في كلمته للحشد الجماهيري بعدن بذكرى التصالح والتصالح.. الرئيس البيض: الدولة الجنوبية الجديدة ليست ماقبل 67 ولا مابعده حتى عام 90م

> فينا «الأيام» خاص

> أكد الرئيس علي سالم البيض بأن الحوارات الدائرة بين مكونات الثورة الجنوبية ونخبها السياسية إلا دليل على حجم هذا الحراك السياسي وظاهرة صحية لا خوف منها لأنها الكفيلة بإيجاد حامل سياسي واحد من خلال مؤتمر يفضي إلى تشكيل جبهة وطنية أوائتلاف أو تحالف أوما شاؤوا من التسميات التي يتفق عليها بعد هذه الحوارات الشفافة.
وفي كلمة ألقيت نيابة عنه أمام الحشد الجماهيري الذي أقيم أمس في ساحة الاعتصام المفتوح في مدينة خور مكسر بعدن احتفاء بالذكرى التاسعة للتسامح والتصالح قال: “أكد البيض مباركته للحوارات الشفافة بين مكونات الثورة الجنوبية والاتفاقات التي ستتوصل إليها شريطة أن تضم كل المكونات المؤمنة بالهدف الذي سقط في سبيله آلاف الشهداء والجرحى والمتمثل بتحرير واستقلال الجنوب العربي الأرض والإنسان والمعروفة بنطاقها الجيوسياسي التي قامت عليها (جمهورية اليمن الجنوبية والديمقراطية لاحقا)، وبناء الدولة العصرية الجديدة التي لا نعني بها دولة ماقبل 67 ولا مابعده حتى عام 90م، وفيما يلي نص الكلمة: “بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمدا وعلى آله وصحبه وسلم.. ياجماهير الجنوب الثائرة
أيها الأبطال في ساحات الشرف وميادين النضال السلمي في ساحة الحرية “ساحة العروض” بالعاصمة عدن وفي ساحة “القرار قرارنا” في مدينة المكلا الباسلة وفي كل مدن وقرى ومحافظات الجنوب المحتل.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم وصمودكم البطولي قد وصل إلى الـ (90) يوما منذ بدأتم الاعتصام المفتوح وتحملتم حر وبرد الأيام والليالي لكي تثبتوا للعالم رقي نضالكم الحضاري المدني وصمودكم الأسطوري وتفانيكم وإصراركم تجاه ما حملتموه من تعهدات لأنفسكم ولوطنكم ولأهاليكم ولزملائكم الذين سبقوكم في الاستشهاد وهم حاملين الرايات وحاملين المبادئ الثورية للنضال السلمي كي تستعيدوا الحرية لوطنكم وتبنوا دولتكم المستقلة على تراب أرض الجنوب الغالية..
ياجماهير الجنوب أيها التواقون إلى الحرية والسلام إن اعتصامكم المفتوح وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية قد بيّن عمق الارتباط بالمدنية لدى شعب الجنوب من حيث أنها عكست سلوككم الحضاري المتأصل في التعايش والتضامن والتآزر فيما بينكم من خلال تسيير القوافل والمعونات القادمة من كل مناطق ومديريات ومحافظات الجنوب المحتل ومن خلال اقتسامكم لرغيف العيش في مخيمات الاعتصام اليومي، وهذا دليل واضح على عمق وتأصل مبادئ التصالح والتسامح التي رسختم أعمدتها المتينة وبنيتم ركائزها منذ أعلنتموها في جمعية ردفان الخيرية في 13 يناير 2006م، والذي تحتفلون اليوم بالذكرى التاسعة لتأسيسها.
إن هذه القيمة الحضارية وهذه المبادئ الإنسانية التي يحملها التسامح والتصالح ليست مرتبطة بفترة تاريخية من تاريخ الجنوب بعينها وليست خاصة بأحداث أو شخوص أو كيانات سياسية محددة بل إنها مبادئ سامية أرتأيتم إلا أن تكون سمة حضارية لمجتمع الجنوب يتسم بها ويتفاخر بها ويتسامى من خلالها فوق آلام الماضي ويجعلها مرتكزا لبناء الدولة والمجتمع مستقبلا.
**أيها الأحرار البواسل أيتها الشامخات الثائرات . .
شعب الجنوب
شعب الجنوب

إن الإبداعات الثورية التي ترسموها بأجسادكم النحيلة وصدوركم العارية في المسيرات والتظاهرات السلمية وفي العصيان المدني الذي شمل كل مناطق ومديريات الجنوب المحتل هي ذخيرتكم وسلاحكم الثوري السلمي وهي التي جعلت وستجعل كل محبي السلام والحرية تتعاطى وتتفهم لمطالبكم المشروعة في التحرير والاستقلال لا محالة مهما عتى أو تعامى أو تغاضى البعض عن تكبر أو عن جهل وعنجهية ونحن اليوم نلحظ ونلتمس هذا التعاطي الواقعي مع قضية شعب الجنوب الذي يناضل منذ 20 عاما من أجل تحرير أرضه واستعادة دولته.
إن مواصلة الإبداع الثوري السلمي ومواصلة التصعيد المنهجي لثورتكم المباركة خلقت على مستوى الجنوب ككل حراكاً سياسيا نخبويا وحراكاً اجتماعيا وإعلاميا متصاعدا على امتداد جغرافيا الجنوب العربي من المهرة شرقا إلى جزيرة ميون غربا، وما الحوارات الدائرة بين مكونات الثورة الجنوبية ونخبها السياسية إلا دليل على حجم هذا الحراك السياسي ونعدها ظاهرة صحية لا خوف منها، بل على العكس من ذلك هي الكفيلة بإيجاد حامل سياسي واحد من خلال مؤتمر يفضي إلى تشكيل جبهة وطنية أوائتلاف أوتحالف أوما شاؤوا من التسميات التي يتفقوا عليها بعد هذه الحوارات الشفافة، وعليه نؤكد إننا مع هذه الحوارات الشفافة ومع الاتفاقات التي ستتوصل إليها ونباركها شريطة أن تضم كل المكونات المؤمنة بالهدف الذي سقط في سبيله آلاف الشهداء والجرحى والمتمثل بتحرير واستقلال الجنوب العربي الأرض والإنسان والمعروفة بنطاقها الجيوسياسي التي قامت عليها (جمهورية اليمن الجنوبية والديمقراطية لاحقا) وبناء الدولة العصرية الجديدة التي لا نعني بها دولة ما قبل 67 ولا مابعده حتى عام 90م.
**أيها الثوار الأحرار**
بالرغم ما أصابنا من وعكة صحية خلال الأشهر الأخيرة إلا أن الهم الوطني كان هو الأكثر تأثرا في حياتنا الاستثنائية التي نعيشها منذ احتلال الجنوب حتى الآن وأجدها مناسبة لأشكر كل من سأل عنا وفي المقدمة الثوار في الميادين، ونؤكد لهم مجددا تعهدنا بأن نمضي معهم ما حيينا إلى أن نحرر أرضنا ونستعيد دولتنا دولة مستقلة كاملة السيادة.
أيها الأبطال الثوار أيتها الحرائر المناضلات
لقد تابعنا بألم شديد سقوط الكثير من شهداء الجنوب وقياداته الأبطال في فعالياتهم السلمية خلال الشهور الأخيرة وندرك عمق تأثرنا لما جرى من قتل وحشي للشهداء في عدن وفي شبوة وفي الضالع وحضرموت ونعدها وكان آخرها التصفية الجسدية للشهداء المهندس الجنيدي والدكتور اليزيدي والمناضل مطلوب والمناضل السليماني والمناضل حزام الشنفرة وغيرهم من شهداء الجنوب الذي اغتالتهم سلطات الاحتلال بدم بارد هذه الجرائم التي اهتزت من هولها مدن الجنوب المحتلة.
ومن هنا ندعو المجتمع الدولي وعلى رأسهم ممثلي دول الوصاية العشر ودول الخليج العربي ومؤسسات الجامعة العربية وهيئات الأمم المتحدة إلى إدانة ووقف جرائم القتل وحرب الإبادة التي يتعرض لها شعب الجنوب يوميا ونحملهم المسئولية الأخلاقية والإنسانية لما يجري لشعب الجنوب دون ما يحركوا ساكنا.
وفي الأخير نترحم على شهداء الجنوب وندعو الله أن يعجل بشفاء الجرحى، وأن يفرج عن كربة الأسرى والمعتقلين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى