أوصت قيادة المحافظة بمواجهة الاختلالات القائمة..دراسة ميدانية حديثة: الأهالي في 6 مديريات بتعز لا يثقون بالسلطات المحلية

> تعز «الأيام» فهد العميري

> كشفت دراسة ميدانية حديثة نفذت في محافظة تعز عن انخفاض كبير في ثقة المجتمعات بالسلطات المحلية وارتفاع مؤشرات النظرة السلبية لدور المرأة في العملية التنموية في المجتمع.
وصدرت مؤخرا دراسة ميدانية - حصلت «الأيام» على نسخة منها - نفذتها مؤسسة دار الإنصاف للعدالة والتنمية ومؤسسة إيجاد للتنمية ومؤسسة نداء للتنمية الإنسانية بدعم من برنامج الحكم الرشيد الممول من الحكومة الألمانية حول مشاركة شباب الريف في صناعة القرار المحلي بمحافظة تعز في مديريات (المعافر، مشرعة وحدنان، المواسط، مقبنة، شرعب السلام، الشمايتين).
وأوصت الدراسة السلطات المحلية بالمديريات الست المبحوثة بإعادة تقييم علاقتها بالمجتمعات المحلية وإعادة الاعتبار لدورها ومسؤولياتها تجاه المواطنين، وإيجاد قنوات اتصال مع الشباب والاهتمام بهم وتقديم العون لهم، باعتبارهم الفئة الأكثر فاعلية والأكثر ثقة من قبل المجتمع، والأكثر تعويلاً عليها في إحداث التغيير المنشود في المستقبل.
كما أوصت الدراسة السلطات المحلية بالاهتمام بفئة الشباب وإفساح المجال أمامهم للقيام بواجباتهم في خدمة مجتمعاتهم المحلية، وتمكينهم من لعب دور في المشاركة في العملية التنموية في مناطقهم، والعمل من أجل تأهيلهم والرفع من قدراتهم العلمية والمعرفية، واستثمار تفاعلهم نشاطهم حيويتهم وتوظيفها لتحقيق التنمية المنشودة في هذه المديريات.
وأشارت الدراسة إلى أن “المديريات الست تعاني من نقص في الخدمات وتحتاج إلى خمس خدمات رئيسية تشمل توفير مرافق صحية وطبيبات وتوفير الأدوية الضرورية للمرافق الصحية وتوفير مشاريع مياه ودعم الشباب والشابات في تنمية المجتمع وتوفير أشغال للأيدي العاملة”.
وبينت الدراسة المسحية أن “جميع المديريات تعاني من مشكلات مجتمعية على رأسها انتشار البطالة وارتفاع نسبة الفقر وبنسبة (28 %)، تليها مشكلتي الكهرباء والمياه بنسبة (16 %)، ثم تدني مستوى التعليم بنسبة (14.9 %)، والخدمات الصحية بنسبة (10.3 %)، ثم المواصلات بنسبة (7.9 %)”.
وذكرت نتائج الدراسة أن “طبيعة العلاقة القائمة فيما بين الجهات الرسمية والمجتمعات المحلية في المديريات الست في المحافظة مختلة وبمستوى منخفض من الثقة المتبادلة، وهذا بدوره أدى إلى تدني نتائج العملية التنموية في المجتمعات المحلية وتعثرها بل وفشلها”.
وكشفت الدراسة أن المرأة تواجه نظرة سلبية في مديريات مقبنة ومشرعة وحدنان من قبل المجتمع وسجلت مديرية مقبنة نسبة مرتفعة لنظرة المجتمع السلبية للمرأة بين المديريات المبحوثة الأخرى بنسبة (25.3 %) فيما جاءت مديرية مشرعة وحدنان بنسبة (22 %)، وبينت نظرة المجتمع للمرأة تسبب بانخفاض دور المرأة ومشاركتها في العملية التنموية في المديريتين.
وأوضحت الدراسة أن الأنشطة الثقافية في عموم المديريات الست المبحوثة سجلت شبه غائبة، ودعت أبناء المديريات والجهات الرسمية والسلطة المحلية إلى التنبه لمخاطر غياب التنمية الثقافية، وشددت على إيجاد معالجات مناسبة.
وذكرت نتائج الدراسة أن فئة الشباب في المديريات المبحوثة هي الفئة الأكثر فعالية في المجتمعات المحلية الريفية يليها فئة المتعلمين 55,8 %) من المشمولين يعتبروا الشباب الفئة الأكثر فعالية مقابل (14،5) ذكروا أن الفئة المتعلمة هي الفئة الأكثر فعالية، وقالت الدراسة: “إن النتائج لا تقلل من دور الفئة المتعلمة في تطور المجتمع، وأن فئة الشباب تقاس فعاليتها بمدى ما تملكه من أدوات معرفية وعلمية”.
وبينت النتائج أن المجتمع في مديريات (المعافر، مشرعة وحدنان، المواسط، مقبنة، شرعب السلام، الشمايتين) يضع ثقته بالشباب، ويعول عليهم مستقبلاً في تنمية مجتمعاتهم، حيث ارتفعت ثقة المجتمع بالشباب في العملية التنموية نسبة ( 88 %) من العينة المبحوثة، وأكد (28,2%) من العينة المبحوثة في المديريات ضرورة إشراك الشباب في تنمية مجتمعاتهم المحلية، و (22,9%) أن يكون للشباب دوراً في المشاركة في المجالات التعاونية والعمل بشكل جماعي، و ( 16,4%) طالب الشباب بتحمل مسئولياتهم تجاه الاهتمام بالتعليم والعمل من أجل رفع مستوى التحصيل العلمي في مناطقهم، وما نسبته (14,3%) بأن يكون لهم دور في التوعية المجتمعية والعمل بشكل طوعي.
وبحسب الدراسة أكد ( 28.5%) من المبحوثين أن “للمرأة دورا فعالا في مجتمعاتهم الريفية و (40.2%) دور متوسط ، وأن ( 14.7%) من المبحوثين أشاروا إلى غياب دور المرأة في المجتمع المحلي بالمديريات الست.
وسجلت الدراسة أن (15.9%) من العينات المبحوثة ينظر للمرأة بنقص، ولا يثق في قدراتها ولا يعول عليها في لعب أدواراً تنموية.
مسيرة الحياة تعز صنعاء ديسمبر 2011
مسيرة الحياة تعز صنعاء ديسمبر 2011

وقالت الدراسة: “إن النتائج لا تلغي إمكانية استعداد المجتمعات لتغيير النظرة السلبية تجاه المرأة المساهمة ودفعها للمشاركة في تنمية مجتمعها، والانخراط في مختلف الأنشطة وتحمل مسؤولياتها، كما لا يلغى قدراتها الكامنة في حالة أن حظيت بالرعاية والاهتمام، وتحصلت على العناية اللازمة والقدر الكافي من التعليم والإعداد الجيد والتنشئة المناسبة”.
وحول دور المرأة التنموي في المديريات المبحوثة تفاوتت النسب بين مديرية إلى أخرى وسجلت مديرية الشمايتين النسبة الأعلى في بنسبة (43 %) وأوصت الدراسة بالحفاظ على هذا المستوى وتشجيعه والعمل على مضاعفته، بمزيد من الرعاية والاهتمام.
وجاءت مشاركة المرأة في التنمية المجتمعية في مديرية المعافر في المرتبة الثانية بنسبة 28.7 % وأوصت الدراسة الجهات المعنية والأهالي والشباب تحديدا إلى مضاعفة تشجيع المرأة، حيث تتمتع مديرية المعافر بمخزون من التقاليد الثقافية التعاونية، ولها تاريخ عريق في الاشتغال في مجال العمل الخيري، وتشجيع المرأة على المشاركة.
وكما سجلت مديرية المواسط أن للمرأة فعالية بنسبة 27 %، يليها مديرية مقبنة بنسبة (25.3 %)، ومشرعة وحدنان بنسبة 24 %، وتأتي في الترتيب الأخير مديرية شرعب السلام.
وقالت الدراسة: “إن المرأة في مديريتي مقبنة ومشرعة وحدنان تواجهان نظرة سلبية من قبل المجتمع، وهو الأمر الذي يفسر انخفاض دور المرأة في العملية التنموية في المديريتين”.
ووفقا لنتائج الدراسة فقد سجلت مديرية مقبنة النسبة الأعلى لرفض المجتمع مشاركة المرأة وانخراطها في العملية التنموية بنسبة (25.3 %)، وتلتها مديرية مشرعة وحدنان بنسبة (22 %)، وأوصت الدراسة بإيلاء هاتين المديريتين اهتماما خاصاً فيما يتعلق بالتوعية المجتمعية فيهما عبر برامج تستهدف أهالي المديريتين للتوعية بأهمية دور المرأة وأهمية مشاركتها وتمكينها، وتغيير النظرة السلبية تجاهها.
كما أوصت الشباب والشابات والفئة المتعلمة في المنطقة والمجالس المحلية، والشخصيات الاجتماعية، و منظمات المجتمع المدني توعية المجتمع بمشاركة المرأة اهتماما خاصا، وتأهيل الشباب للقيام بهذه المهمة بصورة مستمرة وجادة.
وشددت توصيات الدراسة على إيلاء تشجيع المرأة للعمل والانخراط في التعليم منذ الصفوف التعليمية الابتدائية الأولى وحتى الجامعة، والعمل على إنشاء مراكز محو الأمية، وتشجيع النساء التي تعذر التحاقهن بالتعليم على الانخراط فيها، ووضع المزايا لاستقطاب المرأة الأمية وجلبها إلى هذه المراكز.
وذكرت نتائج الدراسة أن طبيعة العلاقة القائمة فيما بين الجهات الرسمية والمجتمعات المحلية في المديريات الست في المحافظة مختلة وبمستوى منخفض من الثقة المتبادلة، وهذا بدوره أدى إلى تدني نتائج العملية التنموية في المجتمعات المحلية وتعثرها بل وفشلها.
وسجلت الدارسة نتائج مخيبه للآمال لدى الغالبية ممن شاركوا في الاستبيان الذين أكدوا أن الجهات الرسمية في الغالب لا تستجيب لاحتياجات ومتطلبات المواطنين فقد كانت درجة الاستجابة من قبل الجهات الرسمية لمطالب المواطنين سيئة بنسبة إجمالية متوسطة قدرت بـ( 64,4%) مقابل (26,7%) بدرجة مقبول.
وتتفاوت هذه النسب من مديرية إلى أخرى فهي في مديريتي المعافر والشمايتين الأعلى في درجة عدم الاستجابة بنسبة 72.3% للمعافر، و(70%) للشمايتين، وتراوحت النسب في مديرية شرعب السلام نسبة 67%, و65% لمديرية مقبنة، و60% لمديرية مشرعة وحدنان، بينما جاءت عدم الاستجابة في مديرية المواسط بنسبة (52%).
وذكرت الدراسة أن تدني مستوى استجابة الجهات الرسمية لاحتياجات ومتطلبات المواطنين حقيقة معاشه وواقع ملموس يتضح من خلال تدني الخدمات - إن وجدت - وعدم توفرها من جهة ثانية في هذه المديريات.
وبالرغم مما عبر عنه المواطنون – حسب الدراسة - من عدم استجابة الجهات الرسمية لاحتياجاتهم أقروا في الوقت نفسه أن تعاون الأهالي مع الجهات الرسمية هو الأنجح، مما يعني أنهم يحبذون التعاون مع الجهات الرسمية ويرغبون فيه، وينظرون إليها بشكل إيجابي ومتفائل، فيما لو وجدوا آذاناً صاغية تستمع إليهم، وتتفاعل مع مطالبهم وقضاياهم فإنهم سيكونون عوناً للجهات الرسمية في تنفيذ برامجها وخططها.
وأبدى الأهالي استعدادهم في المشاركة في أي برامج أو مشاريع تنموية، وبنسبة (94,8%).
ووفقا للدراسة فإن الأهالي في مديرية مقبنة أعربوا عن استيائهم من ضعف تعاون السلطات المحلية مع قضاياهم وعدم الاكتراث لحل مشاكلهم بنسبة 80،2% يليها مديرية شرعب بنسبة 75%، حيث تعاني مديرية شرعب إلى جانب المشاكل الأخرى من تفاقم مشكلة الثأر، وتزايد النزاعات والخصومات فيما بين الأهالي، ولا تجد بالمقابل من يقوم بفض هذه النزاعات، ولا يجد الأهالي من ينصفهم من ظلم بعضهم للبعض الآخر ما يؤدي إلى تفاقم المشاكل واستفحالها، وانتشار ظاهرة الثأر.
ووفقا لنتائج الدراسة فإن تعاون السلطة المحلية في مديريتي المعافر، والشمايتين، سجل حضور بنسبب متقاربة ( 71,8% ) للمعافر، و(71%) للشمايتين، مع اختلاف المشاكل والقضايا في المديريتين، أما مديرية مشرعة وحدنان فقد سجلت ضعفاً في مستوى تعاون الإدارة المحلية بنسبة (65%) يليها في الترتيب الأخير مديرية المواسط بنسبة (58%)، وهي المديرية التي تسجل أقل النسب في مستوى تعاون الإدارة المحلية في حل مشاكل المواطنين.
وتشير الدراسة إلى أن الإدارة المحلية في هذه المديريات لا توفر المتطلبات اللازمة للمواطنين وبنسبة (69%) ممن أجابوا بـ (لا )، مقابل ( 27,3%) أجابوا بـ( إنها توفرها إلى حد ما) مما يعد مؤشراً على عدم قيام الإدارة المحلية في هذه المديريات بواجباتها تجاه المتطلبات الخدمية للمواطنين، كما يعد هذا تقييماً لأداء عمل ونشاط الإدارة المحلية من قبل الأهالي مما يجعل من الأهمية لفت نظر قيادات ومسؤولي الإدارات المحلية في هذه المديريات إلى الوقوف بجدية أمام هذه النتائج، والعمل بالشكل الذي من شأنه تحسين أدائها، وتوطيد علاقاتها بالمجتمعات المحلية، واستعادة الثقة المفقودة لدى الأهالي بها،
كما سجلت عدم الثقة بأداء الإدارة المحلية لأعمالها نسبة ثقة متدنية فقد عبر ما نسبته 68,8% من الأهالي أنهم لا يثقون بالإدارة المحلية في أداء أعمالها، بينما ترتفع هذه النسبة في بعض المديريات فمديرية مقبنة تسجل النسبة الأعلى، حيث بلغت النسبة (82.4%)، كذلك شرعب السلام بنسبة (72%) والمعافر بنسبة (56,3%) ومشرعة وحدنان بنسبة (68%)، والشمايتين بنسبة (64%)، والمواسط بنسبة (61%).
وأوصت الدراسة قيادة المحافظة إلى التنبه إلى ما تشير إليه الدراسة من نتائج، والعمل على استعادة الثقة المفقودة لدى الأهالي بالإدارة المحلية، ومعالجة الاختلالات القائمة، والبحث عن مكامن هذه الاختلالات وأسبابها، والعمل على الرقي والتطوير لهذه المؤسسات القيادية التي تتولى إدارة دفة المجتمعات المحلية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى