شعراء ونقاد .. مهرجان الشارقة للشعر العربي أخرج القصيدة من عزلتها

> الشارقة «الأيام» متابعات

> آثر شعراء ونقّاد مشاركون في مهرجان الشارقة الثالث عشر للشعر العربي إلا أن ينقلوا ما تشكل في خواطرهم عن هذا اللقاء الإبداعي الحميمي الذي جمعهم على هامش مشاركتهم في فعاليات مهرجان الشارقة الثالث عشر للشعر العربي، وقبل أن يودّعوا هذه البلد التي احتضنتهم واستقبلت عامها الجديد بإبداعاتهم .. معتزّين بهذه المشاركة الّتي مزجت ألوانًا من ربيع الشعر زاهية ومشرقة برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمّد القاسميّ، حاكم الشارقة.
**الشاعر محمّد لافي: المهرجان ناجح تنظيمًا وحضورًا**
كان المهرجان ناجحًا إلى حدّ كبير، سواء على صعيد التنظيم، أم على صعيد حضور الجمهور في القاعة، أم على صعيد التنوّع في الأصوات الشعريّة المشاركة، كما أنّ هذا النجاح ينسحب أيضًا على الندوات النقديّة الّتي أقيمت ضمن الملتقى الفكريّ المرافق للمهرجان.
وإذا كان ثمّة ملاحظات حول المهرجان، فإنّها بالنسبة لي تتعلّق بكثرة العدد المدعوّ من الشعراء؛ إذ إن وجود خمسة أسماء في كلّ أمسية، لا يتيح مجالاً للشاعر كي يقدّم نفسه، بخاصّة إذا كانت هذه هي القراءة الأولى له في الشارقة، عدا ذلك فإنّ الأمور كانت تسير بشكل جيّد عمومًا.
**الناقد د. محمّد عبد العظيم: ظاهرة داعمة للإبداع**
مهرجان الشارقة للشعر العربي يعدّ من الظواهر المدعّمة التي تفسح المجال لالتقاء الأصوات العربية من مختلف الأقطار، وتبادل التجارب على اختلاف أصواتها واتّجاهاتها الشعريّة، وهو بذلك يعتبر ظاهرة أساسيّة داعمة للإبداع العربي، بخاصة أنّها تلقى من العناية وحسن التنظيم ما يساعدها على أداء هذه الوظيفة، غير أنّ حظّ الجلسات النقديّة فيه يبقى دون العلاقة الطبيعيّة بين الإبداع والنقد؛ إذ إن النقد هو المسبار الذي به تُقوم التجارب الإبداعية جميعها، فمن الأفضل أن تتم المزاوجة بين أمسيات الإبداع وجلسات النقد، وأن يُختتم الملتقى بلقاء حواريّ بين النّقّاد والشعراء يكون بمثابة الجلسة العلميّة الجادّة الّتي تؤشّر للعلاقة الضروريّة بين الطرفين، وتساعد المهرجان على رسم مساره في المستقبل.
**الشاعر لامع الحر: قيمة استثنائية**
انطلاقًا من مشاركاتي المتعدّدة في غير مهرجانات عربية، أرى أنّ مهرجان الشارقة للشعر العربي، مهرجان متميز بكل ما في الكلمة من معنى.
بكلّ صراحة، لاحظت أنّ المدعوّين إلى هذا النشاط الثقافيّ اللافت، شعراء مبدعون ويستحقون أن يكونوا في أي عمل شعري يرجى منه النجاح والتميز.
أقول هذا الكلام لأنّنا نرى في الكثير من المهرجانات الشعرية العربية طفيليّين لا علاقة لهم لا بالشعر ولا بالإبداع، ولكنْ تربطهم علاقات بأحد المنظمين، فتكون الدعوة على حساب عمل يؤمل منه عكس ما يفعله الكثيرون الكثيرون من الذين حُشِروا في قائمة المنظّمين.
كذلك فإنّ هذا المهرجان يُشعرني بأنّ للشعر قيمةً استثنائيّة في زمنٍ تخييم الظلام على معظم أرجاء الوطن العربي، وفي زمن بات الشعر في عُرف كثيرين (لزوم ما لا يلزم).
أجمل ما في هذا المهرجان هو اللقاءات الثقافيّة الّتي تتمّ على هامشه، والّتي تتيح لنا المزيد من التعارف لنتجاذب الأحاديث المشوّقة حول الشعر والشعراء، وحول الواقع العربي المأزوم.
كما أن هذه اللقاءات تعرفنا بشعراء ليس بالإمكان أن نعرفهم لولا هذا المهرجان، وإن حصل ذلك فالأمر يتطلب وقتًا طويلاً.
مهرجان الشارقة للشعر العربي اختصر المسافات بيننا، فبات الشعراء الّذين ينتمون إلى أقطار متعدّدة يأكلون على طاولة واحدة ويجتمعون كأنّهم ما افترقوا يومًا.
وإذا كان هذا المهرجان يتمتع بمواصفات لا بد أن تُذكر، فإنّنا نتمنّى له المزيد من النجاح والتطوّر على أن تكون الجلسات النقديّة المترافقة متلازمة مع المهرجان الشعري وجدواه أيضًا.
**الناقد د. أحمد الطريسي: تجربة ناجحة للشعر والنقد**
إنّ تجربة مهرجان الشارقة للشعر العربي، هي تجربة ناجحة بالنسبة للشعراء وبالنسبة للنقد أيضًا، فالقصائد التي استمعنا إليها كانت إبداعية إلى حد كبير، مهرجان الشارقة للشعر العربي يمثل قفزة نوعية بالنسبة للبلدان العربية، ونتمنى أن يستمر ويكون الشعراء أكثر، لأنّ الحديث الذي تمّ، وبخاصة من قِبل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، حديث هام جداً فكل المتلقين بصفة عامة يعنيهم ويهمهم إنشاء ألف بيت شعر في البلدان العربية، حتى يتقدم الإحساس بالشعر العربي.
**الشاعر خالد بودريف: لا خوف على المهرجانات الشعرية**
وأنا في غرفتي في الفندق على شرفته المطلة على البحيرة، حيث النوارس بيضاء في سمائها محلقة، أتأمل وأفكر في مهرجان الشارقة للشعر العربي، وأتساءل: (هل سيحلق مثل النوارس في العام المقبل، كما حلق هذا العام مع ثلّة من الشعراء العرب ؟ هل سيستمر هذا المهرجان ؟)، عدتُ إلى نفسي قليلاً فجاءني الجواب: (مادامت دائرة الثقافة والإعلام عازمة على المضي بالمهرجان إلى أعوامه المقبلة، ومادام بيت الشعر يوثق لكل دورة من يقيم دعائمه على أساس من الاحترافية والجاهزية فلا خوف عليه، ومادام سموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي - حاكم الشارقة - متواصلاً مع الأدباء - كما هي حاله دائمًا - فلا خوف على مهرجاناتها الشعريّة لأنّني وجدت في القوم عزمًا على المثابرة والجدّ، في انتظار أن يحذو الحكّام العرب حذو الشارقة في تبنّيها قيمة الثقافة كدعامة أساسيّة لتنمية المجتمع والأفراد).
أتمنّى لهذا المهرجان دائمًا وأبدًا البقاء والتطور، ولن يرتاح لنا بال حتى يكون في كل بلد عربيّ مهرجان شعر يحلق بنا في سماء الإبداع كما حلق مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته (13).
**الشاعر عبد الرزاق الربيعي: نعول كثيرًا على الشارقة**
ليس هذا البهاء بالجديد على الشارقة التي عودتنا على احتضان الإبداع في مهرجانات الحب والجمال المستمرة على مدى تواصل الفضاء الإبداعي.
وتأتي أهمية هذا الحدث الشعري كونه يُقام في مرحلة شهدت انطفاء روح المهرجانات العربية التي كانت تجمع الشعراء العرب من كل أنحاء الوطن العربي، والمتناثرين في أصقاع الأرض، كمهرجان المربد في بغداد أيام العقد الثمانيني؛ إذ كان بالنسبة للكثير من الشعراء العرب موعدًا سنويًا.
واليوم نعول كثيرًا على مهرجان الشارقة للشعر العربي بردم الهوة التي حصلت بعد غياب تلك المهرجانات الكبرى، ومدّ جسور التواصل ليكون تظاهرة شعرية سنوية نحن أحوج ما نكون إليها ليخرج الشعراء من عزلتهم وانزوائهم، وحين يتمّ ذلك فإنّ القصيدة تخرج من مخبئها في أوراق الشاعر وملفاته لتصل إلى الجمهور.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى