خريجو أبين: التوظيف أضحى حلما صعبا والفاسدون يبيعون وظائفنا

> استطلاع/ سالم حيدرة صالح

> ستظل قضية الحصول علی الوظيفة الحكومية هاجساً يؤرق الكثير من خريجي الجامعات والمعاهد والكليات في محافظة أبين، الذين وقفوا علی أبواب الدوائر الرسمية طويلا للحصول علی الوظيفة التي منوا بها النفس، وحلموا بها سنين الدراسة الطويلة، غير أن الأبواب ظلت موصدة أمامهم وانصدموا بواقع مرير سبب للكثير منهم الإحباط نظراً لظاهرة الفساد والرشوة التي يتبعها السماسرة في هذه المحافظة.
ولسان حالهم يقول “ما أصعب أن تتحول الحقوق في هذه الحياة إلى أمنيات”..
«الأيام» استقرأت واقع الشباب العاطلين عن العمل في المحافظة من أصحاب المؤهلات الجامعية وخرجت بالحصيلة الآتية:
تعددت هموم الشباب وتنوعت منغصاتها، غير أن الحرمان من الوظيفة الحكومية أشدها إيلاماً وقساوة على الشباب، وجعلتهم طاقات معطلة على أرصفة البطالة المرة.

الخريج عوض محمد صالح (بكلاريوس - لغة عربية/إسلامية) يقول: “مرت سنين عدة على عام تخرجي ولم أتحصل على وظيفة رغم تقييدي ومتابعتي المستمرة في مكتب الخدمة المدنية بالمحافظة، غير أنني لم أتحصل عليها نتيجة المحاباة والمحسوبية والوساطة والسمسرة التي باتت شائعة في عملية التوظيف ومن خارج المحافظة على حساب أبنائها، أو ممن تخرجوا من بعدنا”.. مطالباً رئيس مجلس الوزراء المهندس خالد محفوظ بحاح بسرعة إيجاد حل لمشكلة الخريجين بتوظيفهم، وكذا محاربة الفساد الذي بات مستشريا في المحافظة لاسيما في مجال التوظيف التي أصبحت تباع في المزاد ولمن يدفع أكثر.
**وظائف للبيع ولمن يدفع أكثر**
سليم محمد
سليم محمد

سليم محمد صالح الصبيحي (بكلاريوس - رياضيات/فيزياء) تحدث عن مشكلة الحرمان من التوظيف الحكومي، وما تشهده من عملية تلاعب وسمسرة بالقول: “لقد ملينا من المتابعات اليومية بغرض التوظيف في مكتب الخدمة المدنية بالمحافظة، في الوقت الذي نشهد فيه توظيفا لمن يملكون وساطات وأصحاب الرشاوى وغيرها، وما يحز في النفس بشكل كبير هو أن نشاهد من يتوظف من خارج المحافظة على حسابنا في الوقت الذي يعاني فيه خريجو المحافظة الأمرين”.
**سمسرة الوظائف**
عبدالله محمود
عبدالله محمود

عبدالله محمود كمبش (بكلاريوس - أحياء/كيمياء) يقول: “أنا الأول في المفاضلة علی مستوی المحافظة، ومع هذا لي سنوات طويلة أتابع في مكتب الخدمة المدنية في المحافظة بغرض الحصول على الوظيفة، ولم أتحصل عليها حتى الآن، وما يحز في نفسي هو أن هذه الوظائف تذهب لمن يدفع مبالغ مالية”.. موضحاً بالقول: “برغم أنني المستحق الأول في التوظيف، ومع هذا طلبوا مني دفع مبالغ مالية للحصول عليها، ولأنني لا أملك تلك المبالغ حرمت منها”.. متسائلاً: “متی ستقوم الدولة بواجبها بإنصاف الخريجين من عبث السماسرة وتجار الوظائف دون وجه حق؟!!”.
عبداللطيف محمد
عبداللطيف محمد

أما عبداللطيف محمد علي (بكلاريوس - أحياء/كيمياء) فقال: “تخرجت منذ سنوات، وإلى الآن لم أتحصل على الوظيفة رغم متابعتي للجهات باستمرار، لقد وصلت إلى مرحلة اليأس والإحباط جراء المماطلة التي نلاقيها من الجهات المعنية الخاصة بالتوظيف، وما يشوبها من سمسرة ومتاجرة بالوظائف، والتي أضحت هي العنصر الأساس في الحصول على الوظيفة”.. متمنياً من الجهات المسؤولة القيام بمهامها بتوظيف المستحقين، وإنهاء عملية الفساد المنتشرة في هذا المجال في المحافظة، والتي نتج عنها حرمان الخريجين من التوظيف وتركينهم على رصيف البطالة.
**توظيف من خارج المحافظة**
شبيب محمد
شبيب محمد

من جهته قال شبيب محمد علي دهمس (بكلاريوس أحياء/كيمياء): “لمن نشكو معاناتنا من الذين حرمونا التوظيف، وأعطوها لخريجين من خارج المحافظة، إن هذا الأمر لن ينتهي، والخريجون لن يتوظفوا ما دام الفساد قائما في المحافظة، ولهذا ما نتمناه هو القضاء علی أوكار الفساد الذي هو الأساس في معاناتنا”.
**الوظيفة تعد حلما صعب المنال**

الخريج معروف ربيع أحمد (بكلاريوس رياضيات/فيزياء) بدوره تحدث عن معاناته من الحرمان الوظيفي بالقول: “الخريجون في محافظة أبين يعانون البطالة نتيجة عملية السمسرة وبيع الوظائف من قبل المتنفذين والمزاد”.
وأضاف: “هناك الكثير ممن دفع أكثر من نصف مليون ريال بهدف الحصول على الوظيفة، أما الخريج الفقير فأضحى (محلك سر) لا حول له ولا قوة، وما نتمناه هو أن يتم القضاء على أوكار الفساد والمفسدين حينها ستصلح شؤون المحافظة بالكامل، وسيحصل كل شخص على حقه”.
 نهرو النقي
نهرو النقي

أما نهرو النقي (بكلاريوس إنجليزي) فقال لـ«الأيام»: “التوظيف في المحافظة أصبح حكايته حكاية، فمن يتحصل على التوظيف في هذه المحافظة يعد قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه، نتيجة لما تشهده الوظائف من بيع وشراء”.
**ضحايا الفساد**
“نحن نعاني الأمرين فبعد سنين من المعاناة والدراسة والتعب والسهر حرمنا من التوظيف نتيجة الفساد المستشري”.. هذا ما بدأ به الخريج سالم محمد عوض (بكلاريوس جغرافيا/تاريخ)، وأضاف لـ«الأيام» قائلاً: “لقد أصبح التوظيف بالنسبة لنا حلما صعب المنال، فبسبب المحسوبية والوساطة والاتجار بالوظائف حرمنا من الحصول على التوظيف، لقد صار مكتب الخدمة المدنية (بقرة حلوب) للسماسرة والفاسدين، وما أكثرهم في المحافظة، والمؤسف أننا لم نشهد أي دور أو تدخل للسلطة المحلية بالمحافظة لوقف هذه المهزلة، والضحية الوحيدة نحن معشر الخريجين، والمؤلم الأكبر أننا نتفاجأ في كل عام بأن الذين يتم توظيفهم من خارج المحافظة وعلى حساب أبنائها وببطائق شخصية من أبين”.
أما صلاح ناصر علي (بكلاريوس إنجليزي) فقال: “إن الوظيفة حلم يراود الجميع، ولن يتحقق إلا متى تم القضاء على الفساد والمفسدين في المحافظة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى