غن ياهادي نشيد أهل الوطن غن صوت الدان

> عياش علي محمد

>
عياش علي محمد
عياش علي محمد
بعد أن شق القمندان طريقه إلى عالم الغناء، وألبس أغانيه ثوب الوطنية، واعتز بإنتاجه الشعري الذي تسبب في وقف تدفق الأغاني الصنعانية والهندية والمصرية، واعتبرها كـ(دُرر) غالية منظومة بلغة أهل البلاد اللحجية، وعلى النمط الشعبي، يفهمها الصغير قبل الكبير، وحفظها عامة الناس أجمعون.
وأصبحت الأغنية اللحجية القومندانية سميرة السمّار، وأنيسة الحزاني، وكأس الأديب يرتشف منه أغزر المعاني وأبعدها غوراً.. وذهب القمندان إلى الهند وزار دلهي وكلكتا وسملا، وتأثر بالثقافة الهندية، وعاد إلى لحج وبحوزته غرسات الفواكه بكل أصنافها.. وبدأ يؤسس بستانه (الحسيني) الذي كان ينظر إليه وكأنه جنة على الأرض، عاد واستأنس به كل الأدباء والشعراء والفنانين، وقدم لهم قصائد جديدة مطعمة بالكلمات الهندية، وبعد ثلاثة أيام من عودته حضر القمندان إحدى المخادر لحفل زواج أحد أصدقائه، كان مغني تلك الليلة الفنان هادي سعد النوبي، الذي غنى فيها أغنية صنعانية بعنوان (غصن من عقيان) وهذه الأغنية دائماً ما تكون فاتحة الأغاني يقول مطلعها:
غصن من عقيان أثمر بالقمر قد الحبيب
فائق الغزلان والفيد.
وحفلات الزواج في لحج كانت تستمر 8 أيام، لا يقبض الفنان أجرته إلا في اليوم الثامن من الزواج، وفي اليوم الأخير من الزواج يغني الفنان هذه الأغنية (غصن من عقيان) تنثر على العريس الفلوس وهو يرقص على هذه الأغنية.
وعندما انتهى الفنان هادي سعد النوبي من أغنيته (غصن من عقيان) باشره القمندان ببيتين من الشعر يقول فيها:
غن ياهادي نشيد أهل الوطن
غن صوت الدان
ماعلينا من غنا صنعاء اليمن
غصن من عقيان
وغصن من عقيان هو الفرع والغصن من شجرة العقيان، تستخدم منه أعواد تقرع بها طاسة البرع.. وحث القمندان في هذين البيتين الفنان هادي سعد النوبي على تقديم الأغنية اللحجية قبل غيرها، وأجواؤها ملأى بالإيقاعات والرقصات الشعبية والدان، وكانت رقصة الدمندم شائعة في لحج والميحة والشرح، والمركح، ورقصة الشدة.
وعندما طالبه القمندان بالقول (غن صوت الدان) كان يقصد أربعة أنواع من الدان:
- النوع الأول غناه الفنان (ثابت عانتين) في أغنية “باعبدك وسط قلبي ياجبح نوب”.
- والنوع الثاني: يغنونه الجمالة وفي تطويل على البحر الشعري نفسه، الأغنية (واطير كف النياح) للفنان فضل ماطر.
- والنوع الثالث: نفس أغنية (واطير كف النياح) بصورة مختلفة عن السابق.
- والنوع الرابع من الدان أتى به (المهنى) وهو التطوير الأخير للدان، وأضاف إلى هذه (الدانات) الفنان فضل محمد اللحجي الذي طوره على أغنية (سرى الليل ياخلان) الذي أخذه الفنانون لمداخل أغانيهم.
فلم يكن القمندان يريد الإساءة إلى الأغنية الصنعانية بقوله:
ماعلينا من غنا صنعاء اليمن
غصن من عقيان
بل كان في ذلك الوقت حريصاً على كتابة وتوثيق الأغنية اللحجية خوفاً من ضياعها وسط الأغاني المستوردة وإثباتاً على ذلك لا زالت الحفلات الغنائية في المخادر بلحج تفتتح بأغنية صنعانية مثل أغنية:
يالله مايحويه هذا المقام
تجمعت فيه النفائس
حبيب حاز اللطف والانسجام
حالي الشمايل ظبي آنس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى