تواصل العنف الدامي في سرت وبنغازي وغارة غرب طرابلس.. صاروخ يصيب صهريجا في أكبر ميناء لتصدير النفط في ليبيا

> بنغازي «الأيام» ا.ف.ب / رويترز

> تواصل امس الاول الخميس في ليبيا مسلسل العنف الدامي حاصدا مزيدا من الارواح حيث قتل ما لا يقل عن 46 شخصا بين جنود ومسلحين اسلاميين ومدنيين خصوصا في نواحي سرت وبنغازي اضافة الى غارة غرب طرابلس، بحسب ما افادت مصادر عسكرية.
واعلنت مصادر عسكرية متطابقة لفرانس برس مقتل 22 جنديا في سرت والسدر إثر هجمات لمليشيات فجر ليبيا الإسلامية التي تسببت باحتراق أول خزانات النفط الخام في مرفأ السدر أكبر المرافيء النفطية في ليبيا.
وقال مسؤولون يوم امس الاول الخميس إن صاروخا أصاب صهريج تخزين في ميناء السدر النفطي بشرق ليبيا وسط اشتباكات بين فصائل مسلحة متحالفة مع حكومتين متنافستين للسيطرة على أكبر ميناء للتصدير في البلاد.
وذكرت أنباء ان اشتباكات جرت أيضا في مدينة سرت إلى الغرب من السدر وقال سكان إن ما يصل إلى 19 شخصا قتلوا فيها. ولم يتوفر مزيد من التفاصيل.
وأغلق السدر وميناء راس لانوف المجاور له منذ أن توجهت قوة متحالفة مع حكومة منافسة في طرابلس شرقا في محاولة للسيطرة عليهما.
وقال مسؤول في جهاز أمني متحالف مع الحكومة المعترف بها دوليا والتي تعمل من شرق ليبيا “أصيب صهريج لكن الضرر محدود”. وأضاف أن اشتباكات عنيفة وقعت في منطقة بن جواد غربي السدر حيث قال إن بعض القوات المنافسة تتمركز فيها.
واتهم المسؤول معارضين بإطلاق النار على الميناء من زوارق حاولت الرسو في السدر. وقال “دمرت القوات الجوية ثلاثة زوارق حاولت السيطرة على الميناء”.
لكن اسماعيل الشكري وهو متحدث باسم قوة منافسة نفى الأمر وقال إن الطائرات الحربية التابعة للطرف الآخر قصفت الميناء وقال إن قواته تتقدم من جميع الاتجاهات صوب ميناء السدر.
وذكر مسؤول بوزارة النفط أن النيران ظلت مشتعلة في الصهريج. وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سحابة من الدخان الكثيف تتصاعد. ولم تتوفر معلومات أخرى.
وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط إن القتال أدى إلى تراجع إنتاج ليبيا من النفط الخام إلى 352 ألف برميل يوميا. وأضاف أن حقول البريقة والسرير ومسلة والحقول البحرية هي فقط التي لا تزال تنتج الخام. وكان السدر وراس لانوف قادران على تصدير نحو 300 ألف برميل.
وتحاول المليشيات التي بدأت هجماتها على ما يعرف بمنطقة الهلال النفطي منذ نحو أسبوعين، السيطرة على هذه المنطقة التي تعد أغنى مناطق البلاد بالنفط.
وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت (500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس)، وتحوي المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى مرافئ السدر وراس لانوف والبريقة وهي الأهم في ليبيا.
وقال مصدر عسكري لفرانس برس إن “18 جنديا قتلوا خلال هجمات لمليشيات فجر ليبيا على سرت وما يعرف بمنطقة الهلال النفطي شرق البلاد، فيما أصيب خزان نفطي في مرفأ السدر النفطي بقذيفة صاروخية تسببت باشتعال النيران به”.
وأوضح أن “هجوما مباغتا شنه مسلحون تابعون لمليشيات فجر ليبيا الإسلامية التي تضم مقاتلين في أنصار الشريعة الخميس على حراس محطة الكهرباء البخارية غرب سرت والتابعين لكتيبة (الجالط) 136 مشاة التابعة للجيش وقتلوا 14 جنديا”.
وأضاف المصدر العسكري الذي طلب عدم ذكر اسمه إن “أربعة جنود آخرين من هذه الكتيبة قتلوا بعد اشتباكات دارت مع مليشيات فجر ليبيا بسبب هذا الهجوم المباغت”، فيما قتلوا أحد أفراد هذه المليشيات كرد فعل على الحادث بحسب مسؤول محلي.
واعلن متحدث باسم الجيش الليبي لاحقا مقتل اربعة جنود من حراس المنشآت النفطية في منطقة الهلال النفطي، فيما أكد مستشفى محمد المقريف في أجدابيا (160 غرب بنغازي) الحصيلة.
والكتيبة 136 مشاة (الجالط) هي إحدى الكتائب التابعة للجيش، لكنها مبنية في الاصل على أساس قبلي كون معظم عناصرها من قبيلة (الفرجان) وهم ابناء عمومة للواء خليفة حفتر الذي يقود منذ مايو عملية الكرامة العسكرية لـ“تطهير بلاده من الإرهاب” بحسب ما قال.
واستنكر مجلس الحكماء والشورى مقتل الجنود وطالب “كافة أبناء قبائل سرت بضبط النفس، وعدم الانجرار وراء الإشاعات، التي هدفها إثارة الفتن حتى تظهر نتائج التحقيق”.
وأعلن هذا المجلس والمجلس المحلي للمدينة “الحداد في المدينة ثلاثة أيام ترحما على أرواح هؤلاء الضحايا اعتبارا من الجمعة”، عقب تشييع القتلى فيما شنت الكتيبة هجوما على مركز لفجر ليبيا وقتلت أحد أفرادها.
في الأثناء، صدت وحدات الجيش المرابطة في “الهلال النفطي” هجوما عنيفا لميليشيات فجر ليبيا شنته على المنطقة من عدة محاور من بينها البحر والصحراء.
وقال علي الحاسي المتحدث باسم غرفة عمليات الجيش في الهلال النفطي إن “قوات الجيش صدت أمس هجوما على المنطقة حاولت من خلاله مليشيات فجر ليبيا السيطرة على مرفأ السدر النفطي”.
وأوضح أن “قوات المشاة المؤلف معظمها من حرس المنشآت النفطية، صدت الهجوم بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة، فيما أجبر سلاح الجو من خلال غارات مكثفة القوات المهاجمة على الانسحاب غربا باتجاه سرت وأعطبت ثلاثة زوارق بحرية هاجمت بها المرفأ من المياه المقابلة له”.
وقال الحاسي إن “الزوارق البحرية أطلقت عدة صواريخ باتجاه مرفأي السدر وراس لانوف وأصابت خزانا للنفط جنوب ميناء السدر بقذيفة صاروخية، وتسببت باحتراقه”.
وفي أول رد فعل رسمي، اعتبرت الحكومة الليبية المؤقتة أن الهجوم يشكل تطورا سريعا في طبيعة الصراع ويهدد الوحدة الوطنية لليبيا، وقد يجرها إلى حرب أهلية.
وقالت الحكومة في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه إن “الهجوم على الموانئ النفطية يفتح الطريق أمام سيطرة المجموعات الإرهابية على الموارد النفطية، ما يوفر لها دعما لتعزيز قدرتها كي تتمكن من شن المزيد من هجمات الإرهابية ، وهو أمر يهدد استقرار ليبيا ودول الساحل الأفريقي وبلدان الجوار بما في ذلك دول الساحل الجنوبي لأوروبا”.
واكدت انها “تضع المجتمع الدولي وعلى رأسه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ورئيسها برناندبنو ليون شخصيا ومجلس الأمن أمام مسؤولياتهم في اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية على مستوى مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية لإصدار مذكرات قبض دولية لمنع سيطرة الجماعات الإرهابية ممثلة في فجر ليبيا وكل من يمولها ويدعمها عسكريا وماليا وسياسياً لدرعهم عن مثل هذه الأعمال التي تهدد الأمن والسلم”.
وأكدت “ضرورة دعم وزارة الدفاع وتسريع إجراءات الموافقة على المشتريات من الأسلحة والمعدات العسكرية الضرورية لضمان تسليح الجيش الليبي حتى يتمكن من اجتثات الإرهاب”.
وفي بنغازي، خسر الجيش والقوات الموالية للواء حفتر مواقع مهمة في المدينة وتحديدا في منطقة الليثي معقل الجماعات الإسلامية المتشددة التي أحرقت في 24 ساعة نحو 45 بيتا لانصار حفتر فيما قتلت أكثر من 20 شخصا في أعمال اعدام انتقامية واشتباكات، بحسب مسؤولين عسكريين.
وقال مسؤول عسكري إن “مسلحين إسلاميين سيطروا على أجزاء كبيرة من منطقة الليثي جنوب وسط مدينة بنغازي وأقدموا على حرق نحو 45 بيتا لموالي الجيش واللواء حفتر فيما أعدموا نحو ستة أشخاص ذبحا، وقتلوا نحو 14 آخرين خلال الاشتباكات في الـ24 ساعة الماضية”.
وفي المنطقة الغربية قتل ثلاثة من عناصر “فجر ليبيا” في غارة جوية نفذها سلاح الجو بالجيش الليبي مساء الخميس استهدفت ضواحي مدينة الزاوية التي تقع على بعد 45 كلم غرب العاصمة طرابلس .
وقال مصدر في غرفة ثوار المنطقة الغربية التابعة لـ“فجر ليبيا” أن “طائرة حربية نفذت ضربة جوية استهدفت تجمعات لآليات عسكرية في منطقة بئر شعيب بالضاحية الجنوبية لمدينة الزاوية ما أسفر عن مقتل 3 أفراد” من هذه المليشيات المتمركزة في المنطقة.
من جهة أخرى، نجا علي الهوني وزير الإعلام في ما يعرف بحكومة الإنقاذ الوطني التي يرأسها عمر الحاسي والتي تسيطر على العاصمة طرابلس الخميس من محاولة لاغتياله.
وتتنازع السلطة في ليبيا التي يعصف بها الفلتان الأمني، حكومتان وبرلمانان منذ سيطرة “فجر ليبيا” على العاصمة طرابلس في أغسطس الفائت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى