> السيد عبدالرحمن علوي العراشة من مواليد لحج عام 1893 وانتقل إلى الشيخ عثمان بعدن في عشرينات القرن العشرين، وكرس حياته لمصدر عيشه التجارة ومصدر إبداعه الشعر وتجربته أيضا في هذا المضمار كانت مبكرة.
اشتهرت مدن عدن بالمبارز (المنتديات) أو مجالس القات وفي الشيخ عثمان وحدها كان هناك (65) مبرزا (بحسب وثائق مركز إدريس حنبلة) موزعة على خمسة أقسام (أ) و(ب) و (ج) و(د) و(هـ) والأخير هو الشيخ الدويل ومن ضمن مبارز الشيخ عثمان كان مبرز العراشة في قسم (ج) وكان مبرزه منتدى أدبيا يرتاده المهتمون بأمور الأدب والفن ومنهم الفنانون عوض عبدالله المسلمي وعمر محفوظ غابة وحمودي عطيري وكانوا يصطحبونه في بعض المناسبات إلى قريته (الحبيل).
أما الفنان عوض عبدالله المسلمي وهو من مواليد عام 1907 في قرية (بئر علي) أثناء رحلة الأسرة من شبوة إلى حضرموت ونزح إلى عدن عام 1928 واستقر في الشيخ عثمان في قسم (أ) في شارع ضم عشرات الأسر العدنية العريقة، وأصبح المسلمي رقماً غنائياً معتمداً ومعتبراً وصال وجال في مجالس الزواج (المخادر) وكان يتنقل بين الشيخ عثمان ومدن عدن ولحج.
سافر عوض المسلمي إلى الكويت في رحلة علاجية برعاية من حكومة علي ناصر محمد في مارس 1975 وفي الفاتح من نوفمبر 1975 نعى الناعي عوض المسلمي ونعاه علي ناصر محمد، وبعد (5) سنوات وتحديدا في 9 يونيو 1980 لحق به السيد عبدالرحمن العراشة.
جمع السيد عبدالرحمن العراشة والفنان عوض المسلمي عمل فني بديع وهي أغنية (الهاشمي قال):
الهاشمي قال هذي مسألة
والثانية عادها لما تكون
عندك خطأ ما قرأت البسملة
ولا تبارك ولا عمَّ ونون
ولا دريت أن هذي مشكلة
القرش يلعب بحمران العيون
هل مخبره لك فشوفها الأولة
عادك بلطراف أوبه للبطون
فكل من قام لك كن قوم له
فالعيب مقرون بضحك السنون
ويقول:
وابنك إذا به تعوج مثله
حتى ترقيه وأن هنته يهون
مثل الجمل كيف لما تجمله
وتطعمه صار لك مشفق حنون
فذا كما ذا وهذا أكله
فالجمل سعار كم يخلق دقون
وكل مخلوق شري وصله
واقطع لسانك يكون عرضك مصون
ويقول:
الأرملة بنت والبنت أرملة
تهاونوا في شقرها والدخون
فكيف من هي أموره معطلة
هل يقتدر أن يركب مكرفون
منفذ يجي ريح منه قفله
لراحتك والشرف يحلى السكون
والختم صلوا على من أرسله
طه محمد شفيع “المذنبون”
القصيدة ولاشك أنها حكمية، ويمكن توظيفها اجتماعياً وسياسياً، لأنها دروس اكتسبها العراشة في مشوار عمره الطويل.