منطقة صلاح الدين بالبريقة.. تهميش حكومي طال جميع الخدمات

> تقرير/ محيي الدين الشوتري

> صلاح الدين منطقة تقع غرب مدينة عدن، وتتبع إدارياً مديرية البريقة محافظة عدن (عدن الصغرى) وتعج بالكثافة السكانية، حيث يقترب سكانها من25000 نسمة، وماتزال الهجرة إليها مستمرة من كل المناطق نظراً لاتساع مساحة أراضيها وأجوائها الهادئة، باعتبارها إحدى المناطق النائية بالمحافظة، وهي منطقة عسكرية احتلت اهتمام المستعمر البريطاني إبّان احتلالها لعدن، ويوجد بها كنيسة أنشأها المستعمر البريطاني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي بالقرب من أماكن وجود جنودهم، وذلك بغرض التعبد فيها، وتبعد عن مركز المحافظة بحوالي 29 كم، وقد انقضى ذلك العهد وأضحت اليوم المنطقة الحيوية تئن من هموم وآلام عدة أثخنت جراح سكانها وأهاليها.
تعد منطقة صلاح الدين إحدى المناطق الآهلة بالسكان، وهي منطقة مثقلة بهمومها التي ما انفكت تنغص حياة ساكنيها في ظل صمت مطبق وعجز من قبل جهات الاختصاص في إيجاد الحل الناجع لجميع تلك المشاكل، ومنها مياه المجاري وخريرها الذي صار منظرها مزعجاً للساكن والزائر للمنطقة بعد أن أغرقت وملأت تلك المياه أحياء تلك المناطق، فما أن ينتهوا من معضلة من معضلاتها المتكررة إلا وتظهر أخرى لتصبح المجاري النذير القادم لأهالي المنطقة.
إن هذا الوضع بات يؤرِّق حياة المواطنين ليلاً ونهارا، في ظل تجاهل وغياب للجهات المعنية، وحرمان من كل المشاريع.
**معاناة في الصرف الصحي**
لقد أضحت نتانة وروائح المياه الآسنة توشك أن تغرق المنطقة وسكانها بأمراض معدية سيدفع ثمنها المواطن المغلوب في ظل صمت مطبق لجهات الحل والعقد إيزاء هذه المشكلة، بل إنها تعمد إلى تجاهل مناشدات المواطنين المتكررة وتصم عنها الآذان.
في هذه المنطقة تكاد المجاري تكون هي الصديق الملازم للأهالي، فما إن تردم هوة انفجار إحدى المجاري إلا وتنفجر أخرى في حافة أخرى، وتستمر أحياناً أياماً ومعها تصبح المنطقة عرضة للأمراض التي تنتقل بفعل هذه المياه الآسنة.
**الكهرباء أبرز المشكلات**
الانقطاعات المتكررة في صلاح الدين بمديرية البريقة تعد من أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون بشكل مستمر يقول الأهالي: “إن الانقطاعات الكهربائية عندهم تختلف عن المناطق الأخرى في عدن، ويعدونه تمييزاً ضدهم لا يعرفون سببه، حث تصل فترة الانقطاعات في المنطقة إلى ساعات طويلة في أوقات مختلفة، الأمر الذي زاد من معاناتهم، لاسيما في فصل الصيف الذي تكون فيه المنطقة شديدة الحرارة الناتجة لطبيعتها ذات الجو الحار”، مطالبين الجهات المتخصصة بـ “ضرورة وضع حد لهذه الحالة المزرية التي يعيشونها ويقاسون مرارتها باستمرار، معاناة الأهالي في هذه المنطقة لم تقتصر على طفح المجاري، والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، بل يعانون أيضاً من غياب الطرق المعبدة، حيث إن جميع شوارع وأحياء المنطقة غير مسفلتة، بالإضافة إلى شحة فرص التوظيف في المصافي المتواجدة في المنطقة، معاناة دائمة يأملون انفراجها قريبا، وإن كانت الجهات المختصة قد أرجعت الأمر إلى تهالك الشبكة لقدمها، وهو الأمر الذي رأته العامل الأبرز في تكرر الانطقاعات واستمراراها لساعات، وهو الوقت الذي تقضيه فرق عملها لإصلاح الأعطال”.
**مشاريع ضائعة**
الشاب هاني موسى، أحد أبناء المنطقة لخص لـ«الأيام» معاناة الأهالي بالقول: “لا توجد في المنطقة جمعية أو مركز كمركز فقم أو الخيسة والخاص بالخياطة والحياكة والتشكيلات وغيرها، بالإضافة إلى عدم الاعتراف بنادي الجزيرة الرياضي رغم أنه من أقدم الأندية الرياضية في اليمن، كما أننا نعاني من مشكلات يومية أخرى كثيرة أبرزها الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وطفح المجاري ومياهها الآسنة، وظاهرة المعاكسة ومضايقات النساء، والتخزين على الطرقات، وهذا ناتج عن غياب الجانب الرياضي الذي سينخرط فيه الشباب جميعهم في حال كان هناك اهتمام بالرياضة من قبل الجهات المتخصصة، ومن المشاكل التي تواجهنا أيضاً عدم إضافة أي مشروع حيوي بالمنطقة، نتيجة لغياب دور المجالس المحلية وعدم قيامها بواجبها لخدمة المنطقة وأبنائها”، مضيفاً “هناك مشاريع قد اعتمدت لها ميزانية في المديرية، ومنها سفلتة طريق صلاح الدين، غير أنهم أخذوا هذه الميزانية وحولوها إلى أماكن أخرى، أيضاً نعاني عدم الاهتمام بسواحل المنطقة أو نظافتها أو تجهيزها بملاعب أو مظلات للساحل أو أي أمور ترفيهية أخرى، كما نتمنى إيجاد أو توفير نقطة أمنية في بوابة الفردوس، وذلك لغرض حفظ الأمن في الساحل، كون هناك من يقوم بأعمال بلطجة وتقطع لبعض المتنزهين في هذا الساحل، كما نتمنى أيضاً تسوير وإنارة مقبرة صلاح الدين”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى