«الأيام» ترصد معاناة أهالي جبل حرير بالضالع..المريض يحمل على أكتاف الرجال والمؤن على ظهور الحمير

> استطلاع/ غازي النقيب

> جبل حرير يقع إلى الشرق من محافظة الضالع، ويقع تحديدا في مديرية الحصين، يبلغ ارتفاعه حوالي 2416م فوق سطح البحر.. يتراوح عدد سكان الجبل أكثر من 13 ألف نسمة، يزاول بعض أهالي الجبل حرفتي الزراعة والرعي وبعضهم ينخرطون في السلك الحكومي، أما الباقي وهم السواد الأعظم وهم الشباب فهم خريجو الجامعات لكنهم عاطلون عن العمل، مما اضطر أهاليهم إلى استخراج (فيزات عمل) خارج البلاد.
أهم المحاصيل الزراعية في المنطقة هي الذرة البيضاء والبن الذي بدأ بالانقراض نتيجة الجفاف، وإقبال معظم الأهالي على زراعة القات.

أهم القرى في هذا الجبل هي: الفقهاء - الظاهرة - الحوطة - المرافدة - العنسي - مرات - العدينة - حجلة - الجوس - عُرشي - المصنعة - المهيرة - الحردود - الغُشة - مُشيرعة - عسيقة.
«الأيام» زارت المنطقة وتسلقت الجبل رغم وعورة الطريق وبرودة الجو وقسوة الحياة إلا أنها أصرت أن تنقل هموم هذه المنطقة للفت نظر الجهات الحكومية عن ما تعانيه المنطقة من إهمال وغياب الخدمات الأساسية فيها.
** طرق بمواصفات بسيطة**

الزائر لمنطقة حرير يجد صعوبة كبيرة في هذا الطريق لوعورتها، فقد التقينا بالمواطن محمد غالب موسى وتحدث إلينا قائلا: “تعاني منطقة حرير من صعوبة في الطريق حيث قام الموطنون ببداية شقها في الستينات، وبعدها أعيد شقها في السبعينات من قبل الأخ المناضل علي عنتر (رحمه الله) ومنذ ذلك الحين فالمواطنون يقومون بين الحين والآخر بإصلاحات بسيطة خصوصًا بعد نزول المطر الذي يحدث ضررا فيها”.

وأضاف موسى: “وفي العام 2005م تم اعتمادها ضمن مشاريع محافظة الضالع حيث بدأ شقها من منطقة القراعي مرورا بمنطقة شُكع، وفعلا بدأ الشق وسفلتة جزء منها إلا أن المشروع تعثر أواخر العام 2010م حتى أن العمل الذي تم إنجازه قد خربته السيول وأصبح أكثر وعورة من ذي قبل، وأيضًا شق طريق آخر من الطريق الذي يربط مديرية الشعيب بعاصمة المحافظة (الضالع) ويمر عبر منطقة مرات - العدينة”.
وأردف محمد غالب: “هناك مناطق لم تصل إليها الطرق كقرى الغُشة - عسيقة، حيث مايزال المرضى يحملون بواسطة (النعش) على أكتاف الرجال.. أما المواد الغذائية فتصل إلى هذه المناطق فوق ظهور الحمير”.
محمد غالب
محمد غالب

واختتم الأخ محمد حديثه مطالبا الجهات المختصة والسلطة المحلية بالمحافظة بوضع حلول مناسبة لإصلاح الطريق، كونه من المشاريع الهامة والتي تعد شريان الحياة، وتربط المنطقة بالمناطق الأخرى.
** شبكه المياه.. متهالكة**
ياسر عبدالرحمن
ياسر عبدالرحمن

وعن المياه تحدث المواطن ياسر عبدالرحمن قائلاً: “رغم وجود المياه في باطن الأرض إلا أن الإمكانيات شحيحة لإخراجه إلى السطح”.. داعيا الدولة إلى حفر آبار مياه تغذي المنطقة، حيث قال: “إن منطقة الفقهاء توجد فيها شبكة مياه قديمة تم عملها في العام 1986م وهي قديمة وتالفة لأن عمرها الافتراضي انتهى”.
وقال أيضا: “هناك مشكلة في الصرف الصحي في المنطقة، حيث لا توجد أماكن مخصصة لتصريفها”.
** الكهرباء.. تعمل فوق طاقتها**
القاضي عبدالدائم
القاضي عبدالدائم

القاضي عبدالدائم محمد - أحد وجهاء المنطقة وأمين الجبل ـ بدوره تحدث عن مشروع الكهرباء بالقول: “الكهرباء موجودة في الجبل إلا أن هناك مشكلة في توزيع قوة التيار، حيث إن المولدات لا تتحمل قوة التيار بسبب تناثر القرى والتوسع المعماري في المنطقة”.
وأضاف القاضي: “إن المولدات الكهربائية تخرج عن الخدمة في كثير من الأحيان”.
وطالب أمين الجبل القاضي عبدالدائم قيادة المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة بأن ترسل متخصصين للمسح لكي يتم استبدال هذه المولدات بأخرى كبيرة لتغطية العجز في مد التيار.
**الاتصالات.. خارج نطاق الخدمة**
صخر عبدالناصر
صخر عبدالناصر

كاميرا «الأيام» رصدت مبنى الاتصالات.. وعن سؤالنا عن وجود خدمة الاتصالات رد علينا الأخ صخر عبدالناصر علي بقوله: “نعم.. كما تلاحظون يوجد هناك سنترال في المنطقة إلا أن الاتصالات خرجت عن الخدمة في التلفون الثابت منذ عام ونصف، حيث نقوم بمتابعة الجهات المتخصصة في المؤسسة العامة للاتصالات بالضالع لإعادة الحرارة إلى البيوت التي توقفت، ولكن دون جدوى”.
وطالب الأخ صخر من خلال صحيفة «الأيام» قيادة المؤسسة بإرسال فنيين لإعادة هذه الخدمة الهامة والضرورية إلى أهالي المنطقة.
**جامعيون تركوا المنطقة كرها**
 صلاح قاسم
صلاح قاسم

وعن مشكلة الصحة والتربية تحدث لـ«الأيام» الأخ صلاح قاسم أحمد الحريري بقوله: “توجد في الجبل بعض المدارس والوحدات الصحية إلا أنها تخلو من الكادر المؤهل، فمثلا هناك خريجون جامعيون ولكن لم يتم استيعابهم في التوظيف رغم حاجة منطقة حرير إليهم، مما اضطروا إلى مهاجرة المنطقة داخليا وخارجيا، فمنهم من ذهب إلى عاصمة المحافظة والمحافظات الأخرى ليعملوا في المستوصفات الخاصة، والبعض الآخر سافر خارج البلاد وإلى الدول المجاورة ليعملوا في محلات أقشمة وقطع غيار سيارات وغيرها رغم أن منطقة حرير بحاجة ماسة لهم إلا أن لقمة العيش أجبرتهم على ترك منطقتهم والانتقال إلى مناطق أخرى، فعندما توجد حالات مرضية أو حالات ولادة في المنطقة يلجأ المواطنون إلى نقل مرضاهم إلى عاصمة المحافظة بواسطة سيارات خاصة وبتكاليف كبيرة”.
**معالم أثرية عن تاريخ الأجداد**
عبدالرحمن محمد
عبدالرحمن محمد

رصدت كاميرا «الأيام» بعض المعالم الأثرية في منطقتي الفقهاء والحوطة وهي معالم حدثنا عنها الأكاديمي عبدالرحمن محمد علي أبو أصيل، والذي عرفنا على تاريخ بعض المعالم ومنها جامع (علم ماعود) في أعلى منطقة الفقهاء وهو مسجد أثري.. وقال: “إن هذا المسجد يرجع تاريخه إلى مئات السنين، بدلالة النقوش التي على سقف هذا الجامع.. ولكن كما تلاحظون بدأ المسجد بالاندثار، نتيجة الأمطار، ونطالب الهيئة العامة للآثار إلى النزول ووضع حلول لحفظ هذه الأماكن الأثرية”.

وأضاف: “يوجد أيضا دار سمي بـ (دار الشعب) الذي يتبع السيد أحمد عبداللاه الدرويش الذي عمل وزيرا للتجارة والصناعة في حكومة الاتحاد إبان الاستعمار البريطاني، وقد بنيت هذه الدار عام 1956م وتحولت إلى تعاونية بعد الاستقلال عندما تم تأميم ممتلكات الوزراء والسلاطين الذين كانوا يعملون مع بريطانيا آنذاك”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى