الاستبداد والعلم (1-2)

> د. عبده يحيى الدباني

> يعد كتاب المفكر الإسلامي عبدالرحمن الكواكبي (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) من أشهر الكتب التي تحدثت عن الاستبداد، ومن أوضحها وأسهلها، فهذا العالم الجليل (مؤلف الكتاب) قد عاش في زمن ساده المستبدون واكتوى هو بنار الاستبداد، فقد تعرض للسجن والأذى والمحاكمات والنفي نتيجة اتهامات الحاكم العثماني المستبد.
لقد كشف هذا العالم في كتابه عن طبائع الاستبداد المختلفة وكشف أساليبه في كل الميادين، فقد جاءت مباحث الكتاب مقسمه على علاقة الاستبداد بما يأتي: 1)الاستبداد والدين، 2) الاستبداد والعلم، 3) الاستبداد والمجد، 4) الاستبداد والمال، 5) الاستبداد والأخلاق، 6) الاستبداد والتربية، 7) الاستبداد والترقي و 8) الاستبداد والتخلص منه.
ولا نبالغ إذا قلنا إن هذا الكتاب يعد مدرسة أصيلة في الحرية ومناهضة الاستبداد.
وفي هذه الحلقة سنذكر بعض ما قاله المؤلف عن علاقة الاستبداد بالعلم: “العلم قبسة من نور الله، وقد خلق الله النور كشافًا مبصرًا ولادًا للحرارة والقوة، وجعل العلم مثله وضاحًا للخير فضاحًا للشر يولد في النفوس حرارة، وفي الرؤوس شهامة”.
ويقول أيضًا: “نعم ترتعد فرائص المستبد من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية والفلسفة العقلية وحقوق الأمم وسياسة المدنية والتاريخ المفصل والخطابة الأدبية وغيرها من العلوم الممزقة للغيوم المبسقة الشموس المحرقة الرؤوس. ويقال بالإجمال إن المستبد لا يخاف من العلوم كلها بل من التي توسع العقول، وتعرف الإنسان ما هو الإنسان ؟، وما هي حقوقه ؟، وهل هو مغبون ؟، وكيف الطلب ؟، وكيف النوال؟، وكيف الحفظ ؟”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى