من (27 ديسمبر 2013م) وحتى (31 أغسطس 2014م) .. (6) تنشر وقائع الاعتداءات والانتهاكات العسكرية على مدن ومناطق (الضالع) والخسائر البشرية الناجمة عنها

> تقريـر/ جهاد محسن

> **تتمـة.. هجمات (فبراير)**
كثفت الحملة العسكرية من تواجدها ومضاعفة حواجزها الأمنية على تخوم مناطق (الوبح- مفرق الشعيب- الجليلة- حي الساحة) بعد الانتهاء من قصفها ومداهمتها يوم 18 فبراير.
وظلت هذه المناطق وعلى مدار 6 أيام متعاقبة من يوم استهدافها، تعاني أوضاع وحياة شبة منعدمة بعدما أوصدت المحال التجارية أبوابها، وتعطلت فيها المرافق والمدارس، وغابت عن شوارعها وسائل النقل والمواصلات، وتعرض سكانها المحليون لوسائل متعددة من الضغط والترويع مارسها عليهم جنود الجيش.
**24 فبراير 2014م**
بقايا قذائف استخرجها مواطنون من أحد المحلات التي جرى قصفها
بقايا قذائف استخرجها مواطنون من أحد المحلات التي جرى قصفها

عاودت الوحدات العسكرية من نشر جنودها ومدرعاتها على نحو واسع أمام مداخل عدد من المناطق المستهدفة، وبدأت بعلمية تقسيم “الطريق العام” الرابط بينها إلى ثكنات وحواجز أمنية امتدت على طول مسافة 15 كلم، بدءًا من جهة البوابة الجنوبية لمدينة الضالع وحتى (الوبح) شمالاً مروراً بالمناطق المحاصرة (الجليلة- حي الساحة- مفرق الشعيب- لكمه الحجفر- غول العشر- محطة وردان)، والتي شهدت بعضاً منها حالة غليان شعبي وأوضاع أمنية متوترة بعد تطويقها برتل عسكري كبير مسنوداً بدبابات ومصفحات وناقلات جند تابعة لمعسكر (عبود).
وفي تمام الساعة الــ12 ظهراً، بدأ موقع (الخربة العسكري) ولمدة 10 دقائق متواصلة بإطلاق عدد من قذائف الدبابات ومضاد الطيران والأعيرة النارية باتجاه حي (الساحة)، أسفر عنها مقتل المواطن فضل علي عبدالله مساعد (41 عاماً) من أبناء منطقة (الجليلة) أثناء قيادته في الشارع العام لدراجة نارية بمعية طفله رامي (6 سنوات) والذي أصيب بجروح طفيفة.
عبارة كتبها الجنود داخل أحد البيوت السكنية
عبارة كتبها الجنود داخل أحد البيوت السكنية

طالت عملية القصف عدد من الأبنية والأماكن العامة لاسيما في حي (الساحة) منها: “مبنى نادي النصر الرياضي” والذي تعرض للقصف من قبل موقع (الخربة العسكري) بقذائف الدبابة ومضاد الطيران، ومركز “سوبر ماركت الجزيرة” بقذيفة دبابة أحدثت دمارا جزئيا بالمركز، بالإضافة إلى مبنى “ثانوية البنات” بقذيفة دبابة.
**25 فبراير 2014م**
القتلى الذين سقطوا من يناير وحتى مارس 2014م
القتلى الذين سقطوا من يناير وحتى مارس 2014م

مارست عناصر وحدات القوة العسكرية ممارسات استفزازية عند الحاجز العسكري الواقع على “الطريق العام” قبالة مدخل منطقة (مفرق الشعيب)، حيث عمدت عند الساعة الـ5 والنصف مساء، باحتجاز المواطن جلال عبيد طالب (41 عاماً)، أثناء محاولته عبور الحاجز بدراجته النارية متوجهاً إلى منزله في قرية (القرين) التي تبعد بمسافة 3 كلم من الجهة الشرقية، ثم قامت بإعدامه رمياً بالرصاص، خارج نطاق القضاء والقانون.
ووفقا لما تضمنته إفادة الشهود، أن عناصر القوة العسكرية وبعد إعدامها للمواطن “جلال” قامت بأخذ جثته على متن عربة عسكرية ورميها عند الساعة الـ6 والنصف تحديداً، أمام بوابة (مستوصف السلامة الطبي)، هذا بحسب ما أكده الشهود الذين كانوا يتواجدون في المستوصف لحظة قيام أفراد الجيش بإلقاء جثته.
وذكر فضل علي حسين ـ أحد أقرباء الضحية- بأنه قام بالاتصال عند الساعة الخامسة والأربعين دقيقة على (محمول) قريبه، وتفاجأ بأحد جنود الحاجز العسكري يرد على مكالمته مؤكداً أن قريبه محتجزاً لديهم، تم قام بإغلاق الهاتف مباشرة، وبعد مرور ساعة تقريباً من المكالمة تلقى نبأ مقتل قريبه، بحسب زعمه.
**شهادات طبية بشأن الجرحى**
طفلة مصابة جراء قصف قوات الجيش لمناطق الضالع
طفلة مصابة جراء قصف قوات الجيش لمناطق الضالع

استقبلت أقسام الطوارئ في مستشفى (النصر العام) بالضالع، طيلة أيام القصف التي تعرضت لها مناطق وقرى المحافظة ـ منذ مطلع فبراير- حالات كثيرة وكبيرة من الجرحى، على الرغم من الاعتداءات التي طالت المستشفى، والمضايقات التي واجهها سائقو عربة الإسعاف والطوارئ.
عربة الإسعاف التي صدمتها مدرعة عسكرية لمنع دخولها المنطقة وإسعاف المصابين
عربة الإسعاف التي صدمتها مدرعة عسكرية لمنع دخولها المنطقة وإسعاف المصابين

وفي إفادة أدلى بها سائق سيارة الإسعاف بمستشفى (النصر العام) مروان محمد محسن: “إنه خلال فترة دوامه ظل يستلم بلاغات متواصلة عن وجود مصابين في منطقة (الجليلة) مع كل لحظة يشتد فيها القصف، ثم بدأ بتلقي بلاغات أخرى تخبره بالتوجه إلى منطقة (الكبار) على مسافة 2 كلم باتجاه مدينة الضالع”.
ويضيف: “في يوم 18 فبراير، تلقيت بلاغا بالتوجه إلى منطقة (الكبار) لإسعاف بعض الحالات الحرجة، لكن أفراد الحاجز التابع لموقع (القشاع العسكري) منعوا الطاقم الطبي من دخول المنطقة، وعمدت مدرعة عسكرية الارتطام بعربة الإسعاف من الجهة اليمنى ومنعها من مواصلة سيرها”.
ضحايا قصف منطقة كرب زبيد
ضحايا قصف منطقة كرب زبيد

وقال غسان محمد علي ـ أحد الممرضين العاملين بالمستشفى- أنه تطلب منه يوم ـ 21 فبرايرـ مرافقة أحد المصابين واسمه عبدالملك حسن محمد، من أبناء منطقة (الوبح) تقرر نقله عبر سيارة الإسعاف إلى أحد مستشفيات عـدن الخاصة، نظراً لسوء حالة المصاب بعد تعرضه لطلقات نارية أدت إلى تمزق أوردة ساقه اليمنى، والتسبب بنزيف حاد.
ويضيف غسان: “عند وصولنا الحاجز الأمني على مدخل المدينة، طلب منا أحد الضباط تحويل مسارنا إلى مستشفى باصهيب العسكري، وعندما رفضنا طلبه هدد باستخدام القوة ضدنا، وأصر على الركوب معنا عربة الإسعاف برفقة جنديين، وأجبرنا حينها بترحيل المصاب إلى المستشفى العسكري في عـدن، وهناك جرى مصادرة مقتنياتنا الخاصة من هواتف (محمولة) ثم طلبوا منا مغادرة المستشفى”.
أحد الجرحى
أحد الجرحى

وفي سياق تلك التجاوزات العسكرية بحق موظفي المؤسسات والدوائر الطبية، والتي كانت واحدة من الدوافع التي دفعت برئيس البعثة الطبية الدولية في منظمة (أطباء بلا حدود) السيد/ سامويل ثيو دور، باتخاذ قرار تعليق أعمال المنظمة بعد تعرض مقرها في مستشفى (النصر العام) لاعتداءات عسكرية متكررة حاولت عرقلة جهود المنظمة من تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية والطارئة لإنقاذ الحالات الحرجة في مدينة الضالع، والتي كانت تقوم بها منذ عام 2012م.
جريحان مدنيان جراء قصف الوحدات العسكرية على مناطق الضالع
جريحان مدنيان جراء قصف الوحدات العسكرية على مناطق الضالع

**ارتفاع معدلات النزوح السكاني**
أدت عمليات القصف في جميع المناطق المستهدفة، إلى زيادة معدلات النزوح القسري للمئات من العائلات والأسر التي فرت تاركة منازلها وممتلكاتها الخاصة بعد استشعارها أن الهجمات العسكرية باتت تشكل تهديد حقيقي على أرواحها.
وكانت أكثر القرى والمناطق التي شهدت فيها معدلات نزوح متنامية للسكان والأهالي، منذ بداية العمليات العسكرية في مطلع شهر فبراير، (الجليلة- الكبار- الوبح- سناح- الوعرة- لكمة- الحجفر- وحي الساحة- وغول العشر).
**إحصائية ضحايا (فبراير)**

توقفت قائمة أعداد القتلى الذين سقطوا خلال (شهر فبراير) وفقاً لما أكدته سجلات الرصد الثبوتي، عند الرقم 16 شخصاً بينهم طفلان، لقوا حتفهم من الفترة 2 فبراير وحتى 25 فبراير 2014م.
وبلغت حصيلة عدد الإصابات بين صفوف المدنيين الذين تم حصرهم ثبوتياً، 40 شخصاً، تعرضوا للإصابة ما بين تاريخ 2 فبراير وحتى 22 فبراير 2014م.
طفلة جريحة جراء استهدف وقصف الجيش على المنازل السكنية بالضالع
طفلة جريحة جراء استهدف وقصف الجيش على المنازل السكنية بالضالع

وعاشت أكثر المناطق السكانية في معظم أيام الشهر، أوضاعاً أمنية مضطربة ومتوترة نتيجة تصاعد حدة الهجمات العسكرية وديمومة القصف وأمدها وقتاً، لاسيما خلال أيام وتواريخ (1/3/4/5/9/12/13/18/19/20/21/22/24/25).
فيما شهدت بعض أيام الشهر أعمال قصف متقطعة ومباغتة، نفذت خلالها القوات العسكرية والأمنية خصوصاً ـ في الأسبوع الأول من الشهر- حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت عدد من الأهالي، وكانت أكثر الأيام سخونة من حيث مستوى كثافة وضراوة القصف، يوم 17 فبراير الدامي.
**تقرير/جهاد محسن**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى