النابية بمضاربة لحج وانعدام مقومات الحياة

> تقرير/ محي الدين الشوتري

> منطقة النابية هي إحدى مناطق الصبيحة التابعة لمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج ومساحتها تشكل ما نسبته 30 % من مساحة المحافظة، وتقع شرق مضيق باب المندب، ويربو سكانها عن الألفي نسمة، ويعمل معظمهم في الزراعة، حيث تعتبر قرية النابية مصدراً أساسيا للبصل والذرة والبطيخ وغيرها من المنتجات الزراعية، وأهم ما يميز هذه المنطقة هو ماؤها العذب، حيث إنها تعتبر المصدر الوحيد للمياه الصالحة للشرب للمناطق المجاورة مروراً بمنطقة السقياء ومنطقة العزاف والوطية، وجميع المناطق التابعة لمضيق باب المندب.
**انعدام مقومات الحياة**

تفتقر منطقة النابية إلى كل مقومات الحياة وغياب تام للبنية التحتية، فالماء معدوم، والكهرباء ليس لها وجود، والطريق ترابية، وعلى الرغم من أن الخط الدولي الذي يربط محافظة الحديدة بعدن يبعد 10 كيلو مترات من المنطقة إلا أن وزارة الأشغال العامة والطرق لم تعطها أي اعتبار، سعى بعض الأهالي إلى تقديم طلبات عدة لعمل خط فرعي في ذلك الوقت وتم تقديمه إلى وزير الأشغال ولكن لا حياة لمن تنادي.
**فرحة مشروع لم تتم**
مشاريع خدمية لم تستكمل
مشاريع خدمية لم تستكمل

لقد استبشر المواطنون في سكان هذه المنطقة بمشروع مياه باب المندب الذي تم افتتاحه قبل 6 أعوام تقريباً، والذي يغذي مضيق باب المندب والقرى المجاورة له، فتم حفر الآبار الارتوازية في منطقة النابية ليتم ضخ الماء أيضا للمنطقة، وقد تم وضع الشبكة إلى كل بيت إلا أن الفرحة لم تتم وصارت مواعيد عرقوب هي الطرب الذي يتغنى به أهل هذه المنطقة البسطاء، ومازالت الحمير هي الوسيلة التقليدية، وهي موجودة منذ القدم وظلت الطريقة الوحيدة التي يجلب بها السكان ماء الشرب، والذي يعد من أهم أولويات المواطن، كون المنطقة هي آخر مناطق مديرية المضاربة رأس العارة فالمعاناة كثيرة وأحوال سكانها بالغة التردي، فهم يتذوقون كل يوم مرارة الزمن، وشبابها يعاني من
البطالة، والفقر يسود المنطقة والقرى التابعة لها، فهم لا يجدون أبسط مقومات الحياة المعيشية، الوحدة الصحية تم بناؤها من صندوق النقد الدولي وتم تزويدها بالمعدات اللازمة، ولكن لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح، وغياب تام للمتطلبات الضرورية التي يحتاجها السكان لا عقاقير طبية ولا إسطوانة أكسجين ولا علاجات.. أليست وزارة الصحة ملزمة بتوفيرها؟!.
**مدرسة لم تبنيها الدولة**
المدرسة بلا سور  وفصولها بلا كراسي
المدرسة بلا سور وفصولها بلا كراسي

وأما المدرسة فبنيت على نفقة هائل سعيد أنعم ولم تقم وزارة التربية حتى ببناء سور للحفاظ على ساحة الحرم المدرسي، ولم توفر كراسي لكل الفصول، فأغلب الطلاب يفترشون الأرض، ومادة الرياضيات لم تدرس إلا قبل عام، فكل الخريجين من هذه المدرسة لا يعرفون شيئا عن منهج الرياضات، وحتى المعلم الذي يقوم حاليا بتدريس مادة الرياضات غير متخصص في هذه المادة.
**ظلمات**
عدم وجودمشاريع للاستفادة من مياه السيول
عدم وجودمشاريع للاستفادة من مياه السيول

وإذا زرت هذه المنطقة بعد غروب الشمس تجد هذه المنطقة الخلابة بمناظرها الطبيعة مثل الغابة لانعدام خدمة الكهرباء، التي وصلت إلى مشارف مناطق المضاربة ورأس العارة وتوقفت عند حدود الوطن الجنوبي، فكثيرا ما نسمع عن حقوق الإنسان في الإعلام المسموع والمرئي فهل ياترى إذا تم النزول إلى هذه المنطقة المهضومة من قبل منظمة حقوق الإنسان؟ ماذا يكون رد فعلهم؟؟ وعن ماذا سيرفعون تحديداً؟ فإن المنطقة بمجملها جرداء من أبسط المتطلبات الحيوية؟ هل هذه المنطقة ليس لها وجود في خرائط الدولة أم أن سكانها لايستحقون أن يعيشوا حياة كريمة؟ وحتى الدعم الزراعي الذي استفادت منه كل مناطق الصبيحة لم يكن لهم حصة أسوةً ببقية المناطق، فالسؤال هنا يطرح نفسه: هل هذا الحرمان مقصود من قبل جهات عليا، ومالسبب في ذلك؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى