قضايا تربوية

> عبدالرحمن دحمان

> (القضية الأولى: التسرب المدرسي):
• ما أشاهده عند ذهابي إلى العمل كل صباح عند جنبات الطرقات والأزقة طلاب مدارس متسربين بزيهم المدرسي، حضروا إلى المدرسة لتأدية واجب الطابور الصباحي، ولا يدخلون الصفوف الدراسية، بل يعودون من حيث أتوا، تشعر أن هذه الآفة أصبحت مرضاً سرطانياً لا يمكن استئصاله إذا لم يتكاتف الجميع لحل هذه المشكلة، ونقول مسؤولية مَنْ؟ ، فهي مسؤولية الجميع وبدون استثناء، وذلك لضعف شخصيته الإدارة المدرسية (والتي يتم اختيارها لمعايير حزبية، وليس حسب الكفاءة) أولاً، وغياب دور الأسرة في المتابعة والبحث عن غياب ابنها، وبرزت في السنوات الأخيرة فقدان العلاقة بين المدرسة والأسرة، وكذا غياب اللوائح والأنظمة الصارمة للحد من مثل هذه الحالات، وكثافة المقررات الدراسية التي أصبحت عامل طرد وليس عامل جذب، مما تحتويه من حشو لا تتماشى مع القدرات العقلية للطالب، إضافة إلى انعدام الأنشطة اللاصفية التي أصبحت معدومة في مدارسنا، وهذه الظاهرة أكثر استفحالاً بين طلاب مدارس الثانوية.. وبإذن الله سيكون لنا حديث شامل عن التسرب المدرسي في المرة القادمة.
(القضية الثانية: ترميم المدارس):
• عانى الكثيرون من أولياء الأمور من تنقلات أولادهم إلى مدارس بعيدة عن مساكنهم بسبب السياسة الخاطئة لمكتب التربية والتعليم بعدن، وذلك ما يحصل مع بداية كل عام دراسي أو أثنائه عندما تبدأ عملية الترميم في المدارس وتأهيلها، حيث بهذا الأسلوب الخاطئ تتعطل الدراسة في المدارس المرممة، ويتم تحويل طلاب تلك المدارس إلى مدارس أخرى، والتي بدورها يتعطل فيها اليوم الدراسي، والذي يتم تقليص الحصص الدراسية إلى ثلاث فترات نتيجة لوجود مدرستين في مدرسة واحدة، (2×1).
لا ندري لماذا يتم اختيار هذه الفترة، ولم يتم أثناء الإجازة الصيفية، فكثيراً ما نسمع عن أعذار ومبررات واهية، فتارة يقال لنا لعدم استكمال إجراءات المناقصة، وتارة أخرى عرقلة المخصصات المالية الخاصة بالمقاول من قبل مكتب المالية بعدن، أو الوزارة بصنعاء... وهلمَّ جرا من الأعذار، والطامة الكبرى التي تظهر ما بعد الترميم في فترة وجيزة، تبرز إلى السطح عيوب فنية وهندسية ما تم ترميميه، فتظهر التشققات مرة أخرى في الصفوف الدراسية، إضافة إلى بروز أملاح على جوانب الجدران، وكذا التلاعب بمواصفات الطلاء، وغيرها من العيوب الفنية، وكأن ما تم صرفه (الملايين من الريالات) يذهب أدراج الرياح، ولا يوجد من يحاسب من.. ونقول الحقيقة إن هناك غشا وفسادا وتقاسما في مخصصات الترميم بين الأطراف المشتركة.
(القضية الثالثة: ظاهرة غير مستحبة):
• عندما يمر المرء من أمام بوابات مدارس التعليم الأساسي، أو الدخول إلى المدرسة، سيجد طابوراً من الأمهات جالسات خارج المدرسة أو داخلها، وذلك خوفاً على أولادهن حديثي الالتحاق بالمدرسة أي (سنة أولى).. وهذه الظاهرة تسبب ازعاجاً وارباكاً للإدارة المدرسية ومعلمي الصفوف الدنيا، الذين ينزعجون من تواجدهن، بسبب تدخلاتهن في شأن مهام الإدارة والمعلم.
وعندما استفسرنا عن ذلك قيل لنا بأن الأم تخاف على ابنها حتى لا يأتي طليقها لأخذه، كما قيل بأن ابنها الوحيد وتخاف عليه من أي مكروه في المدرسة أو في الشارع.. وهكذا من المبررات.
نقول لهؤلاء الأمهات المتواجدات أمام بوابات المدرسة، وهي ظاهرة غير مستحبة، أعطوا الثقة لابنائكن، واتركوهم يعيشون عالم الطفولة.. نقول اقتدوا بأمهاتكن عندما كنتم تلميذات، وهن في البيوت، ولا يحضرن إلى المدرسة.
**عبدالرحمن دحمان**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى