مقتل 12 على الاقل في باريس بعد إطلاق نار بمقر صحيفة فرنسية

> باريس «الأيام» رويترز

> اقتحم مسلحون ملثمون مقر صحيفة اسبوعية ساخرة في باريس معروفة بانتقاد التشدد الاسلامي مما أدى إلى مقتل 12 شخصا بينهم ضابطا شرطة في أسوأ هجوم يشنه متشددون داخل فرنسا خلال العقود القليلة الماضية.
وأظهرت لقطات فيديو رجلا خارج المبنى يلوح بسلاحه ويهتف "الله أكبر". وبعد تردد دوي عشرات الطلقات شوهد مهاجمان يغادران الموقع بهدوء. وشوهد رجل شرطة والرصاص يطلق عليه وهو يرقد مصابا.
وقال وزير الداخلية برنار كازنوف إن المهاجمين كانوا ثلاثة.
وقال مسؤول في نقابة الشرطة إن المهاجمين ما زالوا طلقاء ويخشى وقوع مزيد من الهجمات.
وأعلنت الحكومة رفع درجة التأهب في البلاد إلى أعلى مستوياتها وعززت اجراءات الأمن في مراكز النقل والمواقع الدينية والمكاتب الاعلامية والمتاجر الكبيرة مع استمرار البحث عن المهاجمين.
وصحيفة شارلي إبدو الأسبوعية معروفة بإثارة الجدل بسبب الانتقادات الساخرة التي توجهها للزعماء السياسيين والدينيين وسبق أن نشرت رسوما مسيئة للنبي محمد.
وسخرت آخر تغريدة على حسابها على موقع تويتر من أبو بكر البغدادي زعيم الدولة الإسلامية المتشدد الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
وهرع الرئيس فرانسوا أولوند الذي سيوجه كلمة للأمة عبر التلفزيون الساعة 2000 (1900 بتوقيت جرينتش) إلى موقع الهجوم الذي يبدو أنه تم التخطيط له بعناية. ودوت أصوات ابواق عربات الشرطة والأسعاف في انحاء المدينة.
وقال اولوند "ارتكب اليوم في باريس عمل من اعمال الهمجية التي لا توصف." واضاف "اتخذت اجراءات للعثور على المسؤولين.. سوف يطاردون مهما كان الثمن حتى الامساك بهم وتقديمهم للعدالة."
وتظهر لقطات فيديو قصيرة لأحد الهواة بثتها محطات تلفزيون فرنسية رجلين ملثمين خارج المبنى. ويشاهد أحدهما رجل شرطة يرقد مصابا على الأرض فيندفع اليه ويصوب اليه بندقية ليقتله بالرصاص من مسافة قريبة.
ويتوجه الرجلان بعد ذلك الى سيارة سوداء. ويلتقط أحدهما بلا مبالاة حذاء متروكا على الأرض ثم ينطلقان بالسيارة.
وفي مقطع آخر على محطة تلفزيون (إي تيليه) يسمع الرجلان يهتفان بالفرنسية "قتلنا شارلي ابدو. انتقمنا للنبي محمد."
ونقلت صحيفة فان مينوت (20 دقيقة) اليومية عن شاهد قوله إن أحد المهاجمين صاح قبل دخول السيارة "قولوا للاعلام انها القاعدة في اليمن".
مشهد من اخراج القتلى من داخل مبنى الصحيفة
مشهد من اخراج القتلى من داخل مبنى الصحيفة

وقالت الشرطة إن المسلحين فروا شرقا باتجاه ضواحي باريس وتخلصوا من سيارتهم في منطقة سكنية. وخطفوا بعدئذ سيارة أخرى قبل ان يصدموا أحد المارة ويختفوا.
وقال مسؤول نقابة الشرطة روكو كونتنتو "يوجد احتمال لهجمات أخرى ويجري تأمين مواقع أخرى."
وقبيل الغروب كان وجود الشرطة في وسط باريس أكثر كثافة بدرجة كبيرة. وشاهد مراسل لرويترز مجموعات من الشرطة المسلحة تقوم بدوريات حول المتاجر الكبيرة في منطقة التسوق وتواجد رجال أمن مسلحون خارج قوس النصر.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الذي تربطه بفرنسا علاقات وثيقة بالفرنسية وهو يدين الهجوم.
وقال البيت الأبيض إن فرنسا من اقوى حلفاء الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية لكنه اشار الى انه لم تتضح بعد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وندد الرئيس الأمريكي بارك أوباما بإطلاق النار ووصف الأمر بأنه هجوم إرهابي ضد حليفته فرنسا.
وعرض أوباما مساعدة من الولايات المتحدة بعد الهجوم الذي فر منفذوه وقال في بيان "نحن على تواصل مع المسؤولين الفرنسيين وأمرت إدارتي بتوفير أي مساعدة لازمة للمساعدة في إحالة هؤلاء الإرهابيين للعدالة."
وأدان الأزهر الهجوم ووصفه بأنه عمل إجرامي.
وقال في صفحته الرسمية على فيسبوك "(الأزهر) الشريف يدين الهجوم الإجرامي المسلح على مقر.. (الصحيفة) الفرنسية."
وأصيب 20 شخصا آخرين في الهجوم منهم اربعة أو خمسة في حالة خطيرة. ووصف مسؤول نقابة الشرطة كونتنتو المشهد داخل المكاتب بأنه "مذبحة".
وقتل عشرة من العاملين في شارلي ابدو في الهجوم. وقالت مصادر في الصحيفة إن القتلى بينهم جان كابو المشارك في تأسيسها ورئيس التحرير ستيفان شاربونييه.
ونقلت قناة اي تيليه التلفزيونية عن شاهد يدعى بنوا برينجيه قوله "دخل ملثمان المبنى وهما مسلحان بكلاشنيكوف...وبعد دقائق قليلة سمع دوي إطلاق نار كثيف."
آثار الهجوم داخل الصحيفة
آثار الهجوم داخل الصحيفة

وفي لقطات فيديو صورها الصحفي مارتان بودو من سطح مبنى قرب مكاتب الصحيفة أمكن سماع رجل يصيح "الله أكبر" ثم أعقب ذلك صوت ثلاث أو اربع طلقات.
وتعرض مقر شارلي إبدو لهجوم بالقنابل الحارقة في نوفمبر تشرين الثاني 2011 بعد أن نشرت الصحيفة رسما مسيئا للنبي محمد على الغلاف.
وعززت فرنسا العام الماضي قوانين مكافحة الارهاب ورفعت درجة التأهب الأمني بالفعل بعد دعوات أطلقها متشددون إسلاميون العام الماضي للهجوم على مواطني فرنسا ومصالحها ردا على ضربات تشنها باريس على معاقل للإسلاميين في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال حسن الشلغومي إمام مسجد درانسي في ضاحية سين سان دنيس في شمال باريس "أنا غاضب جدا. هؤلاء مجرمون همجيون. باعوا ارواحهم للجحيم. هذه ليست حرية. هذا ليس اسلاما واتمنى ان يخرج الفرنسيون متحدين بعد كل هذا."
وانتشر عشرات من افراد الشرطة وخدمات الاسعاف في الموقع مع تأمين الشرطة لمنطقة واسعة حول موقع اطلاق النار حيث رأى مراسل لرويترز سيارة مليئة بثقوب نتيجة اطلاق رصاص.
وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ضمن الزعماء الاوروبيين الذين ادانوا اطلاق النار.
وقالت "هذا العمل الشائن ليس مجرد هجوم على أرواح مواطنين فرنسيين وأمنهم. انه ايضا هجوم على حرية التعبير والصحافة وهما عنصران اساسيان لثقافتنا الديمقراطية الحرة."
ووصفت لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك اطلاق النار بأنه "هجوم وقح" على حرية التعبير.
وقال روبرت ماهوني نائب مدير اللجنة إن "حجم العنف مروع." واضاف "يجب أن يقف الصحفيون الآن معا ليبعثوا برسالة بأن مثل هذه المحاولات الاجرامية لاسكاتنا لن تصمد."
وفي العام الماضي صدم رجل بسيارته وهو يكبر حشدا في مدينة ديجون بشرق فرنسا وأصاب 13 شخصا. وقال رئيس الوزراء الفرنسي فالس حينئذ إن فرنسا "لم تواجه قط تهديدا بمثل هذا الحجم له صلة بالإرهاب."
ويقول مسؤولون فرنسيون إنه أمكن منع عدة هجمات في الاسابيع القليلة الماضية.
ورغم أنه لم تعلن جهة على الفور مسؤوليتها عن اطلاق النار أشار أحد مؤيدي الدولة الاسلامية عبر موقع تويتر إلى أن الرسوم المسيئة للنبي محمد هي سبب الهجوم.
ووقع آخر هجوم كبير في باريس في منتصف التسعينات حين نفذت (الجماعة الاسلامية المسلحة) الجزائرية موجة من الهجمات منها تفجير قطار ركاب عام 1995 مما أدى الى مقتل ثمانية اشخاص واصابة 50 .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى