عميد كلية التربية بمحافظة المهرة لـ «الأيام» :نسعى لافتتاح أقسام جديدة والكلية مؤهلة لتتحول إلى جامعة مستقبلاً

> حوار/ ناصر الساكت

> أكد الدكتور سالم أحمد بافطوم عميد كلية التربية بمحافظة المهرة التابعة لجامعة حضرموت أن العام الجامعي الحالي يسير بشكل منتظم ووفق الخطة المعدة من رئاسة الجامعة، وأن أغلب الطلاب انتظموا منذ اليوم الأول، وهو ما أسهم كثيراً في عملية انتظام العملية الدراسية بالكلية.
وقال في حواره مع «الأيام» “نزف بشرى سارة عبر هذه الصحيفة لجميع أبناء المهرة، حيث جاء هذا العام بمولود جديد انتظرناه طويلاً والمتمثل بافتتاح قسم جديد هو قسم معلم مجال الاجتماعيات، وما كنا لنحقق هذا المكسب العلمي الجديد لولا الجهود المبذولة من السلطة المحلية بالمحافظة وقيادة الجامعة، وهذا التخصص الجديد لاشك مهم جداً، ونأمل من خلاله سد النقص الحاصل في معلم الاجتماعيات بمدارس المحافظة، وأملنا في العام القادم أن نفتتح قسما آخر جديدا يلبي حاجة المحافظة، ونحن بصدد التشاور مع السلطة المحلية ومكتب التربية ليكون إضافة نوعية للتخصصات الموجودة بالكلية والعمل على فتح أقسام أخرى بالتدريج حسب احتياج المجتمع لتلك التخصصات وحسب إمكانية الجامعة، لتساهم الكلية مساهمة فاعلة في خدمة المجتمع من خلال مخرجاتها والقيام بالدورات التدريبية والمحاضرات والتوعية والتعليم المستمر في مجالات اللغة والحاسوب والإدارة لبعض الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة.
وفي الحقيقة قيادة جامعة حضرموت تولي كلية التربية بالمهرة اهتماماً كبيراً إدراكاً منها أن المهرة عانت وما تزال تعاني من قلة التعليم وبالذات الجامعي”.
الدكتور سالم أحمد بافطوم عميد كلية التربية بمحافظة المهرة
الدكتور سالم أحمد بافطوم عميد كلية التربية بمحافظة المهرة

**أدخلتم قسما جديدا (معلم الاجتماعيات).. نريد نعرف ما التخصصات الحالية الموجودة بالكلية؟.. وهل هي كافية لتلبية احتياجات المحافظة؟.
- لدينا أربعة تخصصات أو أقسام فقط هي: اللغة العربية، والدراسات الإسلامية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، وبالمناسبة عندما بدأت الكلية نشاطها بالمحافظة لأول مرة في العام الجامعي 98 - 1999م بدأت بقسمين اثنين هما: الدراسات الإسلامية، واللغة العربية وقد التحق بهما حينذاك حوالي 90 طالبا وطالبة، وفي العام التالي 1999-2000م افتتح قسم ثالث هو قسم الرياضيات والتحق به 32 طالبا وطالبة، وفي العام الجامعي 2003-2004م تم افتتاح قسم رابع هو قسم اللغة الإنجليزية وتقدم للدراسة فيه حينها 65 طالبا وطالبة، وكل ذلك كان في مبنى الكلية القديم الذي أصبح اليوم مبنى لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة بعد أن انتقلت الكلية في العام 2004م إلى المبنى الجديد الواقع غرب مدينة الغيظة وهو نواة لجامعة في المستقبل.
وكان العام الجامعي 2001-2002م قد شهد تخرج أول دفعة من الكلية وبعدها توالت تباعاً تخريج الدفعات لتستوعب مخرجات الثانوية العامة وبوجود الكلية تمكن خريجي الثانوية من مواصلة تحصيلهم العلمي بسهولة ويسر بعد أن كان معظم الطلاب يتوقفون عن مواصلة الدراسة نتيجة عدم قدرة أهاليهم عن توفير نفقات الدراسة الجامعية خارج المحافظة إلا قلة ممن ساعدته ظروفه على مواصلة التعليم الجامعي، لكن اليوم تحسنت الأوضاع كثيراً وأصبح الإقبال على الكلية والالتحاق بها في تزايد مضطرد من قبل الجنسين وهناك طلاب من مناطق لم يكن لها حضور في السنوات الماضية، فلدينا الآن طلاب من مناطق نشطون، ويروب، وحصوين، وقشن، والمسيلة وبعض المناطق المجاورة للمهرة كالريدة وقصيعر وغيرها.
**قلت “الكلية نواة لجامعة في المستقبل”.. كيف؟
- نعم الكلية بموقعها الجديد تمثل نواة لجامعة مستقبلاً، حيث تقع على مساحة شاسعة وواسعة بطول 3 كم مربع، وتمتلك الكلية حالياً مبنى كبير وحديث مكون من 12 قاعة دراسية، وثلاث قاعات عامة كبرى، ومكتبة وأربعة مختبرات، إضافة إلى مختبرين حاسوب ومختبر في الفيزياء، وقد بلغت التكلفة الإنشائية للمبنى حوالي 120 مليون ريال وتم افتتاحه عام 2004م، وتبلغ كلفة السور 45 مليون ريال، وكما قلت هو مؤهل في المستقبل لإنشاء فيه جامعة المهرة.
ونتطلع إلى دور أكبر للكلية من خلال فتح تخصصات نوعية جديدة تواكب تطور العصر وتكنولوجيا المعلومات وتلبي احتياجات المحافظة في مختلف التخصصات، وأملنا كبير في قيادة جامعة حضرموت في دعم وتطوير الكلية عمليا وعلميا.
**كم دفعة تخرجت من الكلية حتى اليوم؟
- تم تخريج سبع دفع تجاوز عدد المتخرجين فيها 550 طالبا وطالبة من جميع الأقسام الدراسية في الكلية بمن فيهم الطلبة والطالبات الدارسون من سلطنة عمان الشقيقة، وتمتاز الكلية بالجمع بين التعليم النظري والتطبيقي العلمي واستخدام الوسائل والأساليب الحديثة في التعليم والتعلم، والأهم أن من يقومون بالتدريس في الكلية أساتذة جامعيون ذوو كفاءات عالية وخبرات علمية وعملية يمنيين وغير يمنيين.
وللعلم كليات التربية بشكل عام لها مقررات خاصة بالتطبيق العملي مهمتها ربط المعلم بالواقع العملي وبمستقبل الطالب وبها مواد أخرى في الثقافة العامة وكلها تكمل بعضها، رغم أن التطبيق العملي في وضعه الحالي لا يلبي الطموح من حيث الفترة الزمنية التي يقضيها الطالب في الميدان والآن هناك مراجعة للمناهج والمقررات لتلبي حاجة الطالب الأكاديمية والعملية وتواكب التكنولوجيا الحديثة.

**إجراءات عملية القبول والتسجيل بالكلية صارت اليوم تتم بالنظام الإلكتروني؟
- نعم، أدخلنا النظام الإلكتروني في عملية التسجيل والقبول منذ سنتين ونعتقد أنها سهلت الكثير من الصعوبات أمام الطلبة المتقدمين الراغبين في الالتحاق بالكلية، ويستطيع الطالب التسجيل أو التنسيق عبر مواقع الإنترنت المعتمدة بالمحافظة وفيه تسهيلاً لكافة الإجراءات، وبالمناسبة نستطيع القول إن إجراءات القبول تتم بطريقة شفافة ومهنية بعيداً عن المحسوبية المقيتة.
**هل هناك حوافز ينالها الطلاب المتفوقون في الكلية؟.. ما هي؟
- لاشك هناك حوافز قيمة تقدمها الجامعة والسلطة المحلية بالمحافظة وبعض الجمعيات الخيرية للطلاب المتفوقين بالكلية، فالجامعة تكرم كل سنة الطلاب الأوائل بجوائز مادية وعينية وكذلك إعفاء أوائل الطلاب من دفع رسوم الأنشطة ويقدم الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين للطلبة الأوائل من أبناء المهرة بالكلية مبالغ مالية شهرية، وتم افتتاح فرع للصندوق قبل نحو سنة ويقوم برفع أسماء الطلاب الأوائل، كانت البداية بكفالة 3 طلاب واليوم يوجد ما يزيد عن 13 طالبا وطالبة بالكلية يستفيدون من مساعدات الصندوق الخيري الذي يقدم أيضاً كل سنة منح تنافسية خارجية لطلاب الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي، وندعو أبناء المهرة ليتقدموا للمنح التي يقدمها الصندوق، فمن لديه الرغبة يتواصل مع فرع الصندوق بالكلية أو من خلال موقع الصندوق على شبكة الإنترنت، أما مشاركة المجتمع المحلي والسلطة محلية، ورجال أعمال وجمعيات وغيرها، فغائبة ولم تتقدم أية جهة للمساعدة، ونأمل من أهل الخير مساعدة الطلاب سواء الدارسين في الكلية أوفي الجامعات الأخرى.
**الطلاب يقومون بحلقات بحث ويحتاجون إلى مراجع وكتب وموسوعات .. هل مكتبة الكلية تفي بالغرض؟.
- نظام الاستعارة في المكتبة مفتوح للجميع وحُددت أوقات خاصة لذلك سعيا لترتيب العمل في المكتبة خاصة، ونحن نعاني من قلة الكادر المختص في وقت ما يزال نظام العمل بالمكتبة يدويا، وهذا يتطلب وقتا وجهدا كبيرين من العاملين بالمكتبة ومقارنة بمكتبات بعض الكليات التي تأسست قبلنا بسنوات فإن وضعنا يشكل حالة أفضل، وتوجد بالمكتبة كتب تغطي جزءا كبيرا من احتياجات الهيئة التدريسية والطلاب، ونسعى لتطوير مكتبة الكلية وتزويدها بمختلف الكتب والمراجع العلمية المطلوبة، ونطمح بحوسبة المكتبة مستقبلا وإدخال الحاسب الآلي وإيجاد آلة تصوير تسهل على الطالب تصوير ما يحتاجه من المراجع بيسر وبأسعار رمزية، فهناك كتب لها نسخة وحيدة ويُمنع إخراجها من المكتبة.
** كيف تقيمون مستوى إقبال الفتاة المهرية على التعليم الجامعي؟.
- إقبال الفتاة المهرية على الالتحاق بالكلية يزداد عاما بعد آخر، ولعل السنوات الأربع الأخيرة شهدت التحاق أعداد كبيرة وأصبح عدد الفتيات أكبر بكثير من الطلاب، وهناك طالبات من مناطق بعيدة جدا التحقن بالكلية، وهذا شيء طيب وعامل مشجع رغم أن التخصصات الحالية لا تلبي طموحات ورغبات الطلاب، ونرى أن الكلية خلال الفترة الماضية حققت نجاحات مهمة من حيث رفد مدارس المحافظة بالمعلمين المؤهلين في تخصصات الدراسات الإسلامية واللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات، كما عززت المكاتب الإدارية الأخرى بكوادر متخصصة، لكن المؤسف بعض التخصصات كالدراسات الإسلامية مثلا أصبح سوق العمل متشبعا بخريجيها ولا يجدون وظيفة أو عملا وصار مكتب الخدمة المدنية ممتلئا بملفات هؤلاء لكثرة أعدادهم، ما يعني أن المحافظة بحاجة ماسة إلى تخصصات جديدة تلبي الطلب.
**في ظل تدني مستوى التعليم بشكل عام.. كيف تلاحظون مخرجات التعليم الأساسي والثانوي في المحافظة؟.
- نعاني كثيراً من ضعف مخرجات التعليم الثانوي تحديدا، حيث نجد أن كثيرين من الملتحقين حاصلون على نسب عالية جدا في حين مستوياتهم العلمية متدنية خاصة الطلاب القادمون من الأرياف ولأجل ذلك عملت الكلية على بعض المعالجات من أجل رفع مستوياتهم فمثلا في تخصص اللغة الإنجليزية استحدثنا مواد خارج المقررات الدراسية رغم إنها عبء على الساعات الدراسية ولكن الهدف منها تطوير قدرات الطلاب وفعلا كانت النتائج جيدة وحصل تحسن في مستويات الطلاب كذلك في مقررات اللغة العربية كالنحو وغيره والتعليم بشكل عام وخاصة الأساسي لأنه الأساس يحتاج الى وقفة جادة من قبل قيادة وزارة التربية والتعليم فهناك خلل كبير وخطير يجب إصلاحه.
**ماهي الصعوبات والمعوقات التي تواجهونها؟
- الصعوبات التي نواجهها كثيرة لكننا نتغلب على بعضها بالتعاون مع قيادة الجامعة والسلطة المحلية وتكمن الصعوبة الكبرى في قلة المخصصات الشهرية حيث ما يصرف لنا شهريا كموازنة تشغيلية هو (57,150) الف ريال تشمل القرطاسية والوقود وقطع الغيار وصيانة الآلات وغيرها ، وهنا أتساءل .. هل أيُعقل أن صرحا تعليميا أكاديميا تكون هذه ميزانيته الشهرية ولكننا نأمل خيرا في السلطة المحلية زيادة دعمها للكلية لتحسين البنية التحتية والخدمات بالكلية، وطالبنا الجامعة مرات عديدة بإعادة النظر بالميزانية نظرا لحجم التزامات الكلية ولبُعدنا عن مركز الجامعة والكليات القريبة من رئاسة الجامعة ربما تحصل على دعم أكثر منا من مختلف الجهات الداعمة في حضرموت فنحن نفتقر الى الدعم الشعبي .
من الصعوبات ايضا نقص أعضاء الهيئة التدريسية المحلية والوافدة وتزداد المشكلة كل سنة مع تخفيض نسبة الدكاترة الوافدين وعدم تعويض ذلك النقص من الكادر المحلي تحت مبررات كثيرة مثل عدم إعتماد وزارة المالية خانات وظيفية لليمنيين ، وهذا يسبب انعكاسات سلبية على العملية التعليمية لعدم كفاية الدكاترة، كذلك قلة الدرجات المخصصة للإبتعاث الخارجي حيث أن الكلية حاليا بها عدد كبير من المدرسين والمعيدين والذي مضى على وجودهم سنوات بدون تأهيل .
**وماذا عن الجانب الاجتماعي؟
- أما الجانب الاجتماعي فإننا نعاني من ضعف وعي المجتمع المحلي لدور الكلية كصرح تنوير وإشعاع علمي حيث لم نجد مثلا أي دور لشيوخ القبائل وأعيان البلد ورجال المال والاعمال بمد يد العون والمساعدة لدعم الكلية والمساهمة للنهوض بها، حيث نرى ما يقدمه رجال الأعمال الحضارم لجامعة حضرموت في شتى المجالات، حتى نضع اللبنات الأساسية لبناء جامعة المهرة، وهناك أعداد كبيرة من المهريين مغتربين وتجار في شتى دول العالم وخاصة دول الخليج وشرق افريقيا، أملنا ان يقوم هؤلاء بزيارات للكلية للتعرف عليها ومد جسور التعاون سعيا للإرتقاء بنشاطها ودورها للأفضل وبما يواكب التطور المتسارع الذي تشهده المحافظة سكانيا وعمرانيا وتنمويا.
**كانت هناك مجلة تصدرها الكلية .. أين اختفت ؟
- بالفعل كانت هناك مجلة متخصصة تصدرها الكلية ولكن لعدم وجود ميزانية لها توقفت عن الإصدار وأملنا كبير ان تعاود الصدور هذه المجلة لأهميتها علميا ومعرفيا ونأمل ان تكون المجلة ناطقة ليس فقط باسم الكلية ولكن باسم المهرة .
**هل من كلمة أو نصيحة توجهها في نهاية هذا اللقاء؟
- كلمة شكر أوجهها للسلطة المحلية على دعمها وفي الوقت الذي أبارك للأستاذ محمد علي ياسر تعيينه محافظا للمهرة أناشده بدعم أكبر والضغط على السلطات المركزية في وزارات التعليم العالي والتخطيط والتعاون الدولي والمالية لبناء وتجهز كلية للعلوم التطبيقية في المهرة، وأترحم على روح الفقيد المرحوم علي محمد خودم محافظ المهرة الذي كان داعما لنا وحاضرا دائما في كل فعاليات وأنشطة الكلية وبرحيله خسرت المحافظة واحدا من أبنائها الأبرار وحقق الكثير من الانجازات والمشاريع الخدمية والتنموية العملاقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى