في افتتاح المؤتمر الرابع للشركات العائلية بعدن..بحاح: الدولة تواجه تحدي استعادة دورها ومهام ثقيلة أمام الحكومة.. باهارون: منذ صدور قانون التأميم وحتى اليوم لم يعوض الملاك

> رصد/ محمد فضل فردوس العلمي

> قال المهندس خالد بحاح، رئيس مجلس الوزراء “إن الدولة تواجه تحدي استعادة دورها ووظيفتها”، مؤكدا أن مهام سياسية واقتصادية وأمنية ثقيلة أمام الحكومة.
رئيس الوزراء، وفي أول زيارة له لمدينة عدن عقب توليه منصبه، تحدث خلال افتتاحه بمعية محافظ عدن د.عبد العزيز صالح بن حبتور أمس (المؤتمر الرابع للشركات العائلية) قائلا: “ إن اليمن مايزال يواجه تحديات هائلة، والحكومة اليوم تتصدى لمهمة ثقيلة متعددة الأبعاد، السياسية والاقتصادية والأمنية، ونحتاج أكثر ما نحتاجه في هذه المرحلة إلى استعادة دور الدولة ووظيفتها، وأن نؤكد على أهمية التزام الجميع بالاتفاقات التي تنظم عملية الانتقال السلمي في هذا البلد بدءا من اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وانتهاء باتفاق السلم والشراكة”.
وأضاف المهندس بحاح: “الجميع في هذا البلد شركاء في المسئولية الوطنية، ومعنيون بخروج اليمن من هذا المأزق الذي يوجد فيه، والقطاع الخاص أكثر الأطراف أهمية ودوره أكثر حيوية.. لأن النشاط الاقتصادي ليس عملية منفصلة عن التزام رجال المال والأعمال بالمسئولية التي تبلورت فيما أصبح يطلق عليه المسئولية الاجتماعية، ومانريده مسئولية أوسع، مسئولية تجاه الوطن الذي يحتضن كل أبنائه ويتحقق تحت مظلته المعنى الحقيقي للمواطنة والشراكة الوطنية”.
وعن عدن قال رئيس الوزراء: “لقد آن الآوان من أجل أن نعمل جميعا ووفق رؤية مشتركة من أجل أن نعيد لهذه المدينة دورها ومكانتها الحضارية ووظيفتها الحيوية في إطار الاقتصاد الوطني والعالمي”.
رئيس الوزراء أثناء القاء كلمته في افتتاح المؤتمر
رئيس الوزراء أثناء القاء كلمته في افتتاح المؤتمر

وأكد بحاح “أهمية انعقاد أعمال المؤتمر الرابع للشركات العائلية في عدن”.
وقال: “بحضور هذا الحشد من ممثلي الحكومة والقطاع الخاص، هذا القطاع الحيوي الذي يعبر اليوم عن إدراكه لطبيعة المرحلة ويؤكد تفاعله مع توجهات الحكومة، والتي دفعت به إلى صدارة المسئولية الوطنية فيما يخص قيادة عملية التنمية وإحداث النهضة المأمولة في يمن يتطلع إلى مستقبل أفضل بعد تجاوز المنعطف الحاد الذي يمر به حالياً.
وإذ ينعقد هذا المؤتمر بمدينة عدن فذلك أمر يبرهن على وعينا جميعاً بأهمية هذه المدينة، بصفتها أهم مدن الموانئ في اليمن، بالنظر إلى موقعها الحيوي ودورها الاقتصادي الذي أدته عبر قرون من الزمن، وبما تمتعت به من مواصفات استثنائية بين مدن اليمن، بصفتها مستودع للتنوع في إطار الهوية الواحدة، ومدرسة النضال الوطني الأولى، ومنبعه ومستودعه، وهي كذلك حتى اليوم، ماتزال تقدم دروساً عن معاني الوطنية وعن معنى التنمية، وأتطلع إلى أن ترى فكرة “مؤسسة عدن التنمية البشرية” النور قريباً وأن تشكل أفقا رحباً للجميع لكي يدخلوا إلى الحياة من بابها الصحيح متسلحين بالمعرفة والتأهيل اللازم للاندماج في السوق وللحصول على الوظائف”.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالمؤتمر الرابع للشركات العائلية بعدن بقوله: “ينشغل مؤتمركم الموقر هذا، بالدور الحيوي الذي باتت تلعبه الشركات العائلية في تنمية القطاع الصناعي والتجاري وهو أكثر القطاعات حيوية ووعداً بالنمو والتطور وبالقدرة على توليد فرص العمل.. وفي الإطار ذاتة نتمنى أن يتبنى المؤتمر قضية مهمة تتعلق بتنمية الموارد البشرية التي هي في تقديري المدخل الاساس للنمو والتقدم، لأن التنمية البشرية تضمن موارد بشرية لديها القدرة على إدارة عجلة الانتاج وتعظيم القيمة المضافة في العملية الإنتاجية بمختلف مسؤياتها. وأقدر هذا الحرص وهذا الاهتمام الذي يبديه القطاع الخاص تجاه قضية وطن بكامله يعيش وضعاً استثنائيا.
من يسار الصورة وكيل محافظة عدن وبجانبه خبراء اقتصاديون
من يسار الصورة وكيل محافظة عدن وبجانبه خبراء اقتصاديون

وأتوجه بالشكر الجزيل لنادي الأعمال على إعداده وتنظيمه لهذا المؤتمر، وأتمنى أن يخرج بنتائج طيبة يمكن الاستفادة منها والبناء عليها خلال المرحلة المقبلة”.
وكان المؤتمر افتتح بكلمة رئيس نادي الأعمال اليمني الأخ فتحي عبدالواسع هائل، أكد فيها على أهمية انعقاد المؤتمر في عدن لما لها من دور تاريخي واقتصادي كمهد للشركات العائلية، موضحا أن إعادة الازدهار التجاري إلى عدن هدف المشاركون في المؤتمر من رجال المال والأعمال.
**عدن تاريخ..
أهمية مؤتمر الشركات العائلية في نسخته الرابعة تجسدت في استعراض تجارب تجارية وصناعية رائدة ولدت في عدن (المستعمرة البريطانية) وولد معها ازدهار اقتصادي لا مثيل له في المنطقة واحتل مراتب متقدمة على المستوى العالمي.
المؤتمر حظي بمشاركة فاعلة من رجال أعمال أجانب
المؤتمر حظي بمشاركة فاعلة من رجال أعمال أجانب

وفي هذا المحور من المؤتمر أثرى الباحث في تاريخ عدن بلال غلام الحضور بسرد تاريخي موثق بالمعلومات الغنية عن نشأة الحركة التجارية والصناعية في عدن، متطرقا إلى أشهر البيوتات التجارية التي بدأت أنشطتها التجارية والصناعية من الصفر وانطلقت صوب العالمية لما وجدته في عدن من فرص استثمارية فريدة عززها الموقع الاستراتيجي لميناء عدن على طريق الملاحة الدولية.
**باهارون (باسكو).. عدالة غائبة**
والحديث عن قصص النجاح الاقتصادي في عدن لابد وأن يفتتح دائما بأسرة آل باهارون..
وموجزها نبوغ أسرة في تأسيس مشروع هو الأضخم بمقومات وطنية وخلال فترة زمنية قصيرة، ويتجسد في إنشاء شركة طيران (باسكو) التي طالتها يد التأميم وبأصولها من طائرات ومعدات أسست الدولة شركة (عدن آيرويز) التي تحولت لاحقا إلى طيران اليمن الديمقراطي (اليمدا).
د. بن حبتور وأحمد سالمين خلال المؤتمر
د. بن حبتور وأحمد سالمين خلال المؤتمر

أسرة باهارون التي نحتت الصخر بأضافرها لتشييد صرح طيران (الباسكو) وأمم منها في لحظات دون وجه حق كغيرها من الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية الأهلية، لاتزال هذه الأسرة العريقة تجاريا وسياسيا أيضا حتى يومنا هذا دون أي تعويض يذكر عن ما تكبدته من ضرر مادي فادح.. وهو ما أكده الأستاذ علي حسن باهارون في مداخلته التي تناولت مشوار شركة طيران الباسكو منذ التأسيس وحتى التأميم وصولا إلى عدم معالجة الضرر الذي لحق بالملاك حتى يومنا هذا.
**توني بس.. حسرة لم تنتهِ**
ومن عاصمة الضباب لندن نقل الأستاذ أمين قاسم رسالة نجل رجل الأعمال الأشهر في تاريخ عدن (السير توني بس).
وحملت في طياتها فصول حكاية الشاب المغامر (توني) الذي قدم إلى عدن (المستعمرة البريطانية) في أوج شبابه، وما أدركته بصيرته التجارية الثاقبة من فرص واعدة في عدن خلال عمله في إحدى الشركات التجارية الأجنبية العاملة في المستعمرة، وما تلى ذلك من إنشائه أولى أعماله التجارية التي لم تلبث طويلا أن تحولت أمبراطورية تجارية وصناعية في نشاطات شتى ذاع صيتها في العالم.
رسالة اختتمت بألم وهي تؤرخ للحظة قضت على (هونج كونج الشرق – عدن) بجرة قلم أمضت سيف التأميم في جسد الاقتصاد العدني الحر ومعه انتهى وجود امبراطوية البس وباقي أهرامات الصناعة والتجارة بعدن، وهاجرت إلى ماوراء حدود عدن بآلاف الكيلومترات.. وماتبقى للمدينة وأهلها منذ ذاك وحتى اليوم الحسرة لا غيرها.
تجربة رجل الأعمال أمين قاسم سلطان في عدن أوجزها للمشاركين في المؤتمر نجله أ.د. أمين قاسم سلطان، موضحا مشوار من الكفاح الذي خاضه والده تكلل بإنشائه صرح تجاري وصناعي مرموق في عدن المستعمرة البريطانية ذات الاقتصاد الحر والميناء العالمي.
وكغيره من رجالات المال والأعمال في عدن صدم بمصادرة أصول مشاريعه التجارية والصناعية ودون أي تعويض يذكر ليغادر عدن صوب الشمال لا شيء معه سوى أسرته وأطفاله.

وهناك في الشمال بدأ مجددا من الصفر حتى استعاد بعضا مما سلب منه في عدن، لكن الأمر لم يلبث هناك حتى صدر قرار ترشيد الاستيراد، الذي وصفه بقرار ظاهرة إيجابي وباطنه خدمة مصالح فئة محدودة على حساب فقدان الشركات التجارية الأهلية لتوكيلاتها التجارية الأجنبية ما أصابها في مقتل.
واختتم بجملة وإن بدت عابرة إلا أنها حملت في طياتها عنوان رأسمال وطني يبحث عن قانون يحميه من جرات أقلام طالته مرة ومرات في الماضي القريب، بقوله: “صادروا أملاك والدي في عدن بقانون التأميم فانتقلنا إلى الحديدة وكافح من الصفر حتى يقف على قدميه، ومن ثم انتقلنا إلى صنعاء واستمر والدي في كفاحه لاستعادة مؤسسته التجارية فكان قرار ترشيد الاستيراد الذي سلبه معظم توكيلاته التجارية الأجنبية، ولا نعلم هل في الغد سنضطر للانتقال إلى صعدة”.
**توصيات المؤتمر..

مؤتمر الشركات العائلية الرابع في عدن تواصل عقب استعراض تجارب البيوتات التجارية والصناعية الرائدة بجلسة ثانية قدم فيها رجل الأعمال الأستاذ خالد عبدان واحد (الرؤية المستقبلية للشركات العائلية في ضوء مخرجات الحوار الوطني)، ومن ثم قدمت د. نجاة جمعان ورقة عمل بعنوان (دور الشركات العائلية في تنفيذ مخرجات فريق التنمية المستدامة).
واختتمت أعمال المؤتمر بفتح باب النقاش والاستفسارات، والتي تم الرد عليها من قبل الخبير الاقتصادي أ.د. داود الحدابي.
كما تم الإعلان عن تأسيس (مؤسسة عدن للتنمية) الهادفة إلى تأهيل الخريجين والعاملين في المجال التجاري بمايسهم في تعزيز نجاحهم.
وفيما يلي نص توصيات المؤتمر الرابع للشركات العائلية:
خلال استعراض تاريخ الشركات العائلية المؤممة في عدن
خلال استعراض تاريخ الشركات العائلية المؤممة في عدن

انطلاقاً من الدور الريادي لمدينة عدن كعاصمة اقتصادية للجمهورية اليمنية وحرصا من نادي الأعمال اليمني على تفعيل دور الشركات العائلية في التنمية الاقتصادية ينعقد المؤتمر الرابع للشركات العائلية في عدن بتاريخ 2014/12/27م وبرعاية كريمة من دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ خالد محفوظ بحاح.
وقد حضر المؤتمر أكثر من (300 مشارك) بمشاركة فاعلة ومكثفة من الحكومة وعدد من الوزراء وعدد كبير من سيدات ورجال الأعمال.
وقد تم افتتاح المؤتمر بتعريف بأنشطة وأعمال النادي وكلمة رئيس النادي الأستاذ فتحي عبد الواسع هائل وريبورتاج عن مدينة عدن وكلمة الراعي الرسمي للمؤتمر رئيس مجلس الوزراء الأستاذ خالد محفوظ بحاح.
تلى ذلك جلستين :
الجلسة الأولى رأسها الأستاذ الدكتور داوود الحدابي وتم عرض ثلاث تجارب لشركات عائلية بالإضافة إلى عرض تاريخي للشركات العائلية في مدينة عدن والتي مثلت مهد الشركات العائلية والتنمية الاقتصادية في اليمن.
الجلسة الثانية رأسها الأستاذ أحمد بازرعة و التي تم فيها عرض ثلاثة أوراق حول مستقبل الشركات العائلية ودورها في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بالإضافة إلى التحديات الداخلية للشركات العائلية.
خرج المشاركون في المؤتمر بالتوصيات التالية:
1- أهمية إعادة الدور الريادي والمكانة الاقتصادية لمدينة عدن “العاصمة الاقتصادية للجمهورية اليمنية” من خلال إعلان عدن منطقة حرة بتشريعات خاصة.
2- توصية الحكومة بإعادة الممتلكات المؤممة للقطاع الخاص في مدينة عدن لتعزيز الثقة بين الحكومة والقطاع الخاص وتشجيع الاستثمار الأمن اسهاماً في خلق فرص عمل وتعزيزاً للعمل التنموي اليمني.
3- سرعة تأسيس المجلس الاقتصادي من القطاع الخاص وبنسبة لا تقل عن 50 % والحكومة لتعزيز الشراكة الحقيقية والفاعلة بين القطاع الخاص المتمثل في الشركات العائلية للمساهمة في تعزيز عملية التنمية المجتمعية.
4- التوصية للحكومة بالتنسيق مع القطاع الخاص بإصدار قانون خاص بالشركات العائلية والمساهمة نتيجة لدورها الرائد في التنمية وضماناً لإستمراريتها ونمائها.
5- تحفيز الشركات العائلية للاهتمام بالعمل المؤسسي وتعليم وتأهيل الأجيال المستقبلية حتى تتمكن من إدارة الشركات العائلية بكفاءة وفاعلة.
6- تعميم الثقافة العائلية والمنظومة القيمية والأخلاقية للشركات العائلية منذُ الصغر لجميع أفراد العائلة وتعزيز التماسك الأسري والفهم المشترك وتوجيه عملية اتخاذ القرارات المستقبلية بالشركات العائلية لتطوير أدائها.
7- تشجيع مؤسسي الشركات العائلية للعمل من أجل أعداد الأجيال القادمة وتجنب بذر الصراعات والاختلافات أثناء حياتهم والعمل على تمكين أبنائهم من تحمل المسئولية بوجودهم.
8- الاستفادة من قصص النجاح والتحديات التي واجهت الشركات العائلية اليمنية بغرض تعزيز نقاط القوة ومواجهة التحديات من خلال إعداد دساتير واضحة وشفافة لجميع أفراد العائلة عبر الأجيال حتى تكون مرجعاً للجميع في تطوير العمل وحل الخلافات.
9- تم الإعلان عن أسيس مؤسسة عدن للتنمية البشرية.
حملة للتوعية بسرطان الثدي أقيمت على هامش المؤتمر
حملة للتوعية بسرطان الثدي أقيمت على هامش المؤتمر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى