الذكرى الثانية لرحيل الشهيد العميد فضل محمد جابر (الردفاني)

> محمد فضل عبدالكريم

> تمر علينا الذكرى الثانية لرحيل الشهيد العميد فضل محمد جابر (الردفاني) القائد العسكري والسياسي، قائد محور ثمود الذي اغتالته أيادي الغدر والخيانة وعديمي الضمير والإنسانية صبيحة 25 ديسمبر 2012م وعلى مقربة من بوابة وزارة الدفاع اليمنية، تلك الأيادي الآثمة التي تمولها وتقف وراءها قوى متنفذه وتحميها وتمولها، والتي ظلت تتآمر على اغتيال الكوادر الجنوبية والقادة العسكريين والمدنيين منذ العام 90م عند قيام الوحدة المغدور بها، وحتى اللحظة، لقد أقدمت تلك العناصر الإجرامية على اغتياله رغم أنه كان يمشي وحيداً ومترجلاً واثقاً من نفسه (واثق الخطوة يمشي ملكاً) لأنه لم يقترف أي ذنب بحق أحد، بل قضى جل عمره في خدمة الناس والوطن منذ ريعان شبابه، وكان ودوداً ومتواضعاً ومحباً للناس ومرحاً ولبقاً في حديثه مع الآخرين مما كسبه حبهم له، كما أنه كان شاعراً إلى جانب ملكته السياسية والعسكرية وشجعاته المعهودة، ونظراً لدوره في نشاط عمله فقد تلقى العديد من الدراسات التأهيلية، وشغل العديد من المناصب القيادية العسكرية والسياسية، فقد التحق في سلك الشرطة الشعبية (الأمن العام) عام 67م، ومن ثم انظم إلى جانب زملائه من الشرطة إلى القوات المسلحة لواء 22 في العام 69م وشغل مسئول الإمداد والتموين في إحدى الكتائب للواء، ثم التحق في الكلية العسكرية الدفعة الثالثة في العام 73/75م وتخرج منها برتبة ملازم، وعين ركن تدريب لإحدى الكتائب، وفي العام 79م التحق بدوره لمدة عام في معهد باذيب للعلوم الاجتماعية، وبعد تخرجه عين نائب سياسي للواء 25 مشاه منذ تخرجه وحتى العام 81م، حيث التحق بدورة أخرى لمدة عامين في معهد باذيب وتخرج في العام 83م، وعين كبير الموجهين السياسيين في المحور الأوسط حتى عام 90م.
في العام 91/93م بعث لدورة عسكرية لمدة عامين في جمهورية مصر العربية للقادة والأركان، وتخرج منها بامتياز، وبعد تخرجه عين قائدا لمقر القيادة لفرع القوات المسلحة (الفتح/ عدن) حتى العام 1994م.
في العام 95م عين ركن تدريب للمنطقة الشرقية ثم عين أركان حرب في نفس المنطقة في العام 2004م ومن ثم قائد لمحور ثمود عام 2005م وحتى استشهاده.
القائد الحبيب الشهيد أبوسامي، أمين، بكيل لقد تم اغتيالك بأيادٍ منحطة السلوك، وبعيدة كل البعد عن القيم المجتمعية والأخلاقية والدينية، وبدعم أسيادهم وزبانيتهم الذين جبلوا على السلب والنهب وسفك دماء الأبرياء والقيادات الشجاعة التي تقف في طريقهم، وذلك بهدف السيطرة وخلخلة الأمن والكسب غير المشروع، وتبني الإرهاب لهذا الغرض غير أن مثل هؤلاء وكما عودنا الزمان مصيرهم مزبلة التاريخ، وأما الشهداء سيظل تاريخهم ناصع البياض.
شهيدنا البطل لقد غبت عنا جسداً، ولكنك ما زلت معنا روحاً ووجداناً بذاكرة عطرة بأعمالك الجليلة، وخدماتك الخيرة للناس، ودعمك للبسطاء، وشجاعتك المعهودة، فأنت أيها الشهيد ومن أمثالك الميامين الذين وهبوا حياتهم دفاعاً عن الحق من أجل حياة حرة كريمة.
وكما قال أحد الفلاسفة “العظماء يموتون كالأشجار المثمرة الواقفة وجذورها متعمقة في الأرض لتنبت أشجارا أخرى مثمرة” وها أنتم قد خلفتم أعمالا جليلة ومجيدة لتخلق أجيالا مجيدة تسير على نفس خطاكم، وإن غداً لناظره قريب، المجد والخلود لك أيها الشهيد ولمن سبقوك ومن سيلحقون بكم على نفس الطريق إلى جنة الخلود الأبدية - بإذن الله تعالى - مع الصديقين الأبرار.
**محمد فضل عبدالكريم**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى