عمل الفتيات في القطاع الخاص..بين مطرقة الظروف الصعبة وسندان استغلال أرباب العمل

> رصد/ وئام نجيب

> لجأ كثير من أصحاب المحلات التجارية إلى استقطاب العنصر النسائي للعمل في المحلات التجارية التي تعمل على بيع الملابس الداخلية الخاصة بالنساء حفاظاً على خصوصية النساء وكان الأمر في البدء مقتصراً على هذا الجانب، ولكنه توسع ليشمل محلات بيع أدوات التجميل والعطور، ونتيجة للأزمة الأقتصادية وضعف الدخل لدى معظم الأسر لجأ كثير من الفتيات للعمل بغرض توفير المال وإعانة أهاليهن في ظل الأوضاع المادية القاسية التي يعيشونها لاسيما في المحال الخاصة بمستلزمات ومتطلبات النساء كالملابس غيرها.
كان عمل هؤلاء الفتيات المشتغلات في تلك المحلات في البدء مقتصراً كبائعات فقط، ومع انتشار موجة المولات التجارية وتوسعت مجالات أعمالهن كبائعات ومشرفات أقسام ومحصلات وعاملات نظافة، وحتى في مجال الحراسات الأمنية.
وتتصف النساء العاملات بالقدرة على العمل الجاد والصدق والأمانة والالتزام بمواعيد العمل أكثر من بعض الرجال، الأمر الذي دفع بأصحاب ومالكي تلك الأسواق التجارية لاستقطاب العنصر النسائي بكثرة للعمل والتي كانت إلى وقت قريب مقتصرة على الرجال.
العاملة ملكة علي (ربت بيت) تقول عن الأسباب التي دفعتها للعمل في المجال الخاص بالقول: “ظروفي الأسرية دفعتني لسوق العمل وذلك لمساعدة زوجي والذي هو الآخر يعمل في القطاع الخاص، لعدم تمكنه من الحصول على الوظيفة الحكومية رغم أنه خريج من جامعة هندية بشهادة علمية في مجال هندسة الكمبيوتر والانجليزي”.
وتضيف: “كلما كبر الأطفال تزيد المصروفات والمسؤوليات والأعباء علينا. وعن الوظائف الحكومية تقول: “لقد أصبحت في وقتنا الحالي يسودها المحسوبية والبيع والشراء والمحابات، وهو ما حرم كثيرين من المستحقين من حقوقهم، وعبرت ملكة عن سعادتها في لجؤها للعمل والذي قالت بأنه مكنها من مساعدة زوجها وتوفير لأولادها كل حاجياتهم التي يتمنون الحصول عليها.
وعن نظرة بعض الأشخاص حول عمل المرأة ومدى تقبلهم له قالت: “إرضاء الناس غاية لا تدرك وعادة المجتمع اليمني ينظر للمرأة نظرة قاصرة جداً ولهذا يعمد إلى تهميشها ولا يعطيها حقوقها كاملة”ً.
وتمنت ملكة في سياق حديثها لـ«الأيام» بأن “تعاد المصانع التي كانت متواجدة في هذه المدينة في الفترة التي سبق عام 90م والتي وفرت للنساء حينها فرص عمل تصون كرامتها ومنحتها فرصة برغم من شهادتها التي لم تتجاوز الإعدادية”.
مختتمة حديثها بالشكر للصحيفة وكذا مطالبة الدولة بتوفير فرص عمل للمراة لاسيما الأم (الأرملة) لتتمكن من إعالة أسرتها.
**أتكفل بإعالة والدتي المريضة**

فدوى طه بدورها عبرت عن عملها والأسباب التي تدفعها إليه بالقول: “أنا أمتلك خبرة في مجال البيع والشراء (الملابس النسائية) وقد عملت في الماضي في أحد مراكز التخفيضات والعمل في مثل هذه المراكز يتطلب التقيد بأوقات دوام محددة (نظام البصمة) ومغادرة العمل في أوقات متأخرة من الليل وحالياً أعمل في أحد المحلات التجارية الخاصة وبرغم أن أن مرتبه ضئيل ولكن هذا المحل غير مقيد بأوقات محددة بالإضافة إن العمل فيه مريح جداً”.
وعن السلبيات التي تواجها في هذه المحال أثناء بيعها قالت: “عادة في مثل هذه المحال يحدث فيها الاختلاط مع عمال رجال، ومع الأسف نظرة بعض الشباب قاصرة جداً تجاه الفتيات العاملات، ولهذا تتعرض الفتيات لبعض من المضايقات والمعاكسات وغيرها”.
وعن أسباب لجؤها إلى العمل قالت فدوى: “الظروف المادية هي التي أجبرتني وغيري الكثير إلى العمل وذلك لأني أتكفل بمصاريف والدتي التي تعاني من الأمراض”.
وتضيف: “في البدء واجهت معارضة من الأهل ولكن نتيجة لظروف الوالدة المرضية تقبلوا هذا الوضع”.
**أساعد أسرتي**

أرزاق نجمي طالبة جامعية فقالت: “الشيء الذي اضطرني للعمل هو أن هذا المحل هو ملك للعائلة”.
وتضيف: “أثناء عملي أتعرض لكثير من المضايقات من قبل بعض الزبائن ولكن أعمد إلى تجاهلها”.
أما رغد فقد عبرت عن أسباب عملها ونظرة الأهل له بالقول: “طبعاً الأهل رافضين لفكرة العمل ولكن الظروف هي من تحكم حيث إني أنا من أساعد الوالد في الإنفاق على الأسرة”.
وعبرت رغد عن أسفها من عدم تمكين الشباب من الوظائف الحكومية والذي نتج عنه معاناة كثيرة لهم ولأسرهم بسبب الفساد المستشري والوساطة والسمسرة في التوظيف.
وتضيف: “لقد بحثت عن عمل في المدارس الخاصة ولكن لم أوفق في ذلك بينما من يتوفق في هذه المدارس هم حملة الثانوية العامة نتيجة الوساطة ولهذا ما فائدة التعليم الجامعي إذا كان الأمر في نهايته كهذا التلاعب”.
**لمساعدة زوجي**
الأخت رهف حازم عاملة أمنية في أحد المراكز التجارية قالت عن طبيعة عملها والمضايقات التي تتعرض لها أثناء عملها بالقول: “أبرز ما أواجهه في عمل يتمثل في المضايقات حيث يعمد بعض الشباب إلى إثارة الفوضى في المركز التجاري، وهنا يكمن دوري حيث أقوم بإخراجهم لحفظ الأمن والهدوء في المركز بالإضافة إلى أن أكثر مرتادي المركز هن النساء وذلك ليشعرن بطمأنينة لوجود أمنية في المركز.
أما عن الدافع وراء عملي في ذاك المجال فتعود إلى كوني متزوجة وربة بيت بالإضافة إلى أن زوجي ليس موظف لدى الدولة وعمله يقتصر على العمل الخاص فقط ولهذا لجأت إلى العمل لمساعدة زوجي وأسرتي”.
**مرتب والدي لايكفي إعالة الأسرة**
أما الأخت غصون محمد (خريجة جامعية) فقد تحدثت لـ«الأيام» عن الصعوبات التي تواجهها في هذا العمل والاسباب التي أجبرتها عليه بالقول: “إن السبب الرئيس في لجؤي إلى هذا العمل هو عدم حصولي على وظيفة حكومية وذلك لمساعدة نفسي في توفير مستلزماتي وحاجياتي وكذا لقتل أوقات الفراغ”.
من جهتها قالت سارة مراد: “أنا مسئولة عن قسم الالكترونيات في إحدى المراكز التجارية ولدي خبرة في مجال الالكترونيات وعن أسباب لجؤها إلى العمل قالت: “أنا الكبيرة في إخوتي وأقوم بمساعدة والدي بمصاريف المنزل لكون راتبه ضئيل جداً ولايكفي لتوفير متطلبات المنزل”.
نور عادل من جهتها عبرت بالقول: “أعمل في هذا المجال منذ سنة ونصف أمتلك خلالها الخبرة عن طبيعة عن الموديلات، أما عن الصعوبات فهي كثيرة تتمثل في طبيعة العمل والذي يتطلب من العامل التحلي بالصبر والتعامل مع الزبون حيث يوجد هناك زبائن سليطي الألسن وبذيئين ويحدثون فوضى ومشاكل وغيرها من الصعوبات التي يطلب على العامل حسن التصرف معها”.
**الخاتمة**
التعليم واجب وضرورة حتمية يفرضها الواقع الراهن فكلما تحصلت المرأة على درجات تعليمية عالية توفرت لها فرص عمل تتناسب مع مستواهم التعليمي، وتصبح المرأة أكثر وعياً وإدراكا لصيانة وحماية حقوقها العملية مما يحميها من استغلال واحتكار القطاع الخاص والتجار وفي مجال العمل الحكومي تستطيع أن تنافس للوصول إلى مراكز صنع القرار ولكن حين تتخلى الفتاة عن حلمها في التعليم وتتجه إلى سوق العمل ولا تجد فرص عمل مناسبة لها في العمل الحكومي والذي يعتبر أكثر ضماناً وتأمينا لحقها تتجه إلى القطاع الخاص والذي عادة يستغل الظروف الاقتصادية لهن مما يدفع الفتات بالقبول بأجور بسيطة لا تتناسب مع ساعات عملهن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى