خرج من لحج شابا وعاد كهلا فاقدا للذاكرة..حمادي.. 37 عاما من الاعتقال في سجون الشمال

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري

> مشيئة الله سبحانه وتعالى هي من أعادت حمادي إلى أهله بعد 37 عاما من الغياب القسري، خرج شابا وعاد كهلا فاقدا للذاكرة لا يعرف عن نفسه سوى اسم حمادي، ليتعرف بالصدفة عليه أحد أبناء جلدته قبل عدة أيام في منطقة السيلة بالشيخ عثمان من خلال ملامح الوجه ويعود به إلى قريته بعد 37 عاما من الغياب، حيث توفي والده قبل شهرين من مجيئه، فيما والدته فقدت بصرها لشدة البكاء عليه.
عادل علي حمادي المكمحي، هذا اسمه الكامل في بطاقة إثبات الهوية القديمة التي لازال أهله يحتفظون بها حتى اللحظة، حيث كانت تلك البطاقة هي الطريق للتعرف عليه من خلال البصمة التي تمت مقارنتها مع بصمته يده أثناء عودته.
حينما كان هذا الشاب/ الكهل في الـ 18 سنة ـ والذي يسكن في قرية الغرقة بمديرية طور الباحة بمحافظة لحج ـ قرر أن يذهب لزيارة عمه في مدينة الحديدة (اليمن الشمالي) آنذاك في عام 1978، وله ما أراد حيث وصل إلى مدينة الحديدة واستقبله عمه هناك ومكث بها يومين فقط بعد أن استعان به عمه للذهاب إلى السوق لشراء أغراض ولم يعد من حينها.
فشرع عمه وأهله للبحث عنه في كل المواقع من سجون ومستشفيات ومواقع الاعتقالات دون جدوى لتبدأ مأساة جدية في حياة أسرة (حمادي) الذي ذهب ولم يعد من السوق مع أغراضه التي طلب منه عمه أن يحضرها.
بعد وصول المعلومات بما حدث عانت الأسرة حالة من الحزن على فراق ولدهم الذي يأتي ترتيبه الثاني في الأسرة المكونة من سبعة أفراد.
لتمضي 37 عاما من الضياع والاختفاء للشاب (حمادي) لا تعلم أسرته مصيره ليتفاجأ بعدها أهالي القرية أن حمادي كان معتقلا في أحد السجون بالحديدة وأن الصدفة وحدها هي التي أخرجته إلى النور بعد أن داهمت مجاميع مسلحة العديد من المواقع في المدينة ومنها السجون والمعتقلات وأخرجت الكثير من المعتقلين ومنهم الشاب الذي أصبح كهلا فاقدا للذاكرة (حمادي).
يقول أحد أفراد قريته المواطن أوحد مكمحي "لقد علمنا أنه طوال هذه العقود التي مضت كان معتقلا في أحد السجون في الحديدة، حيث وجدت عليه آثار قيود حديدية على قدميه، حيث إن دخول أنصار الله إلى الحديدة واقتحام السجون وإطلاق سراح المعتقلين تم العثور على حمادي ذي الـ 55 عاما في منطقة السيلة بعد تنقله من مدينة الحديدة إلى مناطق عديدة ليستقر في سيلة الشيخ عثمان وهو في وضع سيئ للغاية ويعاني من عدة أمراض.
وهكذا عاد الشاب/ الكهل حمادي إلى قريته، ولكن فاقدا للذاكرة، ولكن أسرته سوف تعمل على علاجه من خلال نقله ومعاينته من قبل بعض الاختصاصيين لعلاجه وإخراجه من 37 عاما من الغياب إلى الحضور عسى تعود ذاكرته وتنتعش آماله من جديد في ظل فرحة الجميع من أهالي القرية بعودته بعد هذا الغياب القسري، والصدفة وحدها هي التي أعادت حمادي من جديد إلى القرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى