يا حكومة.. الأمن قبل الإيمان

> محمد العزعزي

>
محمد العزعزي
محمد العزعزي
لكل نظام في العالم أولويات تحكم سياسته وتوجهاته، وتضبط حركة إيقاع المجتمع، فتبدأ الدولة بتحقيق الأولويات الضرورية التي لا تحتمل التأجيل، كما يسعى أي نظام إلى حشد كل الطاقات والإمكانات المتاحة البشرية والطبيعية لتسخيرها في عملية التنمية وحل القضايا العالقة المتعلقة بالحياة اليومية للمواطنين، ووضع الخطط الاستراتيجية لضمان حرية الوطن والمواطن وتأمين الغذاء والخدمات الضرورية الهامة وحل المشكلات الداخلية المتعلقة بالأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الاجتماعي، كي لا ينفرط العقد لا سمح الله.
وفي الماضي والحاضر تقوم الدول بترتيب الأولويات التي من أهمها توفير رغيف العيش والحفاظ على حرية وكرامة الإنسان وحمايته من القمع والطغيان والاستبداد، فهذه من أولى الأولويات الواجبة لتحقيق المواطنة والعدالة الاجتماعية.. صحيح أن هناك فقراً وجوعاً، وهناك اعتداءات متكررة على الحرية، لكن الأمن هو الأحق والأجدر بالاهتمام والعناية في وقت اتسعت فيه باتساع دائرة الفوضى وعمّ الانفلات بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ هذا الشعب.
إن خطورة غياب الأمن في عموم البلاد أدى إلى ظهور حوادث خطف حقائب النساء وسط الأسواق والهروب من قبل بعض الشباب المتهور أثناء التسوق دون أن تحرك الأجهزة الأمنية ساكنا، وكذا القتل والتفجير والحروب البينية هنا وهناك وتدمير أبراج الكهرباء وحرق أنابيب البترول وإرهاب الصحفيين وأعمال الاختطاف والنهب والسلب، كل هذا يؤكد المقولة السائدة “الأمان قبل الإيمان”.
وهي مقولة صحيحة في واقعنا العملي، وربنا أكد على تأمين الناس بقوله تعالى: “الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”، ويشعر الإنسان بالتوتر النفسي والروحي والخوف لعدم توفر المناخ المناسب في الاستقرار وأداء الشعائر اليومية في هذا الجو المشحون بالخوف والقلق والترقب، وهو حال تشهده البلاد منذ زمن بعيد حيث صار كل شيء فيها مخيفا وقابلاً للاختراق والاحتراق والفلتان والإخلال.
وهذا ما يستدعي بل ويستوجب على حكومة التكنوقراط برئاسة خالد بحاح أن توليه الاهتمام وعلى المواطن أخذ الحيطة واليقظة، ويقع على الجهات المسؤولة ضرورة توفير الأمن، فالنظام القائم تقع عليه هذه المسؤولية.
إن فقدان الأمان يكاد يحرق الإنسان والأرض برمتها من أقصاها إلى أقصاها بعد أن توغل الانفلات بدعم الشيطان بين الفرقاء من أبنائها، وأن الهاجس الأمني بات هو الشغل الشاغل للمواطن العادي وصارت الغالبية من المواطنين الطيبين يشعرون بانعدام الأمل جراء الأحداث الفاجعة، فلا تدري من أين سيهبط عليك الموت وبأية طريقة؟ وهو وضع لا يطاق ولا قدرة للبشر على احتماله، وهنا لا تكفي معه الخطب الطنانة الرنانة المتوعدة والمنددة بالجناة، ولعل إنقاذ الوطن من أزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية يبدأ من إيجاد حالة من الطمأنينة.. فمتى يشعر المواطن أنه في أمان من المفاجآت المرعبة؟!.
نريد أن ننام في أمن وسلام وتحقيق العدل والحرية، وصدق الشاعر أحمد القيسي الذي قال:
ولتسألن عن النعيم
ولتسألن عن المهاجر والمقيم
ولتسألن عن الذي قهر العباد،
وجاء في حشد رجيم
ولتمشون على الصراط المستقيم
ألهاكم الدولار والدينار حتى
بعتم البيت الكريم
ألهاكم الجند الذين تكدسون،
وتسرقون طعامهم منا
ومن أقوات شعبكم اليتيم
ولتسألن غدا على باب الجحيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى