المخيم الطبي بساحة الاعتصام بعدن.. جهود جبارة تنصدم بشح الإمكانات

> تقرير/ رعد حيدر الريمي

> المستشفى الميداني، هو وحدة طبية متنقلة بشكل مؤقت، يهتم بالضحايا والمصابين في الموقع قبل أن يتم نقلهم إلى مكان آمن أو إلى مستشفى أكبر وثابت، ويستخدم هذا المصطلح بشكل كبير مع الإشارة إلى الأوضاع العسكرية، ولكن يمكن أن تستخدم أيضاً في أوقات الكوارث أو الحوادث أو الثورات وكذلك مع الطب العسكري التقليدي.
ويتكون المستشفى الميداني من طاقم طبي مجهز بعدة طبية متنقلة وإسعافات أولية مهمة، وفي كثير من الأحيان خيمة واسعة، بحيث يمكن بسهولة أن تكون بالقرب من مصدر الضحايا والمصابين، وفي البيئة الحضرية كالمدن الكبيرة يتم إنشاء المستشفى الميداني في كثير من الأحيان في مبنى كبير وآمن، ويمكن الوصول إليه بسهولة للغاية (كمطعم أو مدرسة أو ما شابه).
القوانين الحديثة في الحرب (مثل اتفاقيات جنيف لعام 1949م)، والتي تشمل الحظر التام من القوات المهاجمة ضرب الأطباء أو سيارات الإسعاف أو السفن الطبية، أو المستشفيات الميدانية التي تضع شعار الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر أو أية إشارة أخرى دولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وأي هجوم من أي نوع في حالات الحرب تعد نقطة سوداء وجريمة حرب.
ويعد المخيم الطبي الميداني في ساحة الاعتصام بخور مكسر عدن واحداً من هذه المخيمات الطبية، والذي أنشئ لغرض معالجة أية إصابة أو جروح قد يتعرض لها أحد الثوار المرابطين في ساحة الاعتصام المطالبين باستعادة الدولة الجنوبية.

قاسم صالح الحكم عضو اللجنة الإشرافية بالمخيم الطبي بساحة الاعتصام تحدث عن المخيم ونشأته وكذا الخدمات التي يقدمها وأبرز المعوقات التي تواجهه بالقول: “لقد تم إنشاء المخيم الطبي والنزول إلى ساحة الاعتصامات في تاريخ 13/10/2014 بتعاون مشترك بين جمعية الضالع الخيرية - عدن ومؤسسة (انقذ حياتي)، ومجموعة من الشباب المتطوعين وفاعلي الخير، ولكن مؤسسة (انقذ حياتي) أعلنت انسحابها من المخيم الطبي بتاريــخ
2 نوفمبر 2014 م لظروف خاصة بها.
ونظراً لما يدور في البلاد من اختناقات وأزمات سياسية كان لها انعكاسات واسعة بين أوساط الشعب أدت إلى الاحتشاد الهائل في ساحة العروض خور مكسر عدن، ونصب المخيمات للاعتصامات المتواصلة، وبأعداد هائلة، ولما لهذا الحشود من انعكاسات خطيرة على الوضع الصحي والإنساني، فقد بادرت جمعية الضالع الخيرية - عدن بالنزول إلى الساحات قبل يوم من بدء الاعتصامات في الفعالية الأكتوبرية، وتأسيس المخيم الطبي الميداني، بالاشتراك مع فريق طبي لمؤسسة (انقذ حياتي)، حيث بدأ المخيم بتقديم الإسعافات الأولية والحد من انتشار بعض الأمراض الوبائية والمعدية التي تؤثر على المجتمع بشكل كبير، وتعتبر من أخطر الأشياء التي يجب توخي الحذر منها، والانتباه إليها، ومن هذا المنطلق وجب علينا تقديم يد العون والمساعدة وفق قدراتنا، وما نستطيع به من توفير الخدمات الصحية الأساسية للمجتمع لمحاولة إنقاذ حياته وصحته، وقد تكللت الجهود وتضافرت من أجل تجهيز هذا المخيم الطبي الميداني في مختلف المجالات والكوادر الطبية التي تعمل على مدار الساعة ودوام متكامل وبفريق طبي واحد”.
مضيفاً أن “المخيم الميداني يتكون من: أطباء اختصاصيين، وممرضين وصيادلة ومتطوعين يقومون بالعملية الطبية بالتناوب على مدار اليوم واليلة”.
**مهام المخيم الطبي الميداني**

من جهته تحدث الدكتور جهاد أحمد علي عن المهام التي قام بها المخيم بالقول: “لقد أدى المخيم الطبي عمله من خلال مرحلتين، تمثلت الأولى في نصب خيمتين في ساحة الاعتصام لغرض معاينة وتقديم الخدمات الصحية للمعتصمين، وكذا تزويد تلك الخيام بالتجهيزات الطبية الأساسية التي تمكن من تقديم الإسعافات الأولية للمصابين ببعض الأمراض المنتشرة بين المعتصمين، بالإضافة إلى تجهيز وفتح صيدلية للمخيم وتزويدها بالأدوية اللازمة لتقديم أدوية للحالات المرضية بشكل مجاني، وقد تم التنسيق مع الأطباء والممرضين والصيادلة لتقديم الخدمات الصحية للمخيم، ووضع الجداول العملية لهم وبشكل طوعي، وكذا تم التنسيق مع الأطباء والاختصاصيين تحت الاستدعاء، ومن تلك التخصصات: جراحة عامة، عظام، باطني، مسالك بولية وعيون”.
وأوضح أن “المخيم قد استطاع منذ انطلاقته في المرحلة الأولى من تاريخ 13/10/2014 حتى 27/11/2014 من معاينة ومعالجة ستة آلاف حالة مرضية، وتوزيع الأدوية اللازمة لهم بشكل مجاني، مع القيام بمجارحة وإعطاء السوائل الوريدية والحقن والأكسجين للحالات المرضية بحسب تعليمات الأطباء، وكذا التواصل مع بعض الشركات ورجال الخير والقوافل الطبية الواصلة إلى الساحات بتقديم يد العون وتوفير ما ينقصها من المستلزمات الطبية والأدوية”.
أما المرحلة الأخيرة والتي بدأت بتاريخ 28/11/2014 إلى 20/12/2014 فتمثلت أبرز مهامها في عقد لقاء مع الكوادر الصحية المشاركة بالخدمات الإسعافية الميدانية شارك فيه 50 كادرا صحيا من طبيب ومساعد وممرضين، وأسفر عن تشكيل لجنة لتسيير أعمال المخيمات الطبية على النحو الآتي: انتخاب الدكتور أحمد غرامة رئيس لجنة المخيمات الطبية، ولجنة الإشراف والإدارة للمخيمات الطبية من عدد من الدكاترة وقد أوكل إليها عدد من المهام أبرزها تفعيل خطة الاستجابة السريعة لمواجهة الطوارئ وتقديم الإسعافات الأولية، وتدريب المتطوعين، والإشراف اليومي والتوعية من مخاطر الإصابة بالغازات السامة وغيرها.. بالإضافة إلى تشكيل فريق للدعم اللوجستي ونظام السيطرة والتحكم الإسعافي”.
**المخيم بحاجة لدعم**

وطالب العاملون في المخيم الطبي الميداني رجال المال والخيرين، والشركات، والمنظمات الإنسانية، ومنظمات الإغاثة بتقديم الدعم اللازم لضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية والضرورية للمعتصمين، ويأتي في مقدمة تلك الطلبات توفير الأدوية، والمستلزمات الطبية الضرورية، بالإضافة إلى توفير سيارة إسعاف ثابتة في المخيم، مع توفير وسائل مكافحة الحرائق، وتدريب العاملين عليها، وفتح نقاط خاصة بمكافحة الحرائق، وكذا التنسيق مع فرق الرش وتوفير المبيدات لرش المستنقعات وجوانب الخيام لمكافحة الحشرات الضارة والبعوض الناقل للأمراض، مع التوسع لإنشاء حمامات للمعتصمين، وتوفير ثلاجات مياه باردة، وكذا اعتماد مالي محدد بشكل يومي للمخيم يسلم كحوافز بسيطة للطاقم الطبي وغيرها من الخدمات الضرورية التي يحتاجها المخيم لضمان استمراريته في تقديم خدماته بشكل أفضل ومتواصل للمعتصمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى