسري.
وأضاف: “المعتصمون في هذه الساحة جميعهم يتعاملون بالروح الواحدة المشحونة بالإخوة والمحبة والألفة، وهو ما يعكس رقي وتحضر هذا الشعب العظيم”.

**خلية نحل**
بدوره تحدث ناصر صالح من أبناء مودية بأبين لـ«الأيام» عن هذا الموضوع بالقول: “ساحة الاعتصام تحولت إلى ما يشبه خلية نحل تنشط في عدة مجالات، كالمجال الطبي والذي له دور كبير في الساحة من خلال ما يبذله الأطباء المتطوعون في تقديم المساعدات الطبية للمعتصمين في هذه الساحة، بالإضافة إلى المجال الأمني، والتغذية والخدمات الأخرى التي تحملت على عاتقها تقديم الخدمات والاحتياجات اليومية للمعتصمين في الساحة، والمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية”.
**البرد.. الجوع لا يهمنا**
أما ناصر صالح الحنشي مديرية مودية فقال: “المعتصمون أمضوا الليالي بساحة الاعتصام غير آبهين بالبرد أو الجوع أو أي شيء من هذه الأمور كون مطلبهم غاليا وثمينا ويجب التضحية من أجله”.
وأضاف: “ليقاوم هؤلاء المعتصمون البرد القارس والملل وما شابه ذلك لجأ الثوار إلى إقامة حفلات السمر الغنائية، وكذا تقديم المسرحيات الهادفة، وغيرها من الفعاليات الإنشادية التي جميعها تهدف إلى كسر الرتابة لدى الثوار المعتصمين، وكذا التوعية الهادفة”.
**استعادة الدولة مطلبنا**

سالم محمد، أحد أبناء يافع قال لـ«الأيام»: “ما يلفت نظر المرء هنا في هذه الساحة هو الشعور المتقد لدى المعتصمين بحتمية تحقيق ونيل هدفهم المنشود في القريب العاجل والمتمثل في استعادة الدولة الجنوبية”.
وتابع حديثه متسائلاً: “إذا سألت أي ثائر في هذه الساحة عن سر هذه الثقة سرعان ما سيرد عليك بسرد سلسلة متواصلة من الأسئلة وبحماس وثقة بالقول: وهل كنت تظن أن يلتفت لنا الإعلام العربي والأجنبي كمثل هذه الالتفاتة؟ وهل كنت تتوقع أن تزورنا لجنة أممية للنظر في مطالبنا؟ وهل كنت تتوقع أن يقر الجار الخليجي بحقنا في استعادة دولتنا؟”.
**لن نتنازل عن استعادة الدولة**
بدوره تحدث مهدي صالح من أبناء ردفان عن انطباعه عن هذا الاعتصام المشارك فيه والأهداف التي يسعى لتحقيقها بالقول: “الثائرون في ساحة الاعتصام لن يتنازلوا عن هدفهم الذي خرجوا من أجله وسقط خلاله آلاف القتلى والجرحى، والمتمثل في استعادة الدولة الجنوبية”.. مؤكداً في حديثه “قرب النصر الذي طال انتظاره”.
**النصر أو الشهادة**

عادل صالح الصبيحي أبدى انطباعه وشعوره اللذين يختلجان في نفسه بتواجده في ساحة الاعتصام بخورمكسر بالقول: “ما يمتعني جداً أني حين غفلتي أو استرخائي يجذبني صوت من أقاصي الساحة القادم من مديرية من مديريات الجنوب، الأمر الذي يجبرني على الوقوف احتراماً وإجلالا وتقديراً لهذا الزائر الذي ترك كل متع الحياة وجاء لكي يشاطرني همي وقضيتي، والأغرب أنه لم يحضر بذاته بل حضر وأحضر معه ما يعينني ويعينه على الصمود من بعض المؤن الغذائية لنقضي وإياه ليلنا ببعض المنادمات عن حياته والتعرف على بعضنا أكثر وتقليب مواجعنا وآلامنا التي نعيشها من قبل نظام صنعاء، تاركين خلفنا بعض وعود لأهلنا بتحرير دولتنا التي نصبنا علمها في قرانا ومناطقنا، فإما أن نعود منتصرين أو شهداء ملفوفين بعلم دولتنا العظيمة”.
**ليلة في الساحة تضاهي العيش دهرا في المذلة**

أما ناصر محمد، وهو أحد أبناء محافظة أبين فقد تحدث عن انطباعه ومشاركته في الاعتصام المفتوح المطالب باستعادة الدولة الجنوبية بالقول: “حينما أحضر ليلة وأجد فيها حفلاً فنياً ساهراً تتخلله العديد من الفقرات الغنائية الثورية وقد عُدلت كثيرا من كلماتها بما يتناسب وحجم الحدث، وألمس إعجاب الثوار المعتصمين في ساحة العروض بعدن ورقص الشباب على أنغامها المصاحبة بصيحاتهم وأهازيجهم الثورية، بالإضافة إلى عقد المحاضرات والندوات التوعوية وغيرها كل ذلك يجعلني أجزم أن ليلة في ساحة الاعتصام ـ على الرغم من التعب وقلة ذات اليد ـ خير من ألف ليلة نقضيها تحت الخنوع والخضوع لنظام صنعاء”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى