«الأيام الرياضي» تفتح ملف الكرة العدنية (3) .. ملعب الشهيد الحبيشي عالق ما بين مرحلة الصبر والرحيل إلى القبر.. يا عابر على ملاعب عدن السفري لا تتعجب من أمرها وأمري.. ملاعب خليجي (20) اللحظية تعاني الأمرين وسط صمت مُخز وحزين

> كتب/ آزال مجاهــد

> كنا قد إستعرضنا خلال الحلقتين السابقتين من ملف الكرة العدنية وضعية أندية المحافظة، ومؤشرها البياني الآخذ بالنزول بعيداً عن حُقن الأنسولين (الخداعة) لجسد الرياضة العدنية الذي فقد (المناعة) وأُغميَ عليه منذ زمن! وليس الآن، بحكم أن ما أفسده الدهر لا تخفيه روائح (العطر) التي تتميز بها قاعات المؤتمرات، ولا فلاشات عدسات الكاميرات .. رياضة عدن بحاجة ماسة لملامسة معاناتها عن قرب وإنتشالها بما أوتيت الأنفس الأمارة بالسوء من قوة، وبمزيد من الحب كما جرى يوم الإثنين الماضي حينما أبدى وزير الشباب والرياضة ، المتفاعل ثقته ، بأن القادم الرياضي (العدني) سيكون أفضل ، وأكد الأخ محافظ محافظة عدن الدكتور عبدالعزيز بن حبتور تفاءله ، فيما يتعلق بإعادة الكرة العدنية إلى واجهة الحدث الرياضي اليمني من جديد ، وعبر العيسي عن سعادته وهو يوقع أوراق بعث ملعب الشهيد الحبيشي من جديد كونه مهد الرياضة اليمنية حد وصفه.
مقاعد ملعب نادي التلال / حقات
مقاعد ملعب نادي التلال / حقات

كان يوماً مشهوداً بكل تأكيد ذلك الذي جمع كل شركاء العمل الرياضي في قاعة واحدة للتباحث حول واقع الرياضة العدنية تزامناً مع فتحنا لملفاتها المهملة، وكنا في «الأيام الرياضي» أكثر سعادة كوننا فتحنا قضايا تمس صميم الشأن الرياضي في محافظة عدن، تزامناً مع (تصميم) الوزير الشاب رأفت الأكحلي ، بوضع بصمته على واقع الرياضة العدنية الصابرة كما هو حال رياضييها.. ونظراً إلى الحالة التي تعيشها ملاعب مدينة عدن ، التي شالت الحمل كله نيابة عن (حمال الأسية) ملعب الشهيد الحبيشي نسلط الضوء اليوم على ملاعب الأندية العدنية التي تعيش واقعاً قد ينسف وجودها عما قريب إذا لم تجد تفاعلاً يتناسب مع وجودها كمكتسبات وطنية لفئة الشباب والرياضيين.
< أثناء تجهيزات بلادنا لإستقبال كأس الخليج العربي في نسختها الـ (20)، وهي البطولة التي كانت فاتحة خير لجميع الأندية الرياضية العدنية بشكل خاص، ولمحافظة عدن عامة، إرتأت وزارة الشباب والرياضة ووزيرها حمود عباد الذي أرهق نفسه طوال فترة وجوده على سُدة حكمه للرياضة اليمنية وهو يفكر بأمر بالغ الأهمية بالنسبة له وهو: «كيف يمكن لـ (22) شخصاً من البالغين العاقلين أن يستمتعوا وهم يدحرجون الكرة على العشب الأخضر، ويلهثون خلفها كالمجانين!» أن توفير وتأهيل ملاعب المحافظة الرياضية الأولى ليست سوى إسقاط واجب في الطريق نحو قبول إتحادات دول الخليج إستضافة بلادنا للبطولة الخليجية، وكانت التصريحات الحكومية أثناء تلك الفترة تصدر من تحت (مداكي) مسئولي الرياضة الذين لم يستفيقوا إلا والبطولة على منافذ مدينة عدن، وبالتالي لم يكن عليهم سوى القبول بما لدى بعض أصحاب الفكر من أفكار، وليس من خلال عملهم المدروس الذي كان من المفترض له أن يهتم بجميع الجوانب المترتبة على بناء الملاعب المهملة حالياً، والمدن الرياضية التي باتت تسكنها (العفاريت) وكان غائباً منذ بداية تسمية اليمن كمستضيفة لكأس الخليج، وعليه فقد تم تحديد متطلبات العمل لإنشاء الملاعب الفرعية التابعة للأندية، وإكمال الملاعب الرئيسية التي من المفترض أن تكون فيما بعد محور إهتمام جميع وسائل الإعلام العربية منها، والخليجية على وجه الخصوص بطريقة (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)، وبعد أن جمعت وزارة (عُباد) أكبر عدد ممكن من التصريحات وكذلك (العِباد) على مستوى حكومات دول العالم جاء الوقت الذي تمخضت فيه الوزارة لتلد (فئرانها) التي توزعت بين أصدقائها وجيرانها من خلال إعتماد مبالغ إنشاء، وتعمير الملاعب التي كان يُنظر لها بأنها (الوليمة) التي تطعم من جوع، وتؤمن من خوف في حينه، وهي التي كان من المفترض لها أن تكون بنية اليمن الرياضية التحتية! تلك الملاعب التي تم إنشاؤها على طريقة أكلات (الهوت دوغ) الأمريكية التي وإن أدت الغرض، وجنبتنا (المرض) الذي كاد له أن يبدو على وجوهنا أمام الأشقاء في دول الخليج إلا أنها كانت، وما تزال منجزات (لحظية) لدى معظم مسئولينا
ملعب نادي شمسان / المعلا
ملعب نادي شمسان / المعلا
الرياضيين الذين تعاقبوا وذابوا وفقدوا في مبنى الوزارة منذ إنتهاء البطولة؛ حتى القيادة السياسية اليمنية التي كانت تكتفي بالتوجيه واثقة دون متابعة صادقة على اعتبار أن كوادرنا الرياضية في الوزارة وعلى رأسها حمود عُباد ستقوم بالتنسيق مع باقي الوزارات ذات الصله لم تكن تعير الأمر أية أهمية بإعتباره أول خطوات النهوض بالرياضة اليمنية من خلال توفير بنية تحتية تليق بطول فترة (الصبر) التي صبرها الرياضيون اليمنيون في عدن قبل رحيلهم إلى (القبر)؛ تلك الوزارات التي ليس لها علاقة لا بالبصلة ولا بقشرتها! فكان أن تم منح عدن أربعة ملاعب (سفري) بإستثناء ملعب نادي التلال الذي عرف القائمون عليه في حينه عارف الزوكا، وحافظ معياد أنهما أمام فرصة حقيقية لا بد لهما من إستغلالها رداً لإعتبار ناديهم الذي كان يُعاني الإهمال لسنوات قبل قدومهما، كل ذلك كان يجري في ظل تجاهل وزارة الشباب والرياضة لحاجة أبو الملاعب المنسي - الذي تذكره المسئولون قبل إسبوعين فقط - ملعب الشهيد الحبيشي.
**ملاعب خليجي (20) تعاني الأَّمرين**
إستاد 22 مايو / الشيخ عثمان
إستاد 22 مايو / الشيخ عثمان

بالمرور على ملاعب الأندية العدنية التي تم إنشاؤها على عجالة يكتشف المهتم الرياضي مقدار (الفجوة) التي تشكلت بفعل إعتبار هذه المنشآت مشاريع وقتية من قبل المسئولين في وزارة الشباب والرياضة أثناء وبعد العرس الخليجي، فمن خلال التجول على ملاعب أندية عدن (الوحدة والشعلة والتلال وشباب المنصورة والنصر وشمسان) تستطيع أن تستخلص العبر على أعتبار أن الملاعب المذكورة كانت في أفضل صورة حينما تم إعتمادها كملاعب تدريب للمنتخبات الخليجية، وليس كملاعب للأندية المذكورة كون الجهات المعنية وبعد إنقضاء فترة البطولة أنهت علاقتها بالملاعب من خلال إدارة ظهرها لإحتياجاتها رغم علمنا أن ذات الجهات كانت قد وعدت مسبقاً بإعتماد مخصصات مالية لتشغيل الملاعب، وقالت بأنها ستكون على مقربة منها في حالة ظهور أي مشكلة تواجه تلك الأندية (الفقيرة) التي لا تمتلك قوت مواسمها الرياضية (الخريفية) غالباً، والتي وجدت نفسها مضطرة للتعامل مع وضع ملاعبها بمبدأ الترقيع مع بقاء المشاكل العديدة التي تواجهها على حالها بداية من عدم توفر مستلزمات صيانة أرضية الملاعب التي غابت، وعدم توفر شبكة ري لا بد من تواجدها حتى وإن كان الملعب (ترتان)، إضافة إلى تلف السياج الحديدي الذي يقف دون خروج الكرات من الملعب كما هو الحال في ملاعب أندية (التلال-الوحدة-شباب المنصورة)، وسياج يفصل الجمهورعن الملعب كما هو حال ملعب شمسان الذي إستعان بأحد المنظمات المجتمعية (يمن عطاء) في تركيب شبكة ري، وسياج حديدي يفصل الجماهير عن أرضية الملعب، وهي بالمناسبة ذات المنظمة (الملائكية) التي بعثها الله لتبني العمل على صيانة ملعب الشهيد الحبيشي مشكورة بالتنسيق مع مكتب الشباب والرياضة في عدن، وبجهود شبه فردية بذلها الدكتور عزام خليفة مشكوراً وهو من يُحسب له أنه الرجل الذي أعاد الحياة إلى ملعب مدينته التي أحبها، وأحبته فمنحته منزلاً بالقرب من الشهيد الحبيشي، وكأن تاريخ هذا الملعب قد إستنجد بالرجل الذي تربى في ظله صغيراً، وشاباً يافعاً ليتكئ عليه في طريقه نحو تجاوز مرحلة خذلانه من جميع أصحاب الشأن.
عملية انشاء ملعب نادي التلال
عملية انشاء ملعب نادي التلال

ليست المشكلة أن الجميع في عدن يرفع كفيه إلى السماء داعياً الله بسرعة الفرج حالما تواجهه المشاكل التي ترتبط حلولها بجهود من يتواجدون بالأساس لحل المشاكل! كل المشكلة تكمن في عدم تواجد من يترجم تلك الدعوات على الأرض! ولكم أن تتوقعوا كيف كان رد محافظ محافظة عدن الأسبق المهندس وحيد علي رشيد على إدارة أحد الأندية الرياضية العدنية التي طالبت السلطة المحلية في مديريتها مساعدتها في تركيب السياج العازل بعد إنهياره داخل الملعب بفعل عوامل التعرية حينما أجابهم أن المبلغ المخصص لصيانة ملعب ناديهم قد صُرف بالكامل على إحتفالات شعبنا بأعياد ثورته المجيدة (14 أكتوبر)..هكذا وبكل بساطة تم الرد على النادي الذي طالب بمبلغ (7) مليون ريال المرصود فعلياً لصيانة ملعب يُعتبر أحد مكتسبات شباب المدينة عدن! وبالتالي لا عجب أن ينتظر الشباب والرياضيين في مدينة عدن مزيداً من الوقت لعودة ملعب الشهيد الحبيشي إلى (الحياة) بتعشيبه وفق الإتفاقية المبرمة بين كل من وزارة الشباب والرياضة، والإتحاد اليمني العام لكرة القدم مؤخراً بعد (وفاة) غالبية، إن لم يكن جميع ملاعب الأندية الرياضية العدنية التي تُعاني الأمرين دونما تدخل من قبل المسئولين كما هو حال ملعبي (22 مايو) في الشيخ عثمان المسكون بالأرواح، والذي لم يُستفد منه منذ أن أنتهت بطولة خليجي عشرين، وكذلك ملعب (الوحدة) في محافظة أبين الذي كان نموذج (نظيف)، وتحفة فنية بكل ما للكلمة من معنى وسط كومة (قذارة) وطنية عادت به إلى مربع البدايات هو ومحافظته الرياضية الولادة.
استاذ الوحدة الدولي / أبين
استاذ الوحدة الدولي / أبين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى