سارق الأحذية

> محمود أبو إنجيلا

> باحة صغيرة تؤدي إلى الطابق الثاني حيث المسجد وضِعَتْ في جوانبها خزائن على شكل رفوف لوضع الأحذية.. أقيمت صلاة الظهر، فانتظم المصلون وكبّر الأمام.. وأثناء الركعة الأخيرة سمع المصلون صوت جلبة قادم من الباحة، ثم اقترب الصوت، كان الصوت مختلطًا، صوت جهوري لرجل ضخم، وصوت بكاء وتوسل لصبي.. وما إن سلّم الأمام وتبعه المصلون حتى أدار الجميع رؤوسهم ليستطلعوا الأمر!!.
فتقدم الرجل الضخم - أحد المصلين المتأخرين - وهو يجر بإحدى يديه صبيًا لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، وفي اليد الأخرى كيس كبير قد امتلأ أو يكاد بأحذية المصلين.
ضج المسجد بأصوات المصلين ..
احضروا الشرطة ..
سلّموه إلى المخفر ..
وأخيرًا قبضنا على اللص ..
قد تكون خلفه عصابة ..
ومع تعالي الأصوات كان الرجل الضخم يزهو ببطولته، والصبي يكاد ينهار تحت وقع الإهانات والتوبيخ وبعض الصفعات.
في نهاية الأمر نجح الإمام وقلة من العقلاء بإطلاق سراح الطفل، بعد أن أقسم ألا يعود لمثلها أبدًا.
ملاحظة مهمة!!
كان من بين المصلين مراقب الصحة (المرتشي).. ومدير البنك (المرابي).. وسمسار الأراضي (الكاذب).. وبائع العطور (الغشاش).. وسائق سيارة الأجرة (الذي يعاني دائمًا من فقدان الفكة).. وميكانيكي السيارات (الذي اشترى عمارة من أربعة طوابق).. والمحامي (المزور).. وشرطي (تحت الطلب).. ومعلم (في طريقه لإعطاء درس خصوصي).. وتاجر مواد بناء (تتضاعف ديون زبائنه باستمرار).. وصاحب محل هدايا (كان لطيفًا جدًا مع النساء).. وبائع العصير الطبيعي (على اعتبار أن الماء طبيعي)!!.
**محمود أبو إنجيلا**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى