وَهْمُ القفز إلى السلطة

> د. حسين لقور بن عيدان

> زمان القفز إلى السلطة رغما عن الجماهير ومشاركة كل القوى السياسية الجنوبية ولّى، ولن يعود.
اليوم وقد مرة ستة أيام على نهاية عام مر صعبا ومريرا بالدم والدموع على شعبنا الجنوبي رغم كل التقدم الذي طرأ على وضع القضية الجنوبية إقليميا ودوليا إلا أننا مازلنا أمام معضلة أساسية، تلك المتعلقة بتمثيل القضية بما يتناسب وطموح شعبنا وكذلك لما تقتضيه متطلبات العمل السياسي في المحيط الإقليمي والدولي.
هناك مشاريع كثيرة تطرح في الساحة الجنوبية، وجلها يفتقر إلى أساسيات حتى إدارة مؤسسة صغيرة نظرا لغياب أية رؤية مستقبلية وخارطة طريق واضحة تحدد الغاية والأهداف التي تقود إلى تحقيق تلك الرؤية.
إخوتنا في المجلس الأعلى للتحرير والاستقلال ينفخون في شعارات براقة تغري الإنسان البسيط، ولكنها في الأخير تصيبه باليأس والإحباط لأنهم لا يجيدون غير رفع شعارات تلهب حماس ومشاعر البسطاء من الناس دون أن يكون لهم رؤية موضوعية تأخذ بعين الاعتبار الكثير من المؤثرات على قضية شعبنا.
للأسف الإخوة هنا يعتقدون أنهم سيقفزون إلى السلطة مثلما جرى في غفلة من الزمن في العام 1967م متناسين أنه في تلك الفترة كان هناك جيش وطني وقوات أمن وطنية ومؤسسات دولة في العاصمة عدن وفي المكلا وسائر أرض الجنوب تحتكم للنظام والقانون، سلمت لهم طواعية بفعل فاعل مهيمن وقوي ليس هنا مقام التطرق إليه.. مما سهل لهم القفز إلى كراسي الحكم وطرد باقي القوى الوطنية الجنوبية بالقتل والتشريد. اليوم تغير الوضع على الأرض ولم يعد كذلك.
تيار الفيدرالية من إقليمين والمزمنة والتي يتبعها استفتاء على البقاء في الوحدة أو الخروج منها هو أكثر هذه التيارات موضوعية، فهو على الأقل يعرف ما يريد ويعرف على ماذا سيكون السير في هذا الاتجاه.
الإخوة في المؤتمر الجامع يريدون جمع الأطراف بهدف خلق قيادة موحدة تسير وفقا لبرنامج يتفق عليه الجميع يأخذ بعين الاعتبار المواقف الدولية والإقليمية، ويمكن أن يتم خلال المؤتمر وضع تصور نهائي للسير بالقضية الجنوبية نحو تحقيق هدفها، المهم أن يكون هناك اتفاق من قبل الأغلبية عليه.
الإخوة الذين يؤيدون الأقاليم الستة رغم إمكاناتهم والقوة التي تسندهم إلا أن نفوذهم في الشارع الجنوبي ليس كبيرا، ولكن يجب أن يكونوا جزءا أصيلا من العملية الوطنية في الجنوب.
**د. حسين لقور بن عيدان**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى