لـهـذا نـسفـك دمـاءنـا

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
“القضية الجنوبية في أصلها ليست شمال مع جنوب بل قضية جنوب مع جنوب، ولو اجتمع الجنوبيون على كلمة واحدة مثلاً تجاه تأييد خيار فك الارتباط لوضعوا براميل التشطير خلال ساعات دون الحاجة إلى مساعدة إقليمية ودولية، لكن تفرقهم وتعارضهم وتحاسدهم وكثرة الإرباك جعل قضيتهم استثماراً رابحاً (للانتهازيين) على حساب المواطنين في الجنوب والتضحيات التي قدموها خلال العقدين المنصرفين”. (البخيتي)
الثابت إننا في الجنوب نقع تحت ضغوطات عدة متداخلة داخلية إقليمية دولية، فعلى الصعيد الداخلي هناك أطراف لا تواجه بخيار شعبها وما لديها هو ترجيح رؤيتها وما يمثل حضورها على مسرح الجنوب القادم استباق يتجاوز حقيقة وضعنا على الأرض كما لا يستحضر التضحيات الجسيمة التي مرت على مدى الأعوام المنصرفة.
الخلط على الصعيد الداخلي هو الأشد إنكاء وأثراً على قضيتنا
وأمام هذه الآفاق المسدودة تمضي مسيرة شعبنا وتمضي ساحة الاعتصام في واقع غياب الرؤية السياسية.
فأدوات الماضي أو الكثير منها تسحب نفسها على المشهد السياسي الجنوبي.. وحين نشير إلى الأبعاد الإقليمية والدولية فإننا لا نقدم رؤية سياسية للعالم ما يعني إننا نقع في هذه الأثناء تحت وابل ضغوطات موجعة ومؤثرة، الأمر الذي لا تبعد معه فكرة فرض الحلول عبر مايمكن من مشاريع منتقصة من الحق الجنوبي.
فغياب الحامل السياسي دون شك من العوامل الأشد تأثيراً على قضيتنا بل هو عامل ينذر بتداعيات أشد على كافة المستويات.
في ظل واقع على هذا النمو تمارس السلطة نهجها العدواني المألوف تجاه نضالنا السلمي بصورة بالغة العدوانية والحقد بإنكاء مستمر وممعن ضد الكرامة الجنوبية مستغلة تماماً طبيعة الأداء الجنوبي على الصعيد السياسي بكل ما تعتريه من تباينات عميقة وخذلان واضح.. مثل هذا الضغط دون ريب له تبعياته المؤسفة، إذ أن غياب التعامل المنطقي الذي تمارسه السلطة منذ زمن بعيد يؤكد مضيها في تجاهل حقوق شعبنا واستباحة دماء أبنائه، كل ذلك يجري في ظل غياب الإرادة السياسية للحلول.
ودون إن يشهد الأمر قراءة واقعية متأنية وعقلانية للوضع الحالي الذي ينذر بتداعيات عارمة هي في المحصل النهائي نتاج كل هذه الضغوطات المتزامنة التي تواجهها الساحة الجنوبية ما يعني أن طريقنا شائك ولا خيار أمامنا إلا تصحيح وضعنا الداخلي المشروع لكل هذا الضعف والتداعيات المؤسفة الهادفة للنيل من صمودنا.. فهل نحن فاعلون؟.
ثم ما جدوى وأهمية كافة الأطياف السياسية القائمة التي شتتنازعها أهواؤها ولا تجد سبيلاً في الفكاك من ماضيها، ما جدوى كل هذه الآسماء؟.. إذ لم تكن في محصلتها النهائية عطاء من أجل الشعب.
ولا نبالغ القول إذا ما اعتبرنا أن محور معاناتنا هم الأطياف السياسية والرموز بكل ما مثلوا من خذلان واضح لعدالة قضيتنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى