واحة اللغة العربية

> د. محمد الصماتي

>
د. محمد الصماتي
د. محمد الصماتي
الرقيب اللغوي:
يرى علماء اللغة أن أساليب ركيكة قد شاعت بفعل الترجمة، فطغت على الفصيح الذي يؤثر استعماله على ما سواه، وهذه الأساليب مقطوعة الصلة بالبيان العربي وما فيه من أساليب وصيغ وعبارات جميلة رصينة وما كانت هذه الأساليب لتشيع في صحافتنا، وغيرها من أدوات البثَّ المسموعة والمرئية لو أن المترجمين قد أخذوا بنصيب من البيان العربي وقواعد اللغة وأصولها، ومن تلك النماذج التي شاعت كثرة الإضمار قبل الذكر حين لا تكون هناك ضرورة سوى الجهل بقواعد اللغة، لأن تقديم متعلقات الفعل وما يتصل بالفاعل على الفعل والفاعل كليهما، فيه ما فيه من الإبهام والالتباس كقولهم: “في مقابلة له مع صحيفة «الأيام» صرح السيد وزير الداخلية ما يلي: “ويقولون: “وفي مقابلة له مع مراسلي الصحف نفى وزير الدفاع محمود الصبيحي ما نُسِب إليه...” فيقدمون الضمير المجرور على الفعل والفاعل، حيث لا تكون هناك ضرورة لهذا التقديم المتكلف الذي لا يعد من التطور السليم، وليس هو كبعض الأمثلة العربية التي تتسم بالإيجاز وتحيط بها القرائن الحالية التي لا يبقى معها إبهام أو التباس كقولهم: “في بيتهِ يُؤْتَى الحَكُمُ” وقولهم: “على أهلِها جَنَتْ براقِشُ”، فهذه الأمثال لها دلالتها البيانية وأحكامها التي لا تسري على مثل تلك العبارات الطويلة الواهية التي عاد الضمير فيها على اسم متأخر لم يمُهد له بقرينة.
وأعود فأقول لِمَ لا تجري تلك الجمل مجراها السليم فتكون على النحو الآتي:
الجملة الأولى: “صرح السيد وزير الداخلية في حديث له مع صحيفة «الأيام» ”.
الجملة الثانية: “نفى وزير الدفاع محمود الصبيحي في مقابلة له مع مراسلي الصحف ما نسب إليه ..”، وبذلك تستقيم الجملتان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى