شكرا لما تقدمونه لعدن

> أحمد ناصر حميدان

>
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
عدن مدينة تئن كغيرها من مدن الوطن، ومصابها أكبر ومعاناتها أشد، لكنها لا تحتاج للبكاء والعويل والنواح، بل هي في أمس الحاجة للعمل المخلص النابع من الحب والوفاء لهذه المدينة العزيزة على قلوبنا جميعا، والجذابة لقلوب زوارها ومحبيها من كل بقاع الأرض اليمنية، عدن لا تحتاج لمزيد من الأزمات والسلوكيات الخاطئة المضرة بالمدينة وجمالها ورونقها ومعالمها الأثرية والسياحية، عدن اليوم في أمس الحاجة لتستعيد مجدها التنويري والثقافي والمدني وحلتها البهية، كتبت كثيرا من المقالات والمناشدات للحفاظ على عدن ومعالمها الأثرية، لكن يظل هناك صراخ لا يوازي عمل مجموعة نشطاء من أبناء عدن في الداخل والخارج قاموا بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل مسجد الشيخ أحمد بن علي العراقي التاريخي بالتواهي بأعمال (تلييس) الجدران، وصيانة دورات المياه (الحمامات)، وأعمال طلاء للمسجد دون المساس أو التغيير بالطابع المعماري الأصلي للمسجد أو استحداث أي إضافات خارجية أو داخلية له.
وذكرت المجموعة التي تحمل اسم (أصحاب) أنها رغبت في ترميم مسجد الشيخ أحمد بن علي العراقي المتوفى بعدن سنة 563 هجرية، والذي يعود بناؤه إلى ما قبل 872 عاما على أقل تقدير، وأصبح المسجد وقبته جزءاً من الإرث الديني والتاريخي لمدينة عدن.
وأضافت المجموعة، ومنهم الأخ وديع أمان مدير مركز تراث عدن أنها “حصلت على رسالة توصية من وكيل محافظة عدن الأخ سلطان الشعيبي موجهة إلى مكتب الأوقاف تحث على التعاون معهم وتسهيل عملهم الخيري هذا، وقد سمح لهم بعملية الترميم بمجهودهم الذاتي وبدعم أهل الخير من أبناء عدن”.
يذكر أن أفراد هذه المجموعة كان لهم خلال هذا العام بعض الأعمال الخيرية في محافظة عدن كتوزيع الحقيبة المدرسية وشراء الأدوية للفقراء، ولكنهم كانوا يعملون بصمت وبصورة شخصية.
وقد اتصل بي أحد الشباب النشطين مستغربا تصريح إدارة الأوقاف بعدن عن تبني عملية الترميم دون ذكر اسم المجموعة أو الإشارة لها، وهذا يعد تصرفا محبطا لكل من يرغب في خدمة هذه المدينة، وتسرق جهوده لتحسب لغيره، كان المفترض على الأخ مدير الأوقاف أن يشيد بهذه الجهود ويحفز المجموعة لمزيد من العمل الصالح والطيب لعدن لنجد آخرين يحذون حذوهم لنقدم لعدن ما تستحقه من خير لتستعيد دورها التنويري والثقافي والسياسي والفكري، ونعيد لها حلتها التاريخية الجميلة البديعة التي عرفت بها، ونحارب كل الممارسات الخاطئة والمسيئة والفاسدة لنستعيد عدن زمان.
أثبت أنك تحب وتعشق عدن، وأكن لها الوفاء والعرفان، وقدم لها كل ما استطعت أن تقدمه لإصلاح ما دمره الفساد والمفسدون والاستبداد والطغيان والنهب والناهبون في استعادة معالمها التاريخية والحضارية وثقافتها وسلوكها المدني لتستمر عدن تشع وهجا ثقافيا وفكريا، وتحكي عن تاريخ أصالتها بمعالمها المعروفة، إنها عدن تحتاج منا مزيدا من الرعاية والاهتمام.
شكرا لشباب (أصحاب)، وغيرهم من الشباب الذي يدافعون عن عدن، ويكشفون الفساد والمفسدين والمخربين في عدن، وعلينا أن نحيطهم بالوفاء والعرفان لما يقدمونه، ولهم تحياتي وتقديري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى