من (27 ديسمبر 2013م) وحتى (31 أغسطس 2014م) .. (8) «الأيام» تنشر وقائع الاعتداءات والانتهاكات العسكرية على مدن ومناطق (الضالع) والخسائر البشرية الناجمة عنها

> تقريـر/ جهاد محسن

> **اعتداءات شهر مايو**
عادت الأحداث الساخنة تتصدر واجهة الساحة المحلية في محافظة الضالع عقب فشل جهود ووساطة (اللجنة الرئاسية)، وبعد فترة هدوء دامت لأكثر من 68 يوماً، تحديداً ما بعد فترة 18 مارس وشهر إبريل وحتى مايو، وهي الفترة التي عاشت فيها جميع المناطق والقرى المستهدفة أوضاع آمنة ومستقرة بعد توقف الهجمات العسكرية عليها.
وبدأت في الـ25 من مايو 2014م، مشاهد التحركات العسكرية تبعث بمؤشر على أن المنطقة ستشهد فصل آخر من إراقة الدماء وفتح صفحة جديدة لمآسِ إنسانية قادمة، وذلك حين قام اللواء 33 مدرع بنشر وحداته في “الطريق العام” استعداداً لشن هجمات جديدة ضد المناطق المدرجة ضمن أهدافه.
وأدت هذه التحركات إلى سريان حالة الإرباك الكامل في المنطقة، وعودة التوجس والخوف عند الأهالي من اندلاع الوضع العسكري مجدداً، ومن توسع دائرة القصف بصورة أعنف مما سبقه في الأشهر السالفة، ما قد يساعد على تفجير عامة الأوضاع وانزلاقها إلى نحو واسع من الفوضى والخروج عن السيطرة.
**26 مايو 2014م**
شنت القوات العسكرية عند الساعة الـ2 فجراً، هجمات خاطفة على بعض المناطق السكانية والطرقات العامة، وعملت على تنفيذ حملات اقتحام ومداهمة لعدد من المحلات والمراكز التجارية بمدينة سناح.
وقامت وحدات موقع (القشاع العسكري) في الجهة الشمالية من مركز مدينة الضالع، وعلى نحو ساعة كاملة، بإطلاق عدد من قذائف الدبابات وقذائف مضاد الطيران عيار 23، باتجاه الأحياء الشعبية بمدينة سناح، تعرض بسببها منزل المواطن علي مثنى صالح، في حي (نشام) لدمار جزئي بعد قصفه بقذيفتين دبابة، بالإضافة إلى تعرض عدد من المنازل بأضرار مختلفة، دون وقوع ضحايا بين السكان والأهالي.
قامت وحدات موقع (الخزان العسكري) في جبل ذي بيت في الجهة الجنوبية من المدينة، وبالتزامن مع قصف الجهة الشمالية من قبل وحدات موقع (القشاع العسكري)، بإطلاق وابلاً من أسلحة “الدوشكا” باتجاه مساكن الجهة الجنوبية، واخترقت عدد من الرصاصات مبنى السكن الداخلي للأطباء بمستشفى (النصر العام)، وأدت إلى إصابة كل من الممرض محمد بشير، والممرض علي الصيعه، أثناء تواجدهما داخل السكن الداخلي.
بدأت قوات موقع (جبل السوداء) المتواجدة في الجهة الشمالية من منطقة (مفرق الشعيب)، وتحديداً عند الساعة الـ3 فجراً، بقصف منطقة (لكمة الحجفر) التي لم تكن تبعد عن الموقع العسكري سوى بمسافة 300 متر شرقاً.
ولم تسجل أحداث القصف في هذا اليوم، أية وفيات في صفوف الأهالي بعد تمكنهم من ترك منازلهم مع اللحظات الأولى من بدء عملية القصف التي طالت مناطقهم.
وبررت حينها قيادة اللواء 33 مدرع، إن معاودة قصفها للمناطق المستهدفة، جاء رداً على اعتداء تعرض له موقع (القشاع العسكري) من قبل مسلحين مجهولين، بحسب زعمها.
**27 مايو 2014م**
أقدمت قوة عسكرية مؤلفة من 25 جندي يتبعون اللواء 33 مدرع، بمهاجمة واقتحام سوق (القات المركزي) بمدينة سناح، عند الساعة الـ9 صباحاُ، وعملت وبصورة سريعة وعشوائية على فتح الأعيرة النارية الآلية من سلاح (الكلاشينكوف) باتجاه المتواجدين بداخله.
أسفرت عملية اقتحام السوق والتي تمت من عبر بوابتيه الجنوبية والشرقية، عن سقوط الضحية علي أحمد عبادي العكيمي (50 عاماً) مضرجاً بدمائه، جراء تعرضه لطلقة نارية مباشرة أصابته في الرأس أثناء محاولته إغلاق بوابة محله (كشكه) والنجاة بحياته، حيث ظلت جثته مرمية لمدة طويلة أمام بوابة محله، ولم يتمكن أحد من انتشالها بسبب كثافة الرصاص.
وذكر شهود عيان، أن الجنود استمروا بإطلاق الأعيرة النارية في أرجاء مختلفة من السوق حتى تم إخلاء جميع المتسوقين والباعة الذين ترك بعضهم محلاتهم مفتوحة وهرعوا هاربين من الرصاص المتطاير، فيما واصل الجنود بإطلاق أعيرتهم النارية وبصورة متواصلة للحظات، ودون مبرر أو سابق إنذار.
**اعتداءات شهر (يونيو)**

صعدت قوات اللواء 33 مدرع من هجماتها العسكرية على مناطق مدنية مختلفة، وذلك عقب الإعلان الصادر عن القوات المسلحة في الـ2 من يونيو 2014م، والذي ذكرت فيه عبر وسائل الإعلام المحلية، “إن قائد لواء 33 مدرع في محافظة الضالع، العميد ركن عبدالله حزام ضبعان، تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة أثناء عبور موكبه في طريق عام بالمحافظة”
واستمرت الاتهامات متبادلة بين قيادة اللواء 33 مدرع، وبين أعضاء الحركة السلمية في مدينة الضالع، حول ما تتعرض له كل جهة منهما من اعتداءات ومحاولات اغتيال، والتي كان آخرها الاتهام الذي وجهه مسؤول الحركة السلمية، شلال علي شائع، إلى قيادة اللواء 33، بمحاولة اغتياله أثناء مروره على طريق فرعي بمنطقة (القرين) في محافظة الضالع، يوم الأول من أغسطس 2014م.
**2-3 يونيو 2014م**
الإعلان عن تعرض قائد اللواء 33 مدرع لمحاولة اغتيال، أعطى للوحدات العسكرية التابعة له ذريعة لمواصلة عملياتها في نطاق عدة مناطق وأحياء سكنية، وممارسة المزيد من الاعتداءات بحق المواطنين.
وعملت كل من وحدات موقع (المظلوم العسكري) شمال غرب المدينة، ووحدات موقع (الخربة العسكري) المطل على منطقة (الجليلة) بإطلاق القذائف باتجاه أحياء ومنازل المواطنين، أسفرت عن وقوع عدد من الجرحى بإصابات مختلفة ما بين (البليغة والمتوسطة)، بعد أن تعرضت منازلهم للقصف والدمار من قبل المواقع العسكرية.
ومن بين أسماء المصابين المدنيين، الذين جرحوا إثر عملية القصف العنيف على منازلهم وأحيائهم، خلال يومي 2-3 من يونيو 2014م، على النحو التالي:-
**7 يونيو 2014م**
أقدمت جهة أمنية على قتل الشاب عماد علي محمد حسين الزبيدي (21 عاماً)، وشقيقه عبدالرحمن (14 عاماً)، من أبناء قرية (جوس الجمال) الواقعة أقصى شمال غرب مدينة الضالع.
وبحسب ما ذكره شهود عيان، أن عماد وشقيقه عبدالرحمن، تعرضا عند الساعة الــ12 ظهراً، لحادث قتل مدبر أثناء قيادتهما دراجة نارية على الطريق العام بمنطقة (الزبيرية) والذي يربط بين مدينتي (قعطبة والفاخر).
وقالوا في سياق إفادتهم لفريق منظمة حق: “إن سيارة نوع (صالون) كان يستقلها شخصين، تعمدت باعتراض دراجة الشقيقين والارتطام بها، ما أدى إلى اشتعال النيران في الدراجة، ومقتل الشاب عماد فوراً، فيما ظل شقيقه عبدالرحمن يصارع جراحه حتى وفاته في مساء اليوم التالي”.
ولفت والد الضحيتين علي محمد حسين الزبيدي (50 عاماً)، إلى أن نجله الأول “عماد” كان من الأعضاء الناشطين في الحركة السلمية الشبابية بالضالع، وقد تعرض نتيجة نشاطه لملاحقات أمنية مستمرة، وقال مؤكداً بكلامه: أن ما تعرض له ولديه، كان عملاً مدبراً خططت له قيادة اللواء 33 مدرع، وعناصر جهاز (الأمن القومي)، وأن ثمة ضغوطات عسكرية مورست ـبحسب قوله- على الأجهزة الأمنية والقضائية لوقف إجراءات التحقيق الرسمي حيال ملابسات مقتل ولديه، والكشف عن الجهة الأساسية التي تقف وراء مقتلهما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى