الحب .. وحده لا يكفي

> أنور حسن فرحان

> “الحب يصنع المعجزات” مقولة لطالما ترددت على مسامعنا، فعندما نحب نشعر أننا نستطيع فعل المستحيل من أجل من نحبهم ونتخطى كل الحواجز والعقبات، ونصنع المعجزات التي انتهى زمنها للوصول لمن نحب..
ولكن هل الحب وحده أصبح يكفي في هذا الزمن؟.
سؤال أجزم بأن إجابته (لا).. ليس لأن الحب أصبح معدوما في زمننا هذا، بل لأنه أصبح عملة نادرة نبحث عنها في كل مكان كي نشتري بها مشاعر الآخرين التي أصبحت تباع بأرخص الأثمان.
ولكن يا للأسف فإن الخيانة والغدر أصبحا من أبرز سمات هذا العصر الذي لوثه البشر بأفعالهم البشعة وأقوالهم القاسية وتعاملهم المريب فيما بينهم، حيث لا يوجد أسوأ من أن تبحث عن الحب، وإننا في أمس الحاجة إليه ولا تجده كي يواسيك في محنتك في غضبك في وجعك وفي جميع حالاتك.
والأسوأ من هذا كله أن تجده بعد عناء طويل، ولكنه لا يكفي ليكمل ما نقص من مشاعرك، فالحب وحده لا يكفي ليشفي جراح الماضي ووجع الحاضر وهاجس المستقبل.
الحب وحده لا يستطيع أن يصنع شيئا طالما لا يحمل معه الاحترام والوفاء والتقدير وكل الصفات والأشياء الجميلة فيكون حب مع وقف التنفيذ.
لا نستطيع أن نبادله الآخرين لأننا لسنا متأكدين من أنه نقي بما فيه الكفاية وطاهر وخالٍ من كل ما يعكر صفوه، وهنا مشكلة أخرى علينا أن نعيد البحث عن هذه الأشياء الأخرى كي نكمل بها الحب، وأصبح هذا الشيء بحد ذاته صعبا للغاية ما لم يكن مستحيلا، وذلك لأننا نحيا في زمن الكذب لم نعد نعرف حقيقة مشاعر الآخرين أهي صادقة أم كاذبة؟!.
لم نعد نعرف حتى أن أنفسنا تريد أن تحب أم أنها لم تعد تريد شيئا سوى العيش بسلام بعيداً عن كل شيء حتى مشاعرها.
لقد وصلنا لوضع لا نحسد عليه، كل شيء أصبح مزيفا يخلو من طبيعته من براءته من كل شيء جميل فيه..
لا نريد أن نفكر بالبحث عن الحب وعن من سيهدينا إياه لأننا على يقين أن هذه الأشياء على وشك الزوال وسط كل الأحداث الحاصلة من حولنا، كل شيء أصبح يتم بالقساوة والصلابة، والمشاعر تجمدت، والقلوب باتت كالحجر، بل أشد قسوة.
للأسف هذا حالنا وهذا ما توصلنا إليه، فالحب وحده لا يكفي أبداً هذه الأيام ولا يسد رمق الحياة الصعبة التي نعيشها الآن، فعلينا أن نبحث إلى جانبه على أشياء أخرى علّها تُحيي فينا أشياء ماتت منذ زمن.
**أنور حسن فرحان **

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى